تبنى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عملية اختطاف أحد عناصر الدرك الموريتاني قبل نحو ثلاثة أسابيع من أقصى الشرق الموريتاني، وأعلن عن شروطه للإفراج عن الدركي المختطف بالتوازي مع بثه لشريط يتضمن مناشدة من الدركي لعائلته وللسلطات الموريتانية التدخل من أجل الإفراج عنه. وكانت جهة مجهولة قد قامت باختطاف الدركي اعل ولد المختار (31 عاما) في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي من وسط مدينة عدل بكرو بأقصى الجنوب الشرقي لموريتانيا، قبل أن يتبين اليوم أن تلك الجهة هي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأعلن التنظيم في بيان نشرته وكالة نواكشوط للأنباء -التي يرسل إليها تنظيم القاعدة في العادة بياناته ومواقفه من القضايا التي تخصه- عما يصفه بمبادرة للإفراج عن ولد المختار إذا تحقق لها مطلبان أحدهما إفراج السلطات الموريتانية عن اثنين من سجناء التنظيم المعتقلين لديه دون الكشف عن اسميهما، والآخر تعهُد أهل أو قبيلة ولد المختار بعدم رجوعه "لهذا العمل المحرّم في ظل أنظمة مرتدة مستبدة ظالمة، تقهر شعوبها وتحارب شرع الله وتقاتل المسلمين دفاعا عن الصليبيين". وقال التنظيم في بيانه إنه "سيرى الآن ما إذا كان النظام الموريتاني سيتحمل مسؤولية جنديه ويسعى لتحريره كما سعى لإطلاق سراح بعض الرهائن الغربيين لدى التنظيم، أم أن الكيان الصهيوني الذي أطلق سراح قرابة الألف فلسطيني لتحرير جنديه هو أحرص بكثير على حياة جنوده من النظام الموريتاني". مناشدة كما بث التنظيم -عبر نفس الوكالة- شريطا يناشد فيه الدركي ولد المختار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتدخل في قضيته كما تدخل في قضية الرهائن الأسبان لدى تنظيم القاعدة حين استبدلهم بالمعتقل (الذي يحمل الجنسية المالية) عمر الصحراوي وفق قوله. وناشد أيضا عائلته وذويه بالتحرك بصورة عاجلة من أجل الإفراج عنه، ونصح العسكريين الموريتانيين ب"التوبة إلى الله من السهر على حماية القوانين الوضعية" ودعاهم إلى السهر على تطبيق الشريعة الإسلامية. ويعتبر ولد المختار -الذي ظهر في الشريط مقيدا وخلفه لافتة سوداء كتب عليها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي- أول عسكري موريتاني يختطفه التنظيم بعد أن ركز السنوات الماضية على اختطاف الرهائن الغربيين. ويعتقد متابعون لتطورات الحرب بين السلطات الموريتانية وتنظيم القاعدة أن التوجه نحو خطف الجنود الموريتانيين يمثل تحولا في مسار واتجاهات هذه الحرب التي تقول الحكومة الموريتانية إنها منتصرة فيها، وإنها ستواصلها حتى تقضي على آخر فلول من تصفهم بالقتلة والإرهابيين. وقفة وكان عدد من المواطنين قد تجمعوا أمام القصر الرئاسي في نواكشوط بدعوة من مبادرة "كلنا اعل ولد المختار" التي تنشط في الدفاع عن ولد المختار وقد تشكلت الأيام الماضية من صحفيين ومثقفين. واتهمت المبادرة السلطات الموريتانية بالضغط على والدة وذوي المخطوف ومنعهم من المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية المناصرة لقضية ابنهم المعتقل لدى التنظيم. وكان تنظيم القاعدة قد هدد يوم أمس بقتل الرهائن الأوربيين لديه إذا جرت محاولة تحريرهم بالقوة، وقال إن لديه معلومات موثقة عن تحضيرات تجري لعملية وشيكة ضد معاقله في الشمال المالي. اخبارية نت / الجزيرة نت /أمين محمد-نواكشوط