حذرت روسيا اليوم الاثنين من أن تضمين قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن تدمير مخزون سوريا الكيميائي تهديدا باستخدام القوة، سيطيح باتفاق جنيف. وجاء ذلك بعيد تحذير باريس ولندن وواشنطن من عواقب عدم التزام دمشق بذلك الاتفاق. فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التهديد أو البحث عن ذرائع لشن ضربات على سوريا يمكن أن ينسف بشكل نهائي آفاق عقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام بسوريا. وأضاف أن التهديد بالقوة يمكن أيضا أن يدفع المعارضة السورية إلى "استفزازات", مشيرا بذلك إلى تصريحات مسؤولين روس بأن الهجوم الكيميائي بريف دمشق الشهر الماضي ربما كان من فعل المعارضة لاستجلاب تدخل غربي. وكان الوزير الروسي يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي بعيد اتفاق فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا خلال محادثات بباريس، على ضرورة استصدار قرار"قوي وملزم" من مجلس الأمن الدولي بشأن وضع الأسلحة الكيميائية في سوريا تحت إشراف دولي. وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا أعلنتا أول أمس في جنيف، إثر محادثات استغرقت ثلاثة أيام بين وزيري خارجيتيهما جون كيري وسيرغي لافروف، عن اتفاق يقضي بكشف دمشق عن كل مخزونها من الأسلحة الكيميائية لتدميرها خلال بضعة شهور، على أن يبدأ مفتشون دوليون التحقق من ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ورحبت دمشق بالاتفاق الأميركي الروسي الذي جنّبها ضربة عسكرية فورية, لكن دولا غربية تقول إنها ليست واثقة تماما من التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق. عامل القوة وقبل قليل من تصريحات وزير الخارجية الروسي في موسكو, اتفق وزراء خارجية فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا في باريس على أن هناك حاجة ملحة إلى قرار قوي من مجلس الأمن لإلزام دمشق باتفاق جنيف. كما حذروا النظام السوري من "عواقب وخيمة" في حال لم يدمر مخزونه الكيميائي. وقالوا في مؤتمر صحفي إثر اجتماعهم بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يتعين تقديم دعم أكبر للمعارضة السورية لإحداث توازن يسمح بحل سياسي للأزمة السورية. وتسعى الدول الثلاث إلى تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن ضمن الفصل السابع بما قد يسمح باستخدام القوة ضد سوريا في حال لم تلتزم باتفاق جنيف, لكن تصريحات لافروف اليوم توضح مجددا معارضة موسكو أي تنصيص على استخدام القوة ضد دمشق في القرار الدولي المنتظر. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم في باريس "نحن مصممون على استخدام ثقلنا في مجلس الأمن للتوصل لقرار بشأن السلاح الكيميائي، وسنواصل الضغط على الأسد"، مشيرا إلى أنه لا حل سياسيا للأزمة السورية دون معارضة قوية. بدوره، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن الأسد فقد شرعيته ولن يستمر في الحكم، وأن اتفاق جنيف "ليس طوق نجاة" للرئيس السوري "ولن نقبل بغير الالتزام الكامل بالاتفاق". وجدد القول إن الدول الثلاث ملتزمة تجاه دعم المعارضة السورية. وكشف وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس عن لقاء دولي موسع سيُعقد قريبا في نيويورك بمشاركة المعارضة السورية, مضيفا أن نزع الأسلحة الكيميائية من شأنه إضعاف الأسد "الذي ينبغي عليه أن يفهم أنه لا يستطيع تحقيق نصر عسكري". وردا على هذه التصريحات, قال وزير الخارجية الروسي إن اتفاق جنيف لا يتضمن إشارة إلى استخدام القوة في القرار الدولي المنتظر بشأن سوريا. وأضاف أن الوقت ربما حان لإجبار معارضي الأسد على المشاركة في مؤتمر سلام ثان في جنيف بعد المؤتمر الذي عقد في يونيو/حزيران 2012, والذي نصَّ على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا دون تحديد مصير الأسد. مناورة روسية في الأثناء, أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم رفضه المبادرة الروسية لتدمير مخزون دمشق الكيميائي مقابل تجنيبها ضربة عسكرية. وقال مسؤولون في الائتلاف في مؤتمر صحفي بإسطنبول إن المبادرة الروسية مناورة لمنح النظام مزيدا من الوقت لوأد الثورة. وتوصل الأميركيون والروس أول أمس في جنيف إلى اتفاق على تدمير مخزون سوريا الكيميائي, وذلك على قاعدة المبادرة الروسية. وكان الائتلاف طالب أمس بفرض حظر جوي على سوريا ومنع قوات النظام من إطلاق صواريخ سكود على المدنيين.