يناقش مجلس الأمن الدولي مسودة رابعة لقرار حول سوريا، قال دبلوماسيون إنه ربما يطرح للتصويت قريبا، إلا أن أنباء عن اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي خلال بضعة أيام في ميونخ، قد توحي بتأجيل التصويت بانتظار نتائج الاجتماع. وكان دبلوماسيون قالوا اليوم الجمعة إن سفراء الدول ال15 الأعضاء بالمجلس قد قطعوا مفاوضاتهم في نيويورك، وسيتم إرسال مسودة جديدة لمشروع القرار حول سوريا إلى حكومات الدول الأعضاء لدراستها. وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحفيين "كل فريق سيطلب التعليمات من عاصمته ونأمل أن نكون جاهزين للتصويت في أقرب وقت ممكن". وترفض روسيا عبارة في نص المشروع تقول إن "مجلس الأمن يؤيد بشكل كامل الخطة العربية التي تدعو إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد" وتقول موسكو إن ذلك يرقى لأن يكون "تغييرا للنظام". وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الدول الراعية للمشروع أعدت مسودة رابعة، من المتوقع توزيعها باللون الأزرق، وهي مرحلة إجرائية تعني إمكان طرح المشروع للتصويت بعد 24 ساعة على الأقل. وتضمنت النسخة الأخيرة من مسودة القرار التي وزعها المغرب على الدول الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن تغييرات أجراها مفاوضون عرب وغربيون استجابة للتحفظات الروسية، خُففت فيها الكثير من البنود أو ألغيت، وتنص على أن يكون الحل سلميا ولا ينطوي على تدخل عسكري. كما لا يشير القرار إلى تفاصيل عملية انتقال السلطة التي نصت عليها مبادرة الجامعة العربية، وخصوصا نقل سلطات بشار الأسد إلى نائبه، ولا تتحدث أيضا عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا. وبرغم توقعات بطرح المسودة الجديدة على التصويت بسرعة، فإن أنباء عن اجتماع مرتقب بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون لبحث الموضوع السوري أوحى بإمكانية تأجيل التصويت حتى عقد ذلك الاجتماع. ويلتقي الوزيران على هامش مؤتمر ميونخ للأمن مطلع الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن لافروف قوله اليوم لدى عودته من زيارة منطقة آسيا والمحيط الهادي، إن الاجتماع يجري الاتفاق عليه الآن. وذكرت تقارير سابقة أن كلينتون لم تناقش خلال الاتصال الهاتفي مع لافروف مشروع القرار للأمم المتحدة بشأن سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي أمس الخميس "ليس لدي أي اجتماعات خاصة للإعلان عنها في الوقت الحالي لكن توجد فرصة طيبة هناك" في إشارة إلى مؤتمر ميونخ. تهديد روسي وكان ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الامن قد أنهوا أمس مشاورات مغلقة استمرت أربع ساعات دون حسم الخلافات مع روسيا التي هددت بأنها ستستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الذي يساند مبادرة للجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا، إذا قُدم إلى اقتراع في المجلس اليوم الجمعة، طبقا لما نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي. ويقول دبلوماسيون غربيون إن تهديد روسيا باستخدام الفيتو متعلق بتوقيت الاقتراع على القرار أكثر منه على فحواه، وعبروا عن اعتقادهم في إمكانية إقناع الروس بالامتناع عن التصويت أو حتى التصويت لصالح القرار. ونقلت رويترز عن دبلوماسي -رفض الكشف عن هويته- قوله "لقد وجه تشوركين التحذير لكني لا أعتقد أنه من الضروري أن ينفذه.. أضفنا بعض الصياغات التي تريدها روسيا.. لا يزال ممكنا تفادي الفيتو الروسي". ومن جانبه، قال سفير المغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي للصحفيين أمس الخميس، بعد جلسة مجلس الأمن المغلقة التي لم تتوصل إلى نتائج ملموسة، إنه سيسعى للتصويت على القرار المعدل "بأسرع ما يمكن". لكن مندوبة الولاياتالمتحدة سوزان رايس كانت حذرة في تصريحاتها بعد اجتماع المجلس، وقالت للصحفيين "أجرينا ما يمكن أن أصفه بمناقشات صعبة في بعض الأوقات لكنها مفيدة في النهاية.. مازلنا نعمل لم ينته الأمر بعد". أما السفير الروسي فيتالي تشوركين فرفض إعطاء أي تفاصيل للصحفيين، غير أنه قال "لدينا نص سنعرضه على عواصمنا" ملمحا إلى أن الطريقة التي ستصوت بها روسيا عليه "لا تزال مفتوحة". وكان الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير التوغولي كودجو مينان قال الخميس إنه يوجد شعور عام بين أعضاء المجلس بأنهم سيصلون إلى إجماع بشأن قرار بخصوص سوريا قريبا. وأضاف للصحفيين "الشعور في المجلس هو أن الإجماع سيتحقق قريبا" وتابع "ليس لدينا موعد نهائي لتبني قرار" مشيرا إلى أن أعضاء المجلس يريدون "تحركا سريعا". اخبارية نت / الجزيرة نت