قال ناشطون إنهم عثروا اليوم السبت على أربعين جثة في مدينة النبك بريف دمشق، وذلك بعد اكتشاف 44 جثة أمس أكثر من نصفها لأطفال ونساء، وسط اشتداد المعارك العنيفة للسيطرة على المدينة، وغارات شنتها مقاتلات النظام على حيي الفردوس والشهداء بالرقة مخلفة عشرات القتلى والجرحى. كما سيطرت الجبهة الإسلامية على مخزن للأسلحة تابع للجيش السوري الحر قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. فقد ذكر الناشطون أنهم عثروا اليوم على أربعين جثة في النبك، بينها جثث 13 طفلا. وهذه هي المرة الثانية في غضون 24 ساعة التي يعلن فيها ناشطون العثور على جثث مدنيين قتلى في النبك بمنطقة القلمون في ريف دمشق. وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس عن إعدامات ميدانية نفذتها قوات النظام ضد عشرات الأشخاص في النبك، وأشارت إلى العثور على 44 جثة للضحايا بينها جثث 22 طفلا و11 امرأة. وواجه الأهالي مصاعب في إجلاء جثث الضحايا بسبب الاشتباكات العنيفة التي تدور للسيطرة على المدينة بين الثوار والقوات النظامية المدعومة بقوات حزب الله اللبناني، حسب الناشطين. من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله، وكتائب من المعارضة المسلحة قرب الطريق الدولي حمص-دمشق المغلق منذ 18 يوما، من جهة مدينة النبك في منطقة القلمون. وأشار المرصد إلى مقتل عنصر من حزب الله وخسائر بشرية في صفوف قوات النظام، وإلى ترافق المعارك مع قصف من قوات النظام على مناطق في النبك. وتقع النبك وبلدتا قارة ودير عطية على خط واحد على الطريق السريع حمص-دمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم على دير عطية التي كان مسلحو المعارضة يتحصنون فيها بعد انسحابهم من قارة، ثم دخلت أجزاء من النبك دون أن تسيطر عليها بشكل كامل بعد حوالي أسبوعين على حصارها وقصفها بشكل متواصل. وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان إستراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق التي تسيطر عليها في حمص بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. اشتباكات معلولا من جانب آخر تستمر الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مدينة معلولا بريف دمشق، بعد سيطرة الجيش الحر على المدينة الواقعة على سفوح جبال لبنان الشرقية. ولا يزال الجيش الحر يحتجز الراهبات اللاتي كنّ في دير مار تقلا بمعلولا مبررا ذلك بحمايتهن من قصف قوات النظام، بينما صدرت نداءات تطالب بالإفراج عنهن فورا. وقالت الراهبات في تسجيل عرضته الجزيرة أمس إنهن اضطررن لمغادرة معلولا بمساعدة مسلحي المعارضة هربا من القصف العنيف، وأشرن إلى أنهن يقمن حاليا في منزل مريح دون تحديد مكانه، وأن أيا منهن لم تصب بأذى. وعرض التسجيل جميع الراهبات ال13 إلى جانب ثلاث أخريات من المدنيات العاملات في الدير وهن يجلسن في قاعة كبيرة أنيقة تبدو أنها جزء من منزل فخم، وكانت صحتهن تبدو جيدة. من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة في الرقة إن 21 شخصا قتلوا وجرح أكثر من عشرين في غارات شنتها مقاتلات النظام السوري على حيي الفردوس والشهداء، وأفاد بأن خمس غارات أخرى استهدفت أحياء المرور والتعمير ومدرسة السلامة ومحيط الفرقة 17. وفي حلب أعلنت جبهة النصرة أنها أسقطت طائرة تجسس صغيرة كانت تحلق في سماء المدينة، وقال ناشطون إن النظام بدأ استخدام هذه الطائرات لكشف أماكن مسلحي المعارضة وتحركاتهم بعدما صعّدوا من عملياتهم في المدينة. ووفقا للناشطين فإن الطائرة مزودة بكاميرات تجسس قادرة على إرسال صور مباشرة إلى مركز قيادة جيش النظام. وقال عنصر من جبهة النصرة للجزيرة إنه يعتقد أن الطائرة إيرانية الصنع وأن خبراء إيرانيين يشرفون على تشغيلها. باب الهوى وفي تطور آخر ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من الجبهة الإسلامية في سوريا سيطروا اليوم على مقرات تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، بينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في شمال غرب البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش الحر لؤي مقداد إن مقاتلي الجبهة الإسلامية دخلوا المقرات بعدما قالوا إنهم يريدون المساعدة في تأمينها، ثم طلبوا من الضباط والعاملين المغادرة ثم أزالوا راية الجيش الحر ووضعوا رايتهم بدلا منها. وتتولى فصائل مقاتلة عدة إدارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقرات قرب المعبر. وقال المرصد السوري إن قتالا اندلع أيضا بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة أمس الجمعة في مدينة الرقة. وأوضح أن القتال بدأ بعدما قتلت وحدة موالية لجبهة النصرة مقاتلا سعوديا من الدولة الإسلامية رفض التوقف عند إحدى نقاط التفتيش التابعة لها.