إذا كان الهدف من الأقلمة هو حلّ القضية الجنوبية فقد تبيَّن أنها لن تحلَّها، بل من الواضح أنها ستزيدها تعقيداً وتشظِّياً. وإذا كان الهدف من الأقلمة هو الانتقام من شمال الشمال، الجغرافي والمذهبي، فمن الواضح أنها لن تشفي غليل أصحاب العُقد التاريخية، بل ستزيد من أمراضهم وعُقدهم تجاه بقية اليمن. وإذا كان الهدف من الأقلمة هو محاصرة أبناء تعز وإب عن بقية اليمن، شمالاً وجنوباً، فمن الواضح أن أبناء تعز وإب أكبر من أن يحتويهم إقليم أو سور جغرافي أو إداري، وأن اليمن وحدها هي من تتَّسع لهم وللجميع. وإذا كان الهدف من الأقلمة هو عزل حضرموت وملحقاتها عن بقية الجنوب وعن بقية اليمن، فمن الواضح أن حضرموت الهوية والحضارة أسمى من أن تُقدَّم قرباناً لثقافة الدشداشة والعقال وهوية شريعة محمد بن عبدالوهاب. أيها الحاكمون بالأمراض والعُقد، كفُّوا عن البحث عن عوامل جديدة للحروب والصراعات الطائفية والمناطقية والقبائلية بين اليمنيين.. مشكلة اليمن اليوم ليست في طبيعة الدولة، بل في تغييبها واختطافها من قبل مجموعة من المرتزقة والمرضى وأصحاب العاهات الذهنية. يا حمارنا لا تمت قد تلمنا لك أقاليم! آخر ما قاله الرئيس هادي عن الأقاليم "إنها ستحقق الأمن والاستقرار، وستؤدي إلى محاربة الجريمة وتحقيق الرفاه الاقتصادي للمواطنين".. يا سلام عليك فهيم! يعني الرجل بيقول لكم وبعظمة لسانه "عيشوا يا شعبي العزيز في الجريمة المنظمة وبدون أمن وبدون رفاه اقتصادي، حتى ننجز لكم الأقاليم ونحوِّل اليمن إلى دولة اتحادية وبعدا بعدا". الخلاصة، الأقاليم أصبحت وسيلتهم السحرية للتمديد والفساد والجريمة والإرهاب والحروب والتقسيم والتمزيق وو.. إلخ. صدقوني، هذه هي حقيقة الأقاليم مثلما هي حقيقتهم أيضاً. * ممكن يقول إقليم حضرموت وعدن ومأرب والبيضاء وشبوة وإب وذمار ووصاب السافل والعالي، لكن لا يمكن يقولوا إقليم تعز أو إقليم صعدة، بتجيب لهم رؤاس، ولذلك بحثوا لها عن أسماء من التاريخ ووجدوا أنفسهم مضطرين لتسميات تاريخية أخرى. الذي لا يعتقد بأنهم واطون حتى في هروبهم من بعض الأسماء فهو لا يعرفهم جيداً. * تغريدتان 1-كان يمكن تسميته بإقليم معين أو إقليم مأرب، أيش معنى إقليم سبأ؟ من منح هادي وإلا محمد قحطان حق اختيار أسماء الأقاليم؟ 2- سموا إقليماً باسم "آزال" ثم سحبوا "آزال" من الإقليم، دون أن يعوا بأن آزال لا تُطلق لا على عمران ولا على صعدة، بل على مدينة صنعاء القديمة! مقايضة الفيدرالية بالدولة والسلطة بالهوية!