أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية في روسيا اليوم الاثنين أن حزب "روسيا الموحدة" بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين حصل على الغالبية المطلقة في مجلس النواب (الدوما) في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد، في حين حل الحزب الشيوعي المعارض في المرتبة الثانية. وحصد حزب بوتين وفق أرقام التوزيع الأولى للولايات 238 مقعدا من أصل 450، في وقت حصل الحزب الشيوعي على 92 مقعدا وحزب روسيا فقط (يسار) على 64، وعاد 56 مقعدا للحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي). وبلغت نسبة المشاركة 60.3% أي أقل ب3% من نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة. وقد أثنى الرئيس ديمتري مدفيدف على نتيجة الانتخابات، ولكنه اعترف بأن حزبه الذي كان قادراً خلال السنوات الماضية على فرض إرادته على المجلس التشريعي مع أو من دون موافقة الأحزاب الأخرى سيتعين عليه الانضمام إلى اتفاق مع ائتلاف تكتلات. وقال رئيس الوزراء بدوره إن النتيجة "مثلى وتعكس الوضع الحقيقي في البلاد"، مشيرا إلى أنه بناء على هذه النتيجة يستطيعون ضمان النمو المستقر للبلاد. غير أن أحزاب المعارضة اشتكت من وقوع تجاوزات وتزوير، وأشارت إلى أن الانتخابات لم تكن نزيهة منذ البداية بسبب دعم السلطات لحزب روسياالمتحدة بالمال وتخصيص أوقات له في التلفاز. ويجري التصويت في روسيا على القوائم الحزبية فقط بعد إلغاء نظام القوائم الفردية. ويتعين على الأحزاب للدخول إلى مجلس الدوما الحصول على ما لا يقل عن 7% من أصوات الناخبين. والحزب الذي يحصل على ما بين 5 و6% من الأصوات يكون له مقعد واحد في البرلمان، وإذا حصل على ما بين 6 و7% يخصص له مقعدان. وبالنظر إلى أن الغالبية المطلقة في مجلس الدوما تقدر ب266 من أصل 450 فإن الحزب الحاكم حاليا حقق الفوز، لكن الأرقام تشير إلى تراجعه مقابل تقدم الشيوعيين، لأن حزب روسيا الموحدة كان يسيطر في المجلس السابق على 315 مقعدا. "بداية النهاية" ويقول مراقبون إن العديد من الناخبين منحوا أصواتهم للحزب الشيوعي احتجاجا على سياسات انتهجها حزب روسيا الموحدة في الماضي، حيث يصفه البعض بحزب المحتالين واللصوص ويشعرون باستياء من الهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء. وقال فلاديمير ريجكوف -وهو زعيم معارض ليبرالي- إن هذه الانتخابات غير مسبوقة لأنها أجريت على خلفية انهيار في الثقة بين بوتين ومدفيدف والحزب الحاكم. وتوقع هذا المعارض أن تتحول انتخابات الرئاسة المقررة في مارس/آذار المقبل التي ترشح لها بوتين إلى أزمة سياسية وإحباط وخيبة أمل. وبدوره علق المحلل السياسي أندريه بيونتكوفسكي بالقول "إنها بداية النهاية"، وقال إن نتيجة الانتخابات تظهر فقد الحزب وزعماء البلاد مكانتهم. ويؤكد المراقبون أيضا أن نتائج هذه الانتخابات قد تقوض سلطة رئيس الوزراء بوتين الرجل الذي حكم البلاد 12 عاما تقريبا بمزيج من السياسات الأمنية المتشددة وحب الظهور، والطامح في العودة لسدة الحكم. ويذكر أن مدفيدف تولى الرئاسة في 2008 بعد اضطرار بوتين للابتعاد بعد أن قضى فترتين متعاقبتين، وهو أقصى ما يسمح به الدستور الروسي. ومن جهة أخرى أفرجت الشرطة في موسكو عن نحو مائة متظاهر كانت قد اعتقلتهم أمس بتهمة القيام باحتجاجات من دون إذن مسبق أمام المراكز الانتخابية. ======= المصدر:: اخبارية نت / نقلا عن الجزيرة نت