اتفقت المعارضة والنظام السوري على إدانة اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مساء أمس في تفجير مسجد الإيمان بالعاصمة دمشق، لكنهما تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن الاغتيال. وأدان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب اغتيال البوطي، ورجح وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراءها. كما أدانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر الاعتداء الذي وصفته ب"الإرهابي والإجرامي"، وقالت في بيان لها إنها "تدين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي والإجرامي الذي وقع اليوم على بيت من بيوت الله". وأضافت "مع أن كثيرا من ملابسات ما وقع لم يتكشف بعد، إلا أن مثل هذه الأعمال والسلوكيات لا تمت بأي صلة لأخلاق ومبادئ وأهداف الثورة السورية المجيدة والجيش السوري الحر". كما حذرت من أن "هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هي بداية لمرحلة خطيرة للغاية لخلط الأوراق تخوضها قوى إقليمية لطالما استعملت ورقة الإرهاب لتحقيق غايات سياسية ومحاولات رخيصة، لتبرير دخول مقاتلين من دول الجوار والإقليم بحجة حماية بعض المقامات والمزارات". " قيادة الجيش الحر: نحذر شعبنا العظيم من أن مثل هذه الأعمال هي جزء من مخطط قادم لسوريا يهدف لإفشال الثورة السورية والالتفاف والاحتيال عليها وإيقاع السوريين بعضهم ببعض " الحر يحذر وتابعت القيادة في بيانها "إن هذه القوى لطالما استعملت فزاعة الإرهاب لإحباط أي مشروع تنموي تحرري في المنطقة، كما قامت باختراق العديد من التنظيمات تحت غطاء مساعدتها غير المباشرة بغرض استثمار ذلك". وأوضحت أن ذلك يتم "بالشراكة مع مشاريع غربية في توظيف مكشوف لقانون الإرهاب الدولي وملحقاته، مستغلة التزام مختلف دول العالم به، ليس بغرض محاربة الإرهاب بل لاستثمار هذا القانون لتشويه صورة المسلمين السنة، وتقديم خدمات للمشاريع الغربية في المنطقة سواء في العراق أو أفغانستان وسواهما". وقالت القيادة "إننا نحذر شعبنا العظيم من أن مثل هذه الأعمال هي جزء من مخطط قادم لسوريا يهدف لإفشال الثورة السورية والالتفاف والاحتيال عليها وإيقاع السوريين بعضهم ببعض، فسقوط النظام لا يعني انتهاء المشروع التوسعي في المنطقة لتلك القوى الإقليمية، وعملت في سياسة ممنهجة قبل ذلك على استثمار إدارة الملفات في المحيط العربي والإسلامي مقابل دور أكبر في معادلة الأمن الإقليمي في المنطقة". كما اعتبر أن "اكتشاف العديد من الخلايا التي تمول من قبل قوى إقليمية في كل من أفريقيا والخليج العربي ما هو سوى جزء يسير من الآلة الشيطانية التي لن تدع السوريين حتى بعد سقوط النظام". محذرا من أن "العدو الماكر سيبقى في داخل وخارج الحدود، والقاتل لا دين ولا طائفة له". نعي النظام ومن جهته، أدان الرئيس السوري بشار الأسد اغتيال البوطي -رجل الدين السني المؤيد له- متوعدا قتلته ب"القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم". وقال الأسد -في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على صفحته على موقع فيسبوك- "أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الإسلامي قاطبة". وأضاف "قتلوك ظنا منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام…، قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح". وتابع "وعداً من الشعب السوري -وأنا منهم- أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم". وقتل 42 شخصا وأصيب 84 آخرون بجروح في تفجير وقع مساء أمس الخميس في مسجد الإيمان بحي المزرعة في شمال دمشق، وأودى بحياة البوطي وحفيده، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة السورية. وأورد التلفزيون الرسمي السوري -في شريط عاجل مساء نقلا عن الوزارة- "ارتفاع عدد شهداء التفجير الإرهابي الانتحاري في جامع الإيمان إلى 42 شهيداً و84 جريحا"، مشيراً إلى أن "من بين الشهداء أيضا حفيد العلامة البوطي". وأعلنت رئاسة الحكومة السورية الليلة الماضية الحداد السبت على البوطي وضحايا التفجير. اخبارية نت – الجزيرة نت