قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم الجمعة خلال أول زيارة يقوم بها لجوبا عاصمة جنوب السودان إن زيارته بداية لتطبيع العلاقات والتعاون عبر الحدود مع جاره الذي انفصل قبل عامين. وقال البشير -في خطاب ألقاه في جوبا- إن زيارته تظهر بدء تعاون يستند إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، وإنه أصدر تعليمات بفتح الحدود مع جنوب السودان أمام حركة المرور البري. وقال البشير -في مؤتمر صحفي مع نظيره سلفاكير- إن زيارته أتت بالنتائج المرجوة والمتمثلة أساسا في تأكيد الإرادة السياسية لتعزيز العلاقات الثناية حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا برئاسة نائبي رئيسي البلدين للنظر في كل القضايا وتطوير مجالات التعاون بين البلدين. ومن جانبه قال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إنه اتفق مع نظيره البشير على مواصلة الحوار لحل كل الخلافات العالقة بين البلدين. وقد أجرى الرئيسان مباحثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وخاصة سبل تفعيل اتفاقات التعاون التي تم توقيعها في أديس أبابا في مارس/آذار الماضي. كما جرت مباحثات على المستوى الوزراي حيث ضم الوفد المرافق للبشير معظم أعضاء الحكومة ومدير الاستخبارات. تفاؤل الجنوب وتعتبر زيارة البشير إلى جوبا هي الأولى من نوعها منذ مشاركته في مراسم إعلان انفصال الجنوب في يوليو/تموز 2011 في أعقاب اتفاقية للسلام عام 2005 أنهت حربا أهلية استمرت عقودا. وتثير هذه آمالا كبيرة بأن يتخذ الخصمان السابقان خطوات لإقامة تعايش سلمي. وفي مستهل زيارة الرئيس البشير قال مراسل الجزيرة في جوبا هيثم أويت إن الهدف الرئيسي منها هو دفع تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين العام الماضي، مشيرا إلى توقعات بأن الزيارة ربما تمهد لحلحلة القضايا المختلف عليها خاصة الخلاف على منطقة أبيي والحدود بين البلدين. وأضاف أنه على المستوى الشعبي فإن هناك تفاؤلا لدى الشارع الجنوبي بأن تؤدي الزيارة إلى فتح الحدود بين البلدين وربط النسيج الاجتماعي على طول الشريط الحدودي بينهما. واتفق البلدان في مارس/آذار الماضي على استئناف تدفق النفط عبر الحدود واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر الذي خيم على العلاقات بينهما منذ انفصال الجنوب حيث لم يتوصل الطرفان بعد إلى اتفاق بشأن النزاع على منطقة أبيي ومناطق أخرى على حدودهما المتنازع عليها والتي تمتد لمسافة ألفي كيلومتر. وكان البشير خطط للسفر إلى جوبا قبل عام لكنه ألغى الزيارة عندما تفجر قتال على الحدود بين البلدين كاد يتحول إلى حرب شاملة. وترك انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من النزاعات بلا تسوية ومنها مناطق متنازع عليها وقيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها جنوب السودان -الذي ليس له منفذ بحري- مقابل تصدير نفطه عبر أراضي السودان. اخبارية نت – الجزيرة نت