كشف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري، عن مخططات ومؤامرات إخوانية متعددة، تستهدف الإضرار بالأمن القومي، وأشار في مؤتمر صحفي أمس إلى دور قطر في العمليات التي استهدفت أمن واستقرار البلاد خلال الفترة الماضية. وأشار إبراهيم إلى عملية تخابر جديدة، بطلها أمين الصيرفي سكرتير رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث قام بالاستيلاء على وثائق مؤمنة بخزينة سرية في قصر الاتحادية، بها معلومات وبيانات تخص الأمن القومي، وضعها في ثلاث حقائب سفر كبيرة، وأعطى تعليمات من داخل محبسه الحالي لابنته كريمة بتهريبها، واستكمال مسلسل التخابر وإفشاء أسرار الدولة الذي قام به مرسي وعدد من قيادات الإخوان، وتم الاتفاق عبر وسطاء بتسليم الحقائب لجهاز مخابرات دولة عربية، (هي قطر) معروفة بدعمها للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لم يسمها الوزير. وقال وزير الداخلية المصري إن الوثائق وصلت منها صور إلى الدوحة، وقام أشخاص يعملون في قناة الجزيرة، أبرزهم إبراهيم هلال رئيس التحرير بالقناة بترتيب لقاء مع الشخص الذي يملك الوثائق في الدوحة، بحضور أعضاء من جهاز المخابرات القطري في أحد الفنادق الكبرى، والتفاوض معه للتباحث حول طريقة استلام الوثائق نظير مبالغ مالية باهظة، طلبها الوسيط.
وقد عرض اللواء إبراهيم خلال المؤتمر الصحفي فيديو (بالصوت والصورة) تضمن اعتراف أحد المتهمين الرئيسيين في القضية، والذي أرشد المباحث عن خط سير الوثائق ودور نجلة الصيرفي كريمة، والوسطاء من الإخوان، الذين قاموا بتسليم الحقائب وأدوارهم وصفاتهم، والاحتفاظ بها في مكان آمن إلى حين التمكن من تسريبها إلى إحدى الدول، وقال المتهم صاحب الاعتراف المصور أن القطريين طلبوا استلامها في تركيا أو لبنان، ورفض تسلمها في مصر أو السعودية. وأكد وزير الداخلية أن أجهزة الأمن أحبطت هذه المؤامرة ووضعت أياديها على خزينة الأسرار التي تتعلق بالأمن القومي قبل تهريبها خارج مصر، لكن قناة الجزيرة تمكنت من إذاعة إحدى صور الوثائق، وهو ما اتخذه الوزير دليلا على صدق المعلومات التي قدمها. وقدم اللواء إبراهيم عرضا تفصيليا بالمخططات التي كانت تجهزها جماعة الإخوان وحلفاؤها من أنصار الشريعة وبيت المقدس، التى كانت ترمي إلى إشاعة الفوضى، وكشف عن ست قضايا إرهابية متنوعة، كان أصحابها مسؤولون عن كثير من العلميات التي وقعت في أنحاء مختلفة من البلاد خلال الفترة الماضية، وهي: الأولى ضبط عناصر ما يسمى ب “جماعة أنصار الشريعة بأرض الكنانة” التي كانت وراء ارتكاب 19 حادثا إرهابيا، استهدف 19 من رجال الشرطة و7 من رجال القوات المسلحة، والثانية بؤرة عرب شركس الشهيرة بقليوب، والثالثة إجهاض مخططات بؤرة إرهابية بمحافظة القليوبية، تتكون من 12 عنصرا وضبط كمية كبيرة من الأسلحة والمواد شديدة الانفجار، والرابعة رصد خلية حلوان وضبط إثنين من عناصرها، الخامسة إجهاض بؤرة تكفيرية بقرية محلة منوف بالغربية وضبط 4 من عناصرها أيضا، والسادسة ضبط عناصر متورطة في استهداف سيارات الشرطة والمحال التجارية بمدينة الإسكندرية. وقال محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق ل العرب” إن الكشف عن خلية التخابر وقيام قناة الجزيرة بإذاعة وثائق تضر بالأمن المصري يوضح بالتأكيد حجم التآمر الإخواني على أمن مصر بمساعدة قطر. وأضاف نور الدين، قائلا المؤسف في الأمر أن قضية التخابر التي تم الكشف فيها عن أوراق تمس الأمن القومي وهي وثائق خاصة بالقوات المسلحة والشرطة وتقارير مخابرات والأجهزة المعلوماتية والرقابية والتنفيذية، التي تعرض على رئيس الجمهورية ( وقتها محمد مرسي) وتحفظ في خزينة حديدية، كان يعد أصلا لتسريبها بتكليف من مرسي لسكرتيره أيمن الصيرفي وبيعها للمخابرات القطرية للمتاجرة بها. وأشار نور الدين أن هذه العملية تكشف حجم تآمر قطر لضرب الأمن المصري والعربي، وهي دليل على أن دول السعودية والإمارات والبحرين كانت في غاية الوطنية والحس القومي عندما اتخذت قرارا بسحب السفراء، وأكد أن قرار الدوحة ليس بيد القيادة القطرية الحالية أو السابقة، لكنه بيد أوباما الذي لم يعط الأوامر لقيادات قطر حتى الآن بالعودة إلى الصف العربي، لذلك لا زالوا في صف المخططات التآمرية الأميركية والإيرانية. وقال اللواء أحمد عبدالباسط الخبير الأمني ل “العرب” من المؤكد أن أجهزة الأمن المصرية بكل فروعها استعادت عافيتها، وأصبح لديها فائض من المعلومات يسمح لها بتقديم ضربات استباقية لوأد المؤامرات وإحباط الضربات الإرهابية قبل وقوعها، مؤكدا أن إعلان الداخلية عن قضية تخابر جديدة تشترك فيها عناصر الإخوان مع دولة قطر ليس بالجديد على وزارة الداخلية، فالأمن الوطني إذا توافرت لديه معلومات عن هذه القضية لايستطيع تجاهلها، خاصة أن هناك وحدات تعمل في هذا المجال منذ سنوات. وأوضح عبدالباسط أن قطر تحاول تقليد النموذج الإسرائيلي في المنطقة لخلق كيان لها يتجاوز حجمها، وتتصور أنها البديل العربي للشوكة الصهيونية في ظهر الدول العربية، وخطورة الأمر أنه يأتي من دولة كنا نظن أنها شقيقة، لكن للأسف تأتينا الطعنات منها..