أبدت الولاياتالمتحدة قلقها مما وصفتها بالهجمات الإرهابية المتزايدة في لبنان وتدخل حزب الله في النزاع السوري، وسط دعوات في الأممالمتحدة لتقديم المعونات المادية إلى لبنان الذي يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وقال وزير الخارجة الأميركي جون كيري -خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة- إن تدخل الحزب يتعارض مع إعلانه التزامه بما يعرف بإعلان بعبدا. وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق من هذا العام عن إرسال مقاتليه للوقوف إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة. اجتماع دعم لبنان وفي نيويورك، حذرت الأممالمتحدة أمس الأربعاء من أن لبنان قد يواجه انفجارا في التوترات الاجتماعية إذا لم يقدم المجتمع الدولي المساعدات لآلاف اللاجئين السوريين الذين يقيمون على الأراضي اللبنانية. وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى لبنان ديريك بيلامي إن مؤتمر الدول الداعمة للبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يسعى لإبعاد لبنان عما يحدث في سوريا. وأضاف في حديث مع الجزيرة أن المؤتمر سيسلط الضوء على احتياجات لبنان الاقتصادية لتعويض خسائره بسبب الأزمة. وفي هذا السياق، وجه مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس نداء عاجلا للمجتمع الدولي للمبادرة إلى مساعدة لبنان في تحمل عبء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. وقال وزير الخارجية الأميركي إن الصداقة الدولية مع لبنان يجب أن "لا تترجم بالكلمات وحدها"، داعيا إلى إظهار الالتزام واتخاذ الإجراءات التي تدعم سيادة وأمن لبنان، وفق تعبيره. بدوره أفاد السفير الأميركي لدى لبنان ديفد هيل بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن عن "مساعدات إضافية للبنان في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها، فأقر مبلغ 74 مليون دولار إضافي لمساعدته على تخطي مشكلة النازحين السوريين ومساعدة الجمعيات الأهلية اللبنانية". وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان طالب المجتمع الدولي بمساعدة بلاده لمواجهة ما وصفه بالتدفق الهائل للاجئين السوريين إلى بلاده، وقال سليمان في افتتاح الاجتماع إن أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا باتت تشكل أزمة وجودية هائلة في لبنان. ووفق البنك الدولي، فإن الصراع في سوريا سيكلف لبنان أكثر من سبعة مليارات دولار في الفترة بين 2012 و 2014، وتقول الأممالمتحدة إن ثمة 760 ألف لاجئ سوري مسجل في لبنان، وقد يرتفع العدد إلى مليون بحلول نهاية العام الجاري، في حين أن الحكومة اللبنانية تقول إنها تستضيف أكثر من مليون سوري حاليا.