فيصل الصوفي ما قرره رئيس الجمهورية قبل انتهاء مؤتمر الحوار، وقبل تفويض مؤتمر الحوار له، وقبل تشكيل لجنة الأقاليم هو الذي تم في النهاية.. والجديد أنه قال "يعتمد ستة أقاليم يعني ستة، اثنان في الجنوب، وضعفهما في الشمال" أو كان ذلك في البدء والمنتهى، ليس اثنين ولا ثلاثة ولا خمسة، ولا اثنين وعشرين، بل ستة أقاليم، وبعدها خبر رسمي عاجل عن ترحيب شعبي واسع بالأقاليم، بينما الواسع هو قلق شعبي وحزبي من نظام الأقاليم، ليس لأن الناس لا يرغبون بالتغيير، بل لأن هذه القسمة السداسية وما سيتبعها من تقسيم المقسَّم في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد في شتى مناحي الحياة، مغامرة.. والمتفائل يتساءل: هل تتوافر موارد مضمونة لهذه الأقلمة المكلفة؟ البديع في الأقلمة أنها تقررت بناءً على معطيات اقتصادية وسكانية وجغرافية وثقافية مضبوطة.. وهذا واضح، فإقليم عدد سكانه ستة ملايين نسمة، وإقليم خمسة، وإقليم مليونان، وإقليم مليون وربع.. إقليم واحد مساحته أكبر من الأقاليم الخمسة الأخرى مجتمعة، وأربعة أقاليم لها كل البحار، وإقليمان ناشفان، وإقليمان لديهما النفط والغاز، وأربعة لها الغبار.. وأحلى إقليم هو إقليم آزال، رأسه صعدة رأس الزيدية، وقدماه ذمار كرسي الزيدية، وما بينهما عمرانوصنعاء المحافظة، واسم الإقليم آزال، ولا علاقة له بآزال، لأن آزال هي مدينة صنعاء التي هي أمانة العاصمة حالياً، والعاصمة الاتحادية لاحقاً.. مسميات الأقاليم أيضاً حالية، الأقاليم الأربعة الشمالية أطلق على ثلاث منها أسماء تاريخية (سبأ، الجند، آزال) والرابع اسمه تضاريسي (تهامة)، أما الإقليمان الجنوبيان فلم يُدلَّعا، بل عدن وحضروت (حاف).. ولم تحيي لجنة الأقاليم معين، وقتبان وحمير وأوسان وحضارات أخرى، وقد حسبت للمستقبل حساباً.. وقد قالوا إن الأقلمة لا تمنع الأقلمة، ولا تحول دون دخول إقليم في إقليم في المستقبل، ولكن هل هذا متاح في المستقبل، فلحج تهامية، وإب ليست جندية، والمحويت ليست من التهايم، والضالع ليست جنوبية ولا البيضاء شمالية إلَّا منذ نحو مائة عام. باقي نقول إذا أقلموا الشعب وتأقلم مع التقسيم، أو قل قبل المستفتون بذلك، فليراعوا العيش والملح الذي بينهم، وكل واحد يراعي جاره، والإقليم يتقارب مع الإقليم ولو تباعدت العواصم الإقليمية. براقش نت