حقق أردوغان فوزا مهما رغم تحالف حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية مع الداعية الإسلامي جولن في مواجهة أردوغان الذي سجل رقما قياسيا عن نسبة فوزه في الانتخابات المحلية الماضية بعد أن وصلت نسبة حزبه غير الرسمية هذا العام إلى 45.56% بعد أن كانت 39% في عام 2009. من جانبه قال حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسي في تركيا يوم الاثنين إنه سيطعن على نتائج الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة التي هزمه فيها بفارق ضئيل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وأظهرت النتائج الأولية التي أذاعها التلفزيون التركي فوز حزب العدالة والتنمية في أنقرة بأصوات بلغت نسبتها 44.8 في المئة مقابل 43.9 في المئة للحزب المعارض. وتجمعت حشود غاضبة في مقر حزب الشعب الجمهوري مساء الأحد زاعمين بحدوث تزوير حين لم يتمكن حزبهم من الفوز في أنقرة التي شهدت أشد منافسة بين الحزبين. وقال مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش على تويتر "اليوم سنجهز طلبنا لمقارنة محاضر صناديق الانتخاب وبيانات المجلس الأعلى للانتخابات." وأبلغ مسؤول من حزب الشعب الجمهوري رويترز أن الطعن سيقدم في وقت لاحق يوم الاثنين أو يوم الثلاثاء.
وصرح مسؤول آخر بأن الحزب سيطعن أيضا على نتائج مدينة انطاليا الساحلية الجنوبية وهي من معاقله التقليدية التي فاز فيها أيضا الحزب الحاكم. وأعلن رئيس الوزراء التركي فوزه في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد وتحولت إلى استفتاء على حكمه وقال إنه "سيدخل عرين" الأعداء الذين اتهموه بالفساد وسربوا أسرار الدولة وتوعدهم بأنهم "سيدفعون الثمن." من جانبها هنأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا بفوزه في الانتخابات البلدية التي جرت هناك. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق - في تعليق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم- " بكل الحب نهنئ حزب العدالة والتنمية فوزه في الانتخابات التركية ،ونتمنى دوام التقدم لخدمة تركيا وشعبها وقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين". كما هنأ الناطق باسم حكومة غزة المقالة(حماس) إيهاب الغصين- في تصريح صحفي اليوم- "تبارك الحكومة الفلسطينية للشعب التركي عرسه الديمقراطي، وندعو تركيا لتكون دائما داعمة للحق وللشعوب المظلومة والمضطهدة وناصرة للقضية الفلسطينية". وترتبط "حماس" بعلاقات وثيقة مع حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي تعد داعما لقطاع غزة التي تسيطر عليه الحركة منذ عام 2007..وكانت علاقات تركيا قد تدهورت مع إسرائيل في أعقاب هجوم الجيش الإسرائيلي في مايو 2010 على السفينة التركية "مرمرة" التي كانت ضمن (أسطول الحرية) الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة ويسعى لكسر الحصار، مما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك وإصابة آخرين. وتمكن زعيم حزب العدالة والتنمية أردوغان من وأد محاولات إسقاط حكومته في السابع عشر والخامس والعشرين من ديسمبر الماضي وإفشال كافة السيناريوهات المدبرة ضده والتسجيلات الصوتية في صناديق الاقتراع، حيث أوضحت نتائج الانتخابات للجميع رفض أغلبية الشعب التركي للتحالفات ضده وحكومته والدليل على ذلك أن نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري، رغم تحالفه مع جولن لم تتقدم كثيرا، فضلا عن أن نسبة أصوات الحركة القومية حافظت على نسبتها السابقة ولم يحقق حزب السلام والديمقراطية الكردي أي تقدم. وحقق أردوغان رقما قياسيا صعبا جدا ضد الأحزاب السياسية وجولن الذين وقفوا ضده في جبهة واحدة، حيث فاز أردوغان منذ عام 2002 بثلاث انتخابات برلمانية وثلاث محلية واستفتائين شعبيين والانتخابات الحالية تعتبر تجديدا من الشعب لثقته في رئيس الوزراء التركي. وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي جرت أمس الأحد ب 50 محافظة منها اسطنبولوأنقرة و560 بلدة بينما فاز حزب الشعب الجمهوري ب 13 محافظة منها إزمير و160 بلدة، وحزب الحركة القومية ب 8 محافظات منها أضنة ومرسين و105 بلدة، وحزب السلام والديمقراطية ب 10 محافظات منها هكاري ودياربكر وشرناق و65 بلدة.