أمرت النيابة العامة المصرية بحجز 43 من طلاب جامعة الازهر اعتقلوا أمس لحين ورود تحريات المباحث والأمن الوطني. وأسندت لهؤلاء تهم إثارة الشغب وقطع الطريق وإتلاف الممتلكات العامة والتعدي على أفراد الشرطة. يأتي ذلك بينما سادت حالة غضب ومظاهرات العديد من الجامعات، ومنها جامعة الأزهر، ندد خلالها الطلاب باعتداء قوات الأمن أمس على زملائهم في جامعة الأزهر بالقاهرة، وجدد المتظاهرون خلالها رفضهم الانقلاب ومطالبتهم بإطلاق سراح الطلاب والأساتذة المعتقلين. كما خرجت مظاهرة في جامعة الأزهر بالدقهلية وقد ردد الطلاب شعارات رافضة للانقلاب، وطالبوا بإطلاق المعتقلين وقرروا تصعيد حركتهم الاحتجاجية. وتخلل المظاهرةَ رفعُ شعارات رابعة وصور طلاب قتلوا خلال الأحداث المختلفة منذ الانقلاب. وشهدت جامعتا عين شمس والزقازيق مظاهرات مماثلة. وكانت حركة "طلاب ضد الانقلاب" العسكري دعت إلى مواصلة التظاهر والاحتجاجات اليوم الاثنين ردا على اقتحام قوات الأمن حرم جامعة الأزهر بالقاهرة لفض المظاهرات التي نظمتها الحركة أمس، واعتقال عشرات الطلاب من داخل كليتي التجارة والدعوة. وفي حديث للجزيرة، قال عضو حركة "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة الأزهر محمود صلاح إن طلاب الجامعة سيكون لهم الأيام القادمة مزيد من الفعاليات والاحتجاجات ضد الانقلابيين بدءا من اليوم. ونقلت البوابة الإلكترونية لصحيفة "المصريون" عن المتحدث باسم الحركة أحمد غنيم قوله إن الأحداث التي شهدتها جامعة الأزهر غير مسبوقة. وأكد أن رد الحركة على ما جرى أمس سيكون "غير مسبوق" أيضا، قائلا "انتظروا ردنا". وأضاف غنيم أن كافة الخيارات متاحة بما في ذلك التوجه بمسيرات إلى جامعة الأزهر لدعم الطلاب هناك، لافتا في الوقت ذاته إلى ما سماها "خطورة جامعة الأزهر على الانقلابيين". اعتقالات وفي سياق متصل، أعلن رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر أحمد البقري اعتقال ستين طالبا خلال مظاهرات أمس وإيداعهم قسم شرطة القاهرة الجديدة، وفق ما قال في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وكانت قوات الأمن المركزي قد اقتحمت حرم جامعة الأزهر واستخدمت قنابل الغاز وطلقات الخرطوش لتفريق مظاهرة للطلاب في ثاني أيام بدء الدراسة بالجامعة بعد تأجيلها لأكثر من شهر، وفق ما ذكر طلاب الجامعة. وفي المقابل نفى مصدر أمني اقتحام قوات الأمن للجامعة, مؤكدا أن هذا الخبر عار تماماً عن الصحة. وأضاف المصدر، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن منطقة جامعة الأزهر شهدت تجمع أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة خارج بوابة الجامعة وقطعوا طريق النصر أمام حركة السيارات والمواصلات العامة بالاتجاهين، فاضطرت قوات الأمن لاستخدام الغاز المدمع لتفريقهم وضبط عدد منهم فاضطروا إلى التراجع داخل الجامعة. أما رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد فاتهم من أسماهم الطلاب المنتمين إلى تنظيم الإخوان المسلمين بحصار مبنى إدارة الجامعة وتحطيم بعض نوافذه، مشددا على أن الجامعة ستتخذ الإجراءات القانونية ضدهم. فعاليات ليلية وفي إطار استمرار الاعتصامات والمظاهرات المنددة بالانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، واصل المتظاهرون بالإسكندرية فعالياتهم، حيث انطلقوا في ثماني مسيرات ليلية -بعضها في مناطق سموحة ومصطفى كامل وسيدي بشر والمعمورة وبرج العرب- للمطالبة بعودة "الشرعية". كما شهدت مراكز مختلفة بمحافظات الشرقية وأسوان وبوسعيد وأسيوط والمنيا وبني سويف والغربية ومرسى مطروح مظاهرات ومسيرات منددة بالانقلاب العسكري وبقتل المعارضين بدءا من أحداث الحرس الجمهوري مرورا بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وانتهاء بسقوط 57 قتيلا بذكرى حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول. كما نظم معارضو الانقلاب سلاسل بشرية في حيي المهندسين والهرم بمحافظة الجيزة رفضا للانقلاب العسكري ولملاحقة معارضيه أمنيا. ورفع المتظاهرون شعار رابعة وصور الرئيس مرسي. وانتقد المتظاهرون ما وصفوه بفشل حكومة الانقلاب في إدارة شؤون البلاد وارتفاع أسعار السلع التموينية وتوقف حركة القطارات وانهيار الاقتصاد، مؤكدين عزمهم الاستمرار في التظاهر حتى يحاكموا قادته ويعيدوا الرئيس ومجلس الشورى والدستور المستفتى عليه.