توقعت وثيقة أصدرتها أمس الاثنين الأممالمتحدة أن تؤدي الحرب التي تشهدها سوريا إلى فرار أكثر من أربعة ملايين سوري من ديارهم خلال العام المقبل، مشيرة إلى احتمال خروج مليوني سوري من البلاد، ونزوح قرابة 2.25 مليون آخرين داخلها. وتشير تقديرات المنظمة الدولية إلى أن عدد اللاجئين السوريين حاليا يبلغ نحو 2.1 مليون شخص، علاوة على 4.25 ملايين نازح داخل سوريا. وتوقعت الوثيقة الأممية أن يصبح نحو 8.3 ملايين شخص (أكثر من ثلث سكان سوريا البالغ 23 مليونا) في حالة عوز بحلول نهاية عام 2014، أي بزيادة 37% مقارنة مع هذا العام. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة أدريان إدواردز لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأمر لا يتعلق بأرقام نهائية لعام 2014 (…)، لأنه لا يزال هناك شهران حتى نهاية عام 2013 لكي تصدر أرقام نهائية". وأعد الوثيقة مسؤولون من عشر هيئات تابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة و18 منظمة إغاثة أخرى اجتمعوا في الأردن يوم 26 سبتمبر/أيلول الماضي لوضع إستراتيجية لعام 2014. وفي غضون ذلك، يعاني نحو ستمائة ألف من السوريين في أحياء دمشق الجنوبية من حصار خانق يفرضه النظام، وسياسة تجويع يقول الناشطون إنها ممنهجة. وقد أسفر الحصار عن نقص شديد في الغذاء والماء والدواء، مما أدى إلى موت عشرات بسبب أمراض ناجمة عن سوء التغذية. حملة بريطانية من جهة أخرى، أطلق الصليب الأحمر البريطاني اليوم حملة لجمع تبرعات لضحايا الأزمة في سوريا والمساعدة في تأمين الاحتياجات الغذائية والطبية للنازحين واللاجئين. وقال رئيسه التنفيذي نك يونغ إن شعب سوريا يعيش أزمة مرعبة راح ضحيتها أكثر من مائة ألف شخص، وأجبرت ستة ملايين سوري على الفرار من منازلهم وترك كل ما يملكونه للبقاء على قيد الحياة، وهو رقم يفوق عدد سكان أسكتلندا. وناشد يونغ البريطانيين تخيل ملايين السوريين الذين دمرت منازلهم ويعيشون تحت الأشجار أو في الخيام لعدم امتلاكهم مكانا آخر يعيشون فيه، فضلاً عن أكثر من مليوني لاجئ سوري يعيشون في دول الجوار من بينهم مليون طفل، ودعاهم إلى التبرع بسخاء للحملة التي أطلقتها منظمته لجمع تبرعات لصالحهم. وبدورها، تستعد وكالات الأممالمتحدة لبدء مساع جديدة للمطالبة بمعونات لمساعدة ضحايا الصراع الذي بدأ في مارس/آذار 2011 ولا تظهر في الأفق أي بوادر على انتهائه، إذ رجح مسؤولون من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية استمراره وتصعيده بسبب "زيادة التشرذم في البلاد، وتعطل الخدمات الأساسية، وتآكل أكبر لآليات المساعدة" مع تزايد التهديد ضد العمال الإنسانيين. وتم تسجيل أكبر عدد من اللاجئين السوريين حتى الآن في كل من لبنانوالأردن وتركيا والعراق، ولا تتوقف هذه الدول عن مطالبة المجتمع الدولي بمساعدات أكبر لمواجهة احتياجات اللاجئين المتدفقين إليها، وقالت الوثيقة الأممية إن التخطيط لاحتياجات اللاجئين في العام القادم سيشمل كذلك الذين يصلون إلى أوروبا وشمال أفريقيا. وقد أعلن الأردن أمس -على لسان وزير داخليته حسين المجالي- أن عدد السوريين في المملكة وصل إلى 1.3 مليون، أي نحو 18% من عدد السكان، بينما تقول مصر إنها استقبلت 300 ألف لاجئ سوري تقريبا، لكن الاضطرابات السياسية التي تمر بها تعني أن الكثير من الموجودين هناك بالفعل يشعرون بالقلق على سلامتهم، مما يقلل احتمال قدوم المزيد من اللاجئين إلى هناك. وبدورها، تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 17 دولة -منها 12 دولة أوروبية- تشارك في برنامج لإعادة توطين اللاجئين السوريين.