شهدت عدة محافظات مصرية اليوم السبت، مظاهرات ووقفات احتجاجية وسلاسل بشرية للتعبير عن رفض الانقلاب العسكري، والمطالبة بعودة الشرعية، والتنديد بانتهاكات قوات الأمن بحق المتظاهرين وطلاب الجامعات، التي أسفرت عن قتل وإصابة واعتقال العديد منهم، كما أصدرت عدة حركات وائتلافات طلابية بيانات منددة بسياسات الانقلاب. وفي محافظة الدقهلية (شمال) نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، سلسلة بشرية امتدت من مدينة ميت غمر جنوب المحافظة حتى وصلت لمدينة دكرنس شمال المحافظة، ورفع المتظاهرون أثناءها شارات رابعة العدوية وصور ضحايا الانقلاب العسكري من القتلى والمعتقلين، وطالبوا بعودة الشرعية. وشهد مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ (شمال) سلاسل بشرية مناهضة للانقلاب، كما نظم الأهالي بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية مسيرة صباحية رافضة للانقلاب، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين والقصاص لدماء القتلى، الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش، ومحاكمة قادة الانقلاب. وفي الفيوم تجمع عدد كبير من رافضي الانقلاب أمام مستشفى الفيوم العام، بعد أن باتو ليلتهم أمام مبنى المشرحة في انتظار وصول خبراء الطب الشرعي، لتشريح جثة أحد القتلى، الذين سقطوا برصاص قوات الأمن خوفا من تزوير تقرير الوفاة. وتأتي هذه المظاهرات عقب يوم من مظاهرات حاشدة عمت أرجاء مصر في الجمعة التي أطلق عليها "الطلاب يشعلون الثورة"، شهدت سقوط قتلى وجرحى واعتقال العشرات، خاصة في محافظات الإسكندريةوالفيوم والسويس أثناء مواجهات مع قوات الأمن. وقالت وزارة الداخلية، إنها اعتقلت 54 شخصا لمخالفتهم قانون التظاهر، بينما ندد تحالف دعم الشرعية باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين, واتهم قوات الأمن بالاستعانة ب"بلطجية" مسلحين لتفريق المحتجين. بيانات احتجاجية في السياق نفسه، أصدر طلاب وطالبات كلية الهندسة بجامعة الأزهر بيانا نددوا فيه بانتهاكات قوات الأمن لحرم الجامعات، والاعتداء على الطلاب والطالبات والأساتذة داخل الجامعات، في معاملهم ومدرجاتهم بالغاز والخرطوش والضرب ثم الاعتقال. واستنكر البيان اعتداء قوات الأمن والجيش على الطالبات في المدن الجامعية، "ليضربوا بذلك أزهى صور انعدام المروءة وانحطاط الرجولة"، وأشاد الطلاب بالبيان الصادر عن أساتذة الكلية الذي قالوا إنه "انتصر لحق الطالب وكرامته"، ودعوا العميد ورؤساء الأقسام للتضامن أيضا مع مطالبهم. وأعلن الطلاب إضراباً مفتوحا عن الدراسة حتى تتحقق المطالب، وأبرزها إقالة رئيس الجامعة "الذى سمح مرارا وتكرارا بانتهاكها ولم يُحرك ساكنا"، والخروج الكامل لجميع قوات الداخلية من الجامعة ومحيطها ومحيط المدن الجامعية بلا عودة، والتعهد بعدم التعرض للطلاب أو أعضاء هيئة التدريس. كما طالب البيان بالتحقيق الفوري والقصاص لجميع شهداء الجامعة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين، وإلغاء كافة القرارات التعسفية من مجالس تأديب، وطرد من المدينة الجامعية وما ترتب عليها، وعودة جميع الأنشطة الطلابية وعلى رأسها اتحاد الطلاب المُنتخب. من جانبها، أدانت حركة صحفيون ضد الانقلاب تقاعس نقابة الصحفيين عن مساندة أبنائها الذين اعتقلتهم سلطات الانقلاب منذ شهور وسط تجاهل إعلامي مريب، مشيرا إلى أن التهم الموجهة للجميع تتشابه وتتمثل في قيادة مظاهرات، والانتماء إلى تنظيم محظور، ونشر أخبار كاذبة والتحريض على العنف، واعتبر بيان صادر عن الحركة أن كل هذه الاتهامات كاذبة ومبنية على تحريات أمنية ملفقة. وطالبت الحركة مجلس نقابة الصحفيين بالتعامل بروح مهنية مع قضية الصحفيين المعتقلين والابتعاد عن تسييسها. كما طالبت النقابة بالضغط على سلطات الانقلاب لإعلان نتائج التحقيق في مقتل صحفيين، منذ انقلاب الثالث من يوليو/ تموز الماضي.