لقي أربعة جنود من الجيش اليمني وستة من جماعة "أنصار الله" الحوثية, بينهم القيادي يوسف الطلحي, مصرعهم في اشتباكات بين الجانبين بمحافظة عمران شمال صنعاء, وهي معقل آل الأحمر الذين يتزعمون تاريخياً تجمع قبائل حاشد النافذ. وقال زعيم قبلي ل"السياسة" إن 12 آخرين أصيبوا في المواجهات بمنطقتي قاعة وقارن, كما أحرق الحوثيون طاقما عسكريا واستولوا على طاقمين آخرين واختطفوا ثلاثة جنود إثر مهاجمتهم نقطة تفتيش تابعة للواء 310, كما سيطروا على جبل ضيم بالقرب من منطقة عيال سريح. وأضاف أن أنصار الحوثي "يحاصرون مدينة عمران من جهة الشرق والغرب واستحدثوا نقاطا عدة لذلك, ولم يبق من طريق مفتوحة الى المدينة إلا الطريق المؤدية إلى العاصمة صنعاء". وقال أحد كبار مشايخ ريدة عبده مرشد الحرملي ل"السياسة", إن "أكثر من ألف مسلح من الحوثيين سيطروا على جامعة عمران في منطقة قهال وعليهم مغادرتها, فنحن نرفض ذلك كما نرفض إقحام المنطقة في حروب مع الحوثيين أو مع غيرهم, فلقد وقعنا مع الحوثيين صلحا وعليهم الالتزام به ولن نقاتل أحدا ولا نريد السير في هذا الطريق". وتداعى أول من أمس, كبار مشايخ محافظة عمران إلى اجتماع بصنعاء يتقدمهم وزير المغتربين مجاهد القهالي. وطالبوا في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه برفع استحداثات الحوثيين في عمران ومغادرتهم الجامعة, كما اعتبروا ذلك انتهاكا يهدف إلى تفجير الوضع وسفك الدماء وانتهاك الحرمات. وطالبوا الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار توجيهات صارمة إلى اللجنة الأمنية واللجنة الرئاسية للنزول إلى مناطق الاستحداثات ونزعها بقوة المبادرة الخليجية وبقوة مخرجات الحوار وإحداث تغيير عاجل في قيادة وإدارة المحافظة. وحذر القهالي وهو أحد كبار مشايخ المحافظة في تصريح ل"السياسة" الحوثيين من أن تؤدي خروقاتهم إلى تفجير الوضع في المحافظة. وقال: "من يعتقد أن الدولة غير موجودة فهو واهم, فالدولة موجودة وبقوة, ولجنة العقوبات الدولية تم اختيارها ومن يعرقل تطبيق مخرجات الحوار أو يصنع الفتنة سيتعرض للعقاب من قبل الشعب اليمني والمجتمع الدولي بأكمله, فلسنا بحاجة إلى المناكفات واستعراض العضلات وتشكيل المليشيات, بل نحن بحاجة إلى التنمية وأن نعد أبناءنا وأجيالنا من أجل المستقبل وتطبيق مخرجات الحوار التي فيها عزنا ومستقبلنا وكرامتنا". وأعلن عن مؤتمر للسلام يعقد قريبا في محافظة عمران يضم مختلف القوى السياسية ومشايخ أبناء المنطقة. واقترح تشكيل لجنة قبلية لمرافقة اللجنة الرئاسية لإزالة الاستحداثات الأخيرة. وقال: "سنتوجه جميعا نحن أبناء محافظة عمران حاملين الورود إلى الجامعة لإنهاء تمترس الحوثيين فيها وإزالة الاستحداثات في المناطق الأخرى وأنا أتقدمكم بالورود وليس بالسلاح, فنحن جميعا إخوة متحابون وعلينا أن نظل كذلك دائما وأن ننزع فتيل الشر والفتنة بالحكمة والعدل والمنطق وليس بالقوة, فلدينا من قوة المنطق ما يغنينا عن قوة السلاح وعن العنف, لأن العنف لا يولد إلا العنف". على صعيد آخر, كشف مصدر أمني ل"السياسة" أن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة من عناصر تنظيم "القاعدة" في منزل بالعاصمة صنعاء, بينهم قيادي في التنظيم متهم بتجنيد العشرات من الشباب وإرسالهم إلى محافظاتحضرموت وشبوة وأبين ومأرب, لتلقي التدريبات وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والأمن. في غضون ذلك, أعلنت وزارة الداخلية, أن قوات الشرطة في مدينة عدنجنوباليمن دهمت منزلا وضبطت فيه مواد لصناعة المتفجرات, بعد تحريات واسعة لتعقب وضبط مشتبه بهم سكنوا المنزل المداهم, موضحة أن هناك علاقة بين المتفجرات المضبوطة والهجوم الذي نفذه التنظيم على المنطقة العسكرية الرابعة الأربعاء قبل الماضي, الذي قتل فيه ستة جنود ومدني و10 من عناصر التنظيم. إلى ذلك, قتل أربعة يمنيين, وأصيب 12 آخرون بجروح, جراء انفجار قنبلة يدوية في سوق شعبية بمحافظة لحججنوباليمن. وقال مصدر أمني يمني إن "سوء استخدام قنبلة من أحد مرتادي سوق السلام بمديرية يافع التابعة لمحافظة لحج ادى الى مقتل اربعة أشخاص وجرح 12 آخرين أحدهم اصابته خطرة".