شن مسلحو تنظيم القاعدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين هجوماً هو الأوسع على الجيش اليمني ومقاتلي رجل القبائل في مدينة لودر بمحافظة أبين بهدف اقتحامها والسيطرة عليها. وقالت مصادر محلية وقبلية ل«المصدر أونلاين» إن العشرات من المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» هاجموا لودر عند الساعة الخامسة فجر اليوم من اتجاهين، حيث بدأ الهجوم الأول على الكتيبة العسكرية المرابطة عند محطة الكهرباء على المدخل الجنوبي للمدينة، بينما حاولت مجموعات أخرى اقتحام لودر من الجهة الغربية. وأضافت المصادر ان قوات الجيش ومقاتلي القبائل تصدوا للمسلحين وأفشلوا هذه المحاولة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وبدأ الهجوم عقب صلاة الفجر، واستخدمت فيه مختلف الأسلحة، حيث أمكن سماع الانفجارات وتبادل إطلاق النيران عبر الهاتف. وفي بيان ل«أنصار الشريعة» وصل «المصدر أونلاين» نسخة منه عبر البريد الإلكتروني قال إن من أسماهم «المجاهدين» استخدموا «استراتيجية النيران الكثيفة في الهجوم الذي تم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة». وقالت مصادر محلية إن خمسة جنود على الأقل من الكتيبة التابعة للواء 111 قتلوا، كما قُتِل اثنان من مقاتلي اللجان الشعبية في المعارك أحدهم العضو البارز «عمر صالح لجدل». وذكرت أن مستشفى لودر لم يستقبل جثثاً لقتلى الجنود، لكنه استقبل جرحى، بينما نقلت سيارات إسعاف جرحى آخرين وقتلى إلى مستشفيات مدينة البيضاء القريبة من لودر. وأضافت المصادر ان مسلحي القاعدة تكبدوا خسائر، لكن المصادر لم تستطع تحديدها، فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى الساعة 11 ظهراً. لكن متحدثاً باسم «أنصار الشريعة» سخر في تصريح ل«المصدر أونلاين» في وقت مبكر في الصباح من حديث المصادر القبلية، وقال إنه لم يسقط قتلى في صفوف مسلحيهم، وأن خسائرهم ستة جرحى فقط. وأضاف أن «أنصار الشريعة» سيطروا على الموقع العسكرية بالإضافة إلى نقطتين تابعة للجان الشعبية. وتوعد المتحدث عبر الهاتف بأن تكون مدينة لودر تحت سيطرتهم خلال ساعات قادمة. وقالت مصادر محلية إن مسلحي القاعدة يفرضون طوقاً على مدينة لودر من خارجها، وأن نقطة عسكرية سقطت بيد «أنصار الشريعة» تدعى «يسوف»، وهي موقع صغير يقع شرق مدينة لودر. وقالت مصادر محلية في وقت لاحق ل«المصدر أونلاين» إن الطيران شن غارة جوية على موقع يتمركز به مسلحو القاعدة على مدخل مدينة لودر من الجهة الجنوبية، عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً. وقال سكان إنهم شاهدوا مسلحي القاعدة ينقلون جثامين قتلاهم على متن سيارتين باتجاه بلدة شقرة الساحلية، مضيفين أن عدد قتلى القاعدة ثمانية على الأقل. وتسيطر جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة على مدن زنجبار وجعار وشقرة في محافظة أبين منذ عدة أشهر، بينما يعد الهجوم على لودر الأعنف بعد أشهر من هجمات متتالية بهدف السيطرة على المدينة. الصورة لأجزاء من مدينة لودر عبر الأقمار الاصطناعية (google earth).