أتفق مع العقل القائل بوجوب أن تسلك احداث مارب مجراها الطبيعي الذي انطلقت منه كعمل خارج عن القانون بدوافع لاعلاقة لها ولاصلة لامن قريب ولا من بعيد بالمسألة العرقية الناشطة في عقول المرضى بهذ الفيروس والمتربحين من ورائه. أشراف مأرب ليسوا حوثيين بالكافة ولا هم مع الشرعية بالمطلق ، هم خليط من الانتماءات السياسية المختلفة ، بعضهم مؤتمريين وبعضهم اصلاح ومنهم السلفيين ومنهم المتحوثيين .. والغالبية لا الى هؤلاء ولا الى هؤولاء ، واذا طرقنا باب التمذهب ، هم كباقي أبناء مارب ، سنة شوافع . ثمة من ينفخ الكير جوار النار، والنافخون حوثيون واخرون يتبعون الشرعية. الحوثي يتكسب سياسياً من إثارة المسألة العرقية بتقديم نفسه المدافع والمنافح عن الأسر الهاشمية وحامل قميصها المضرج بالمظالم المبتذلة وأما الآخرون وهم حملة راية عبدالرحمن البيضاني فيتكسبون المال ويسترضون المرضى الذين يدفعون، وهناك – مع الاسف – من يدفع ويتلذذ بمشاهد النار وهي تأكل الاخضر ولا تبقي على اليابس. غير أن المستفيد الأول من تكييف الأحداث كحالة عرقية هو الحوثي وليس غيره، والمتضرر هم أبناء مارب ككل والانجاز الذي حققته الشرعية والتحالف في المحافظة كحالة مختلفة عن بقية المناطق المحررة. والاساءة تلحق بالتحالف العربي كجهة اعتبارية مسؤولة عن المناطق التي خسرها الحوثي.. وما يريد الحوثي تحقيقه وقد برع في استدراج ابواق الشرعية الى مربعه العرقي هو وصم المملكة بالعمل العرقي وهي براء من ذلك، وليس في بالها ولا من مصلحتها أن تفتح هذه البئر. لا أبرئ حزب الاصلاح في هذه المسألة فهو رغم ذكائه ينجر تارات كثيرة وراء عواطفه لغير هدف غير كونه ينفلت ولا يسيطر على نفسه او على أعضائه. حتى لا اتورط في التعريق الذي ادعو الجميع إلى النأي عنه والابتعاد به إلى أقصى مدى بكونه وباء قاتلاً، يجب علينا جميعاً ناشطين وكتابا من مختلف ألوان الطيف الاجتماعي اليمني أن ندعو الجميع الى تحكيم العقل وتفويت الفرصة، وبالمقدمة عقلاء الأشراف وعقلاء عبيدة وعقلاء الإصلاح وتسوية هذا الملف في اسرع وقت قبل أن يتمدد وتكون معالجته مكلفة وباهضة. هناك جريمة حدثت ضد جنود وثمة ردة فعل اكبر من حجم الجريمة بما يجعلها جريمة مساوية في وقت وظرف يستدعيان تحكيم العقل وعدم الذهاب وراء شعارات فرض قوة الدولة بالعنف، إذ ليس من المناسب ولا المعقول أن تخسر الشرعية قبيلة الأشراف والقبائل المتحالفة وأن تهرق الكثير من الدماء وتسقط الكثير من الرؤوس بمبرر فرض القانون، التهور لايقيم القانون، والرهان على الحوثي رهان خاسر، هو لايريد شركاء إلا لكي يقتلهم ولديه قبيلته الخاصة والهاشميون ليسوا منها بل وقودها.. افهموا وعوا واعقلوا ثم لفلفوها.