كثيراً ما يواجهني هذا السؤال.. ما هو السر وراء هذه القوة التي استطاع بها الحوثيون التمدد؟ · ببساطة.. هناك أسباب عديدة سأوردها وعليكم استكمال الباقي: السبب الأول هذه الدولة "الغائبة" التي تركت فراغاً هائلاً لكل من أراد التمدد وعنده ولو الحد الأدنى من الجاهزية، وكما لا يخفى على علمكم فإن من يترك فراغاً يجد من يملأه.. · السبب الثاني إحساس القبائل التي تمدد فيها الحوثيون أنه لا الدولة أنصفت الناس وكانت دولة ولا الوجاهات الاجتماعية والمشيخية المحلية قدمت لهم ما يستحق أن يحرزوا الأفضلية في إبقاء الحال على ما هو عليه.. ولسان حالهم: تعالوا نجرب ليس هناك ما نخسره، وما الذي يخيف من قدوم الحاج أحمد إذا كان هذا هو حالنا مع أحمد الحاج. · السبب الثالث تسريب الحوثيين لحكايات وقصص حول أن في صعدة حكم يقط المسمار وهي حكايات تضرب مناطق حساسة عند مواطنين طالما بحثوا عن الدولة خلال خمسين عاماً ولم يجدوها حتى صار الناس يبحثون عن دولة ولو في صورة تمثال عصي على الأكل. · السبب الرابع أن الحوثيين لم يظهروا استعجالاً على الانقضاض على مفاصل في الحكومة وبالتالي لم يقعوا في الذي وقع فيه غيرهم من التعيين على أساس الهوية الحزبية والإقصاء للآخر باللون الحزبي، إيماناً بأن الشعب هو فقط الأهل والعشيرة ولا مكان حتى للمستقلين. · السبب الخامس امتداد للسبب الرابع حيث تحول رد الفعل على غياب العدالة والنزاهة واستبدالهما بالفجور في الخصومة إلى استدعاء منطق ما تكسر الحجر إلا أختها. · أما أبرز نقاط الضعف التي يعزف عليها خصوم أنصار الله الحوثيين فهي أن شعار الصرخة غير واقعي لأن الضحايا دائماً يمنيون وأن أحداً من الأمريكيين واليهود لن يموت باللعنة.. نقطة الضعف الأخرى ما يشاع عن أن المشروع قائم على العرق المتطلع إلى إعادة الإمام وإعادة ما يسمى "حبّاب الركب". · وما يساعد على إظهار نقاط الضعف هذه أن الحوثيين فشلوا في نفيه.. ربما عمداً وربما لقصور في الصوت الإعلامي.