جرح تسعة أشخاص على الأقل بينهم ضابط في مواجهات مع الشرطة الرومانية التي أطلقت الغازات المدمعة لتفريق أكثر من ألف محتج بالعاصمة بوخارست على انخفاض المستوى المعيشي في البلاد الناجم عن إجراءات التقشف الحكومية. وعرقل المتظاهرون حركة المرور في ساحة الجامعة الرئيسية في بوخارست ورددوا هتافات مناهضة للحكومة وطالبوا بانتخابات مبكرة، وبعد سبع ساعات من الاعتصام -رغم درجات الحرارة المنخفضة- رفضوا المغادرة واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب التي ردت بإطلاق القنابل المدمعة. كما شهدت مدن أخرى في البلاد مظاهرات محدودة نادت بالمطالب ذاتها. وتأتي هذه المظاهرات المتواصلة لليوم الثالث على التوالي -الاختبار الجدي الأول للرئيس ترايان باسيسكو منذ وصوله إلى الحكم عام 2004- نتيجة للإحباط المتزايد وضد تخفيض الأجور العامة وخفض الفوائد وزيادة الضرائب والفساد المنتشر على نطاق واسع في البلاد. الشرارة فلسطينية وكانت رومانيا حصلت عام 2009 على قرض من صندوق النقد الدولي والبنكين الأوروبي والدولي بقيمة 27.5 مليار دولار بعد انكماش اقتصادها بأكثر من 7% لكن المؤسسات القارضة فرضت معايير قاسية تمثلت في خفض الإنفاق العام بنسبة 25% وزيادة الضرائب. وبدأت شرارة هذه المظاهرات عقب استقالة وكيل وزارة الصحة الدكتور رائد عرفات (روماني من أصل فلسطيني) بعد معارضته إصلاحات صحية اقترحتها حكومة إميل بوتش، لكن الرئيس باسيسكو تدارك الأمر وطلب من الحكومة سحب الاقتراحات، إلا أن الغضب الشعبي أخذ منحى تصاعديا ضد الرئيس وحكومته. يذكر أن آلاف المتظاهرون خرجوا إلى الشوارع وسط وشرق أوروبا وتحديدا في كرواتيا ضد انضمام البلاد للاتحاد الأوروبي وفي هنغاريا حيث دعا حزب اليمين المتطرف إلى إجراء استفتاء على عضوية البلاد في الاتحاد. اخبارية نت / الجزيرة نت