غادر فريق محققي الأممالمتحدة العاصمة اللبنانيةبيروت بعد إنهائه مهمته في الغوطة بريف دمشق للتحري عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وقد جمع المحققون عينات بعد سلسلة زيارات لمواقع تعرضت لهجوم كيميائي وقابلوا بعض المصابين وشهود العيان. ومن المقرر أن يَعرضوا اليوم تقريرهم شفهيا على الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال إن تحليل العينات التي بحوزتهم قد يستغرق أسبوعين. وفي وقت سابق عبر الفريق الدولي صباح اليوم الحدود البرية إلى الجارة لبنان بعد أن غادروا في وقت سابق اليوم الفندق الذي كانوا يقيمون فيه في دمشق وذلك على متن خمس سيارات تابعة للأمم المتحدة. وقال مراسل الجزيرة إيهاب العقدي -من موقعه عند نقطة المصنع على الحدود اللبنانية السورية- إن المفتشين لم يدلوا بأية تصريحات عند عبورهم الحدود، كما لم يتسن للصحفيين مقابلتهم بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. وأضاف أنه من المفترض أن يغادر المفتشون لبنان متوجهين إلى نيويورك بعد الفراغ من بعض الإجراءات الإدارية، لكنهم لن يقابلوا أي مسؤول لبناني كما لا تتوفر أي معلومات تتعلق بموعد رفعهم تقريرهم إلى الأممالمتحدة. وأشار العقدي إلى أن الجهات الأمنية تتولى حماية الفريق الدولي وعينات الدم والأدلة التي جمعوها من منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق. أسبوعان للنتائج وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق الجمعة أن النتائج النهائية لتحليل العينات التي جمعها خبراء الأسلحة الكيميائية في سوريا الأسبوع الماضي قد لا تكون جاهزة قبل أسبوعين. وذكر دبلوماسيون أن بان أبلغ مندوبي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بهذا الأمر خلال اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك أمس الجمعة. وجاء إعلان الأممالمتحدة بأن الخبراء لن يقدموا النتائج على الفور في الوقت الذي أشارت فيه واشنطن إلى أن التحقيق لن يكون له تأثير على قرارها بشأن مهاجمة سوريا ردا على الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة بريف دمشق. وقال دبلوماسيون إن روسيا تأمل في استغلال الوقت اللازم لإكمال التحقيق، لإبطاء أي مساع لشن ضربات جوية على سوريا. وكانت مفوضة الأممالمتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين وصلت أمس الجمعة إلى بيروت براً قادمة من سوريا علماً بأن الطريق بين دمشق والحدود اللبنانية تستغرق أقل من ساعة. وأنهى مفتشو الأممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية عملهم في سوريا الجمعة وهم يعتزمون إصدار تقرير "على نحو سريع" بشأن الاستخدام المحتمل لهذه الأسلحة في النزاع السوري، وفق ما أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي. وقال نيسيركي إن نتائج التحقيقات التي أجريت بشأن استخدام مفترض للأسلحة الكيميائية في سوريا لن تعلن قبل اكتمال التحليلات المعملية اللازمة. ورفض المتحدث باسم المنظمة الدولية تقدير المدة التي سيستغرقها الانتهاء من هذه التحليلات، لكنه أكد أنها ستجرى وفقاً للمعايير العلمية المطبقة في الأممالمتحدة للحد من انتشار الأسلحة الكيميائية، وأنها ستجرى في معامل في أوروبا تحت إشراف فريق المفتشين البالغ قوامه 13 خبيراً. وقبل مغادرتهم سوريا، زار المفتشون أمس مستشفى المزة العسكري في منطقة تسيطر عليها الحكومة في دمشق لزيارة جنود يشتبه في تعرضهم لغازات سامة. وقد أعلنت دمشق رفضها أي "تقرير جزئي" لمفتشي الأممالمتحدة، وشددت على ضرورة انتظار "التحاليل المخبرية" للعينات التي جمعتها البعثة. وكان المفتشون قد أمضوا الأسبوع في زيارة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بريف دمشق بعد تقارير عن هجوم بالغاز السام الأسبوع الماضي تلقي المعارضة بالمسؤولية فيه على الرئيس بشار الأسد، وعلى الجانب الآخر تتهم الحكومة مقاتلي المعارضة بشن هجمات بأسلحة كيميائية على مدنيين وجنود.