دان المجلس الوطني السوري الأحد الحصار على حمص الذي مضت عليه ثلاثمائة يوم، متهما نظام الرئيس بشار الأسد بنهج سياسة التطهير الطائفي والتدمير المنظم للمدينة التي توصف بعاصمة الثورة. وقال المجلس في بيان "ثلاثمائة يوم مرت على حصار مدينة حمص البطلة، عاصمة الثورة السورية وقلبها النابض. ثلاثمائة يوم متواصلة من الخنق عديم الرحمة ومحاولات الإبادة والتدمير البربرية الممنهجة". وأضاف البيان أن العالم ما يزال يتفرج على ارتكاب كل أنواع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. ويقدر ناشطون عدد القتلى في محافظة حمص منذ اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011 بأكثر من عشرة آلاف قتيل. ويسيطر الجيش الحر على عدد من الأحياء الخاضعة للحصار مثل الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور، بينما تخضع أحياء أخرى توصف بالموالية مثل عكرمة والزهراء والنزهة للقوات النظامية التي تقول من جهتها إنها تواجه "عصابات مسلحة". وفي نهاية الشهر الماضي، استعادت القوات النظامية حي بابا عمرو من الجيش الحر الذي سيطر عليه لفترة وجيزة بعدما كان فقده قبل أكثر من عام إثر حملة عسكرية طويلة. وقال ناشطون إن الأحياء المحاصرة في حمص تعرضت اليوم لغارات وقصف عنيف من القوات النظامية، وتحدثوا عن مقتل مدنيين وعناصر من الجيش الحر خلال اشتباكات داخل المدينة وفي ريفها. وفي البيان الذي نشره اليوم بمناسبة مرور ثلاثمائة يوم على حصار حمص، قال المجلس الوطني السوري -وهو المكون الرئيس في الائتلاف الوطني السوري- إن كل أنواع الأسلحة تستخدم طيلة تلك المدة ضد المدنيين بهدف القتل والتهجير وتغيير نسيجها الاجتماعي. وتحدث عن "سياسة تطهير طائفي بدأت بتهجير سكان أحياء في مدينة حمص ومنع النازحين والمهجرين من العودة إلى منازلهم في هذه الأحياء حتى في حال خضوعها لسيطرة النظام". ورأى المجلس الوطني في هذه السياسة "استكمالا لسياسة تقسيم المدينة أو ما تبقى منها" بحسب البيان ذاته. كما أشار إلى تدمير المرافق العامة كالمستشفيات والمدارس، وقطع الخدمات كالكهرباء والمياه، فضلا عن الغذاء. ويتهم ناشطون من حمص القوات النظامية بارتكاب مجازر "طائفية" راح ضحيتها المئات خلال العامين الماضيين. كما أنهم يتهمون حزب الله اللبناني بمساعدة القوات النظامية في ريف حمص بالمقاتلين، خاصة في منطقة القصير، وهو ما ينفيه الحزب. اخبارية نت – الجزيرة نت