تبرَّع لهداية غير المسلمين في أفريقيا عبر منظمة الدعوة الإسلامية ب100 ريال.. هذه الرسالة وصلتني على الموبايل.. لا أدري كيف ستتم هداية غير المسلمين في أفريقيا!! وكأننا لا بد أن نضخَّ لهم الأموال لكي نكسب ودَّهم ليكونوا من المؤلَّفة قلوبهم، أم أن هذه الأموال ستكون لمصاريف الدعاة وسفرياتهم من دولة إلى أخرى ليوصلوا رسالة الإسلام ويهتدي غير المسلمين بمواعظهم!!
بإمكاني- وغيري الكثير- أن أدفع عشرة آلاف مقابل أن يهتدي شخص واحد، لكن أليس الأمان قبل الإيمان، وأليس أهل البيت أولى باللبن، وأليس الأقربون أولى بالمعروف!! فالجوع كافر كما يُقال، واللُّقمة مقدَّمة على الدعوة.
متى ستصل رسالة كهذه يكون مضمونها "تبرَّع لإخوانك الذين يسكنون في محوى الأزرقين بجوار مقلب القمامة"!!
الساسة، والتجار، ورئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزيرة حقوق الإنسان، والمنظمات، والجمعيات الخيرية، كلُّ هؤلاء.. أين هم من معاناة أناس يسكنون في بيوت من الصفيح.. بيوت يبنونها ب"دباب الزيت" وكفرات السيارات و"تنك السمن".. بيوت لا أبواب لها سوى طربال أزرق مزَّقته الريح والشمس.. ولا حمَّامات لها سوى العراء المليء بالقمامة والأوبئة التي تحيط بهم من كل اتجاه..
إطعام هؤلاء وكسوتهم وانتشالهم من جوار مقلب القمامة أكثر أجراً عند الله من هداية غير المسلمين في أفريقيا..
أين حورية مشهور- وزيرة حقوق الإنسان- التي اعتصمت أمام السجن المركزي لإطلاق قتلة، ولم تعتصم أمام محوى الأزرقين لمناشدة الحكومة النظر في أوضاع هؤلاء الجياع الذين يفتك بهم البرد والجوع والوباء؟
وحين ننتهي من إيواء المشردين، وإطعام الجائعين، ونحلّ مشاكل المتسوِّلين وأطفال الشوارع، بإمكاننا أن نفكر في هداية غير المسلمين، لأننا لن نحقق أي نجاح في هداية الأفارقة مقابل أن يكفر الكثير من فقرائنا ومشردينا، فالجوع كافر.