ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الواسع الذي شنه مسلحون يرتبطون بتنظيم القاعدة على مدينة لودر في محافظة أبين إلى نحو 36 قتيلاً من الطرفين بحسب مصادر محلية تحدثت ل«المصدر أونلاين»، بينما ما تزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع منذ الصباح الباكر اليوم الاثنين. وشن مسلحو القاعدة هجوماً على مدينة لودر من اتجاهين، بدأ الهجوم الأول على الكتيبة العسكرية المرابطة عند محطة الكهرباء على المدخل الجنوبي للمدينة، بينما حاولت مجموعات أخرى اقتحام لودر من الجهة الغربية. وتصدت وحدات الجيش يساندها رجال القبائل الذين شكلوا لجاناً شعبية في المدينة، لهجوم مسلحي القاعدة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وراح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى. وشارك الطيران الحربي في المعارك، حيث قصف مواقع يتمركز بها المسلحون في محيط المدينة، كما شاركت مواقع عسكرية تقع على جبل «تره» في قصف مواقع المسلحين بالمدفعية والصواريخ ما أوقع في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى. وقال سكان وشهود عيان ل«المصدر أونلاين» إن ما لا يقل عن 23 مسلحاً من عناصر القاعدة قتلوا في المعارك، كما أصيب آخرون حيث نقلت جثامينهم باتجاه بلدتي شقرة الساحلية وجعار، حيث معاقل التنظيم. وتسيطر جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة على مدن زنجبار وجعار وشقرة في محافظة أبين منذ عدة أشهر، بينما يعد الهجوم على لودر الأعنف بعد أشهر من هجمات متتالية بهدف السيطرة على المدينة الاستراتيجية. وتعد مدينة لودر ثاني أكبر مدينة بعد زنجبار وفيها تنشط الحركة التجارية والصناعية وحتى القبلية، وتقول مصادر محلية إنه إذا تمكن مسلحو القاعدة من الاستيلاء على لودر فإن السيطرة على باقي مناطق محافظة أبين سيكون سهلاً. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن 9 عسكريين بينهم ضابط قتلوا في المعارك و6 من رجال اللجان الشعبية، كما جرح نحو أربعين من الجنود ومقاتلي رجال القبائل. وقتل أيضاً العضو البارز في اللجان الشعبية «عمر صالح لجدل»، بينما توعدت المصادر القبلية «برد الصاع صاعين» لعناصر القاعدة. وحصل المصدر اونلاين على اسماء القتلى من اللجان الشعبية وهم : ناصر قديش، عمر صالح لجدل،انور محمد عبدالله الجنيدي،ماجد الشعب،مازن البيحاني،احمد العاقل. وكان القتال دار حول الموقع العسكري التابع للواء 111 عند المحطة الكهرباء التي سيطر عليها مسلحو القاعدة لساعات بعد انسحاب قوة الجيش منه لكن مقاتلي اللجان الشعبية طردوا مسلحي القاعدة. ونهب المسلحون بعضا من العتاد الموجود في الموقع بينما دمرت دباباتين فجرها الطيران. ويترقب مقاتلي القبائل هجوما مباغثا عند حلول المساء وقد أتخذوا مواقعا لحماية المدينة في وقت مازالت الاشتباكات مستمرة وأصوات الاعيرة النارية والرشاشة وقذائف الهاون تدوي بالمدينة. وقال ل"المصدر اونلاين" عضو اللجان الشعبية نزار جعفر ان مقاتلي القبائل سيقاتلون حتى الرمق الأخير وسيقدموا ارواحهم لجماية مدينتهم. وأوضح أن رجال القبائل أو اللجان الشعبية يقاتلون بأسلحة خفيفة كالرشاشات وآليات الصغيرة بينما يمتلك عناصر القاعدة اسلحة ثقلية مختلفة. وناشد نزار السلطات بسرعة دعم المقاتلين القبليين بالسلاح والعتاد والذخيرة . وقالت مصادر محلية إن عدداً من مسلحي القاعدة ما يزالون يتمركزون في مناطق قريبة من مقر الكتيبة العسكرية التابعة للواء 111، بينما عاد المقاتلون الآخرون إلى جعار وشقرة، وسط خشية من تكرار الهجوم على مدينة لودر. وذكرت وزارة الدفاع أن وحدات من اللواء 111 يتعقبون مقاتلي القاعدة المتسللين إلى لودر. الصورة لمسلحي من القاعدة أمام مسجد حمزة أحد معاقلهم في مدينة جعار بأبين (AFP). اخبارية نت نقلا عن المصدر أونلاين – ذويزن مخشف