في تصنيفٍ لأقوَى الجيوش في العالم، ضمَّ 106 دولة، أجراهُ موقع "كلوبال فاير باور"؛ الأمريكي المختص في الشؤون العسكريَّة، جاء مصر في المرتبة الاولى على مستوى العالم العربي. التصنيف الأمريكي، المعلن عنه حديثًا، استندَ إلى مؤهلات الجيوش من حيث تأهيل القوى البشريَّة، والقوات البحريَّة والجويَّة، والاحتياطِي المحلِي، وكذَا الموقع الجغرافِي للدولة، الذِي يحددُ موازِين القوَى؛ التي تقعُ ضمنهَا، وأبقى على الجيش الأمريكي في صدارة الجيوش العالم، في المرتبة الأولى، يليه الجيش الروسِي ثانيًا، ثمَّ الصين في المرتبة الثالثة. أمَّا الجيش الهندي فحلَّ رابعًا، يليه الجيش البريطانِي في المركز الخامس، والفرنسي في المرتبة السابعة، بينما جاءت ألمانيَا في المرتبة الثامنة، محتفظةً بالمراتب التي تبوأتها العام الماضِي. على صعيدِ المنطقة العربيَّة، جاء الجيش المصرِي في الصدارة، بتبوئه المرتبة الثالثة عشرة، يليه الجيش السعودي الذِي جاءَ الثاني عربيًّا، والخامس والعشرين عالميًّا، متبوعًا بجيش نظام بشار الأسد الذِي حلَّ ثالثًا في المنطقة، وفي المرتبة السادسة والعشرين عالميًّا.
أمَّا المرتبة الرابعة عربيًّا فآلتْ للجيش الجزائرِي، الذِي حلَّ في المركز الحادِي والثلاثين عالميًّا، والرابع عربيًّا، يليه جيش دولة الإمارات في المركز الخامس، بينما جاءتْ اليمن في المركز الخامس والأربعين عالميًّا، وحلَّ الجيش العراقِي، في المرتبة الثامن والستين، أمَّا تصنيفُ جيش لبنان فقد كان الأسوأ، حيثُ جاء في المرتبة الأخيرة عربيًّا، والمرتبة الثامنة والثمانين بين 106 دولة.
مكاوي: التصنيف محاباةٌ للجزائر نظير سخائها
الخبير والباحث في الشؤون العسكريّة، عبد الرحمن مكاوِي، قللَ في تصريحٍ لهسبريس، من شأنِ التصنيف الأمريكي، قائلا إنه ليس سوى محاباةٍ للجزائر على سخائهَا في اقتناء الأسلحة الأمريكيَّة، ذاهبًا موضحًا أنَّ قربَ "كلوبال فاير باور" من اللوبي الجزائري أمرٌ معروف، "وتبعًا لذلك فإنَّ كل المعطيات، التي اعتمدهَا التصنيف غير دقيقة، ما دامت مراكز أخرى تبوئ المغرب مراكز أخرى، حيث إنه ركز على مشتريات الأسلحة، دون الالفتات إلى تاريخ الجيش المغربي، ومنظومته القيادية المتطورة، والتراكمات لديه من حيث التجارب".
الأكاديميُّ المغرب زادَ أنَّ الجيوش الأمريكيَّة والبريطانيَّة والفرنسيَّة التي أجرتْ مناوراتٍ مع الجيش المغربي، تعرفُ مستواهُ جيدًا، وتعتمد عليه كثيرًا في تداريبها، سواء على مستوى القوات البريَّة، أوْ الطيران أوْ البحر، كما أنَّ مراكز أخرى تحكم على قوة الجيوش بناءً على مدى سيطرتها على المعلومة، والدراية بفنون القيادة والسيطرة، فضْلا عما باتت تشكله التكنلوجيَا المتطورة من ثقلٍ في تحديد القوة، التِي أصبح دور الإنسان فيها جدَّ محدود".
مما قيل، يخلص مكاوِي إلَى أنَّ كلَّ مركز يصنفُ، حسب معاييره، و"كلوبال فاير باور"، قريبٌ من الصناعة الحربيَّة الأمريكيَّة، ومن لوبي البترول والغاز الأمريكي، وبالتالي فهو رسالة إلى القائمين بشراء الأسلحة في الجزائر، ليزيدُوا إقبالهم، "في الوقت الذِي يعتمدُ فيه المغرب على المشتريات النوعيَّة، كما بنى قاعدة عسكرية متطورة على البحر الأبيض المتوسط، بالقصر الصغير، على بعد 700 كيلومتر من القاعدة التي تمتلكها الجزائر في وهران، وتتوفر بها على غواصات، يعلم الخبراء أنها لا تصلح للميدان".
المتحدث ذاته يردفُ أنَّ فرطاقة "محمد السادس"، والفرقاطات الأخرى التي جرى تسلمها مؤخرا، في بريست الفرنسية، زيادةً على فرقاطاتٍ أخرى، من الأسلحة البحريَّة التي يمكنها أن تفشل جميع مناورات الغواصات الجزائريَّة، "ولهذَا تكون النوعيَّة محددًا أساسيًّا"، كما لا ينبغي إغفال تجربة الجيش المغربي، والتواجد بناءً على طلب الأممالمتحدة، في أكثر من بؤرة توتر عبر العالم، حيث تواجد في الصومال وكوسوفو والكونغو والكوديفوار، والآن في مالي وإفريقيا الوسطى، كما أنَّ المارينز، وهم من النخبة، كانوا يأتون إلى المملكة للتدريب مع نظرائهم المغاربة.
