أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيُخرج مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من برنامجه الخاص بالمساعدات الغذائية في لبنان، لصعوبة مواكبة وتيرة أعداد اللاجئين. وقالت مديرة البرنامج في لبنان لين ميلر إن نحو 30% من اللاجئين السوريين في لبنان لن يحصلوا بعد الآن على قسائم الغذاء من البرنامج، الذي يحاول تخصيص الموارد الشحيحة لمن هم أشد حاجة للمساعدة. وتدفق أكثر من 750 ألف لاجئ سوري على لبنان منذ بداية الصراع، ويسجل نحو 15 ألف سوري أسماءهم لدى الأممالمتحدة في لبنان كلاجئين كل أسبوع. ويأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأممالمتحدة أمس الأربعاء من أن لبنان يواجه احتمال تفجر اضطرابات اجتماعية، ما لم يهب المجتمع الدولي لنجدة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزراء بعض الدول الرائدة في العالم أن بلده يواجه "أزمة تمس وجوده" كدولة، بسبب تدفق اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في سوريا. وقال إن لبنان بحاجة إلى تمويل سخي لمواجهة احتياجات اللاجئين، وتعزيز المرافق العامة، وتقوية الجيش. وبحسب التقديرات التي وافى بها رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الاجتماع الذي عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فإن الصراع المحتدم في سوريا سيكلف لبنان زهاء 7.5 مليارات دولار خلال الفترة ما بين 2012 و2014. وأوردت وكالة أسوشيتدبرس في تقرير لها من نيويورك أن الأممالمتحدة بصدد أن تطلب من الدول العربية المساهمة في إغاثة هؤلاء اللاجئين، وزيادة تمويلها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة لها (أونروا). وسيترأس الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي معاً في وقت لاحق الخميس اجتماعاً وزارياً في نيويورك، يتناول التحديات التي تواجه تمويل وكالة أونروا. وتشير أسوشيتدبرس إلى أن الاجتماع يأتي بينما بدأ النازحون الفلسطينيون يفقدون امتيازات كانوا يحصلون عليها من المنظمة الدولية لصالح اللاجئين السوريين "الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات". في غضون ذلك، حثت مفوضية المساعدات في الاتحاد الأوروبي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إصدار قرار بتسهيل وصول المساعدات إلى سوريا، وهي قضية مطروحة منذ عدة أشهر، مع التخطيط لإجراء محادثات سلام واتفاق بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وقالت الأممالمتحدة إن مليوني مواطن سوري فروا من الحرب الأهلية، وإن هناك أربعة ملايين من النازحين داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدة عاجلة، لكن العنف والبيروقراطية يبطئان من وصول المساعدات. ويبحث مجلس الأمن -المنقسم بشدة حول الصراع السوري- منذ أشهر اتخاذ إجراء لتسهيل وصول المساعدات. وقال دبلوماسيون إن الأعضاء الغربيين قرروا مؤخراً الاكتفاء بإصدار بيان غير ملزم في هذا الصدد، تفادياً لمواجهة محتملة مع روسيا والصين. وقالت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جيورجيفا إنه "إذا كان هناك شكل آخر من التعبير عن تسهيل وصول المساعدات فنحن نرحب به، ولكننا نأمل في صدور قرار من الأممالمتحدة".