انطلقت في عدة مدن مصرية اليوم عقب صلاة الجمعة مظاهرات حاشدة استجابة للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في الجمعة التي أطلق عليها "الطلاب يشعلون الثورة" تنديدا بالانقلاب العسكري وانتهاكات قوات الأمن في عدة جامعات مصرية. ففي حي شبرا بالقاهرة، انطلقت مسيرات من أمام مسجد المصطفى عقب صلاة الجمعة، واجهتها قوات الأمن بطلقات الرصاص الحي والخرطوش في محاولة لتفريقها، وفق ما أفادت شبكة رصد الإخبارية. كما تجمعت مسيرات بحي مصر القديمة أمام مسجد عمرو بن العاص رفضا للانقلاب، ردد المتظاهرون خلالها هتافات مثل "رغم البرد ورغم السقعة برده هنهتف رابعة رابعة" في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية حيث سقط آلاف القتلى والجرحى على أيدي قوات الأمن التي فضت اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي حي المعادي، نظم رافضو الانقلاب وقفة احتجاجية أمام مسجد الريان رغم تساقط الأمطار، ورددوا هتافات تندد بالانقلاب العسكري وجرائمه بحق المتظاهرين السلميين وطلاب الجامعات. كما شهد حي العمرانية بمحافظة الجيزة انطلاق مسيرات مناهضة للانقلاب طالبت بعودة الشرعية ومحاكمة قادة الانقلاب، ونددت باقتحام قوات الأمن للجامعات واعتقال الطلاب والاعتداء عليهم. وفي المنوفية، خرجت مسيرات تندد بالانقلاب العسكري، وردد المتظاهرون خلالها شعارات ترفض الانقلاب ورفعوا شعارات رابعة. وفي قنا، فرقت قوات الأمن مظاهرات خرجت عقب صلاة الجمعة واعتقلت عددا من المشاركين بها. والأمر نفسه في المنصورة وبورسعيد التي أطلقت فيهما قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على المتظاهرين، واعتقلت عددا منهم. وفي محافظة بني سويف (جنوب) خرج مئات المتظاهرين منددين باقتحام الجامعات من قبل قوات الأمن، وتعبيرا عن رفضهم لما تعرض له الطلاب من انتهاكات. وفي مرسى مطروح (شمال غرب) انطلقت مسيرة رافضة للانقلاب العسكري من مسجد الفتح الإسلامي بعد صلاة الجمعة. كما شهدت محافظات الفيوم والمنيا والشرقية مظاهرات ومسيرات مماثلة. وانتفض الآلاف من أهالي محافظة الشرقية في عدة مدن منذ صباح اليوم وعقب صلاة الجمعة للمشاركة في مليونية "الطلاب يشعلون الثورة"، وللتأكيد على استمرار فعالياتهم الرافضة للانقلاب، والمطالبة برحيل العسكر، والقصاص لدماء الشهداء، والإفراج عن المعتقلين. وعبر المشاركون في التظاهرات والفعاليات التي شدتها منذ الصباح؛ فاقوس وبلبيس والعاشر من رمضان وأبو كبير والعدوة مسقط رأس الرئيس محمد مرسى، عن دعمهم لطلاب مصر الذين يقودون ويشعلون الثورة في حالة من الصمود يسطرها التاريخ لهم. واستنكروا اعتداءات أمن الانقلاب وداخليته على الطلاب والطالبات واقتحام الجامعات، داعين شرفاء الوطن للتصدى للانقلابيين وفضح ما يقومون به من جرائم تجاه طلاب وطالبات مصر وشبابها. فيما ندد عدد من المشاركين بارتفاع الأسعار وحالة الكساد والركود داخل أسواق المحافظة، وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وتفاقم المشكلات الحياتية دون تدخل من حكومة الانقلاب المنشغلة بملاحقة الرافضين لهم. وأكدوا رفضهم لوثيقة الانقلابيين السوداء، وقالوا إنها تؤسس لدولة القمع والظلم والاستبداد، وإنهم لن يشاركوا فيها، فالانقلاب باطل ودستوره باطل. وردد المشاركون في الفعاليات الهتافات والشعارات المناهضة لحكم العسكر، رافعين صور الرئيس محمد مرسى تحية لصموده، وصور الشهداء والمعتقلين وشارات رابعة الصمود. وأشار المشاركون في الفعاليات إلى استمرارهم حتى رحيل حكم العسكر وعودة الشرعية والكرامة التي سلبها الانقلابيون. وفي محافظة دمياط لم تمنع الأمطار والرياح الشديدة التي تشهدها المحافظة الأهالي من تنظيم مسيرات وسلاسل بشرية بمدن ومناطق مختلفة بالمحافظة للمشاركة في مليونية الطلاب عماد الثورة، التي دعا إليها تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب، لتحية صمود طلاب مصر، وتضامنًا مع طلاب جامعتي الأزهر والقاهرة، والتنديد باقتحام الجامعات والمدن الجامعية وقتل واعتقال الطلاب. ففي مدينة دمياط الجديدة خرج أهالي المدينة في مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام المركز الإسلامي الطبي جابت شارعى الصعيدي والكفراوي وبعض الشوارع المحيطة، ورددوا شعارات مناهضة لحكم العسكر وممارساته القمعية تجاه المتظاهرين السلميين والطلاب؛ منها "ليه ياسيسي ليه قتلت الطالب ليه" "الانقلاب هو الإرهاب" "مهما تشتي مهما تمطر يسقط يسقط حكم العسكر". كما رفع المشاركون شعارات رابعة وصور المعتقلين والشهداء من الطلاب وأبناء محافظة دمياط وطالبوا بالقصاص من قتلة الشهداء في المجازر المختلفة وداخل الحرم الجامعي. ولاقت التظاهرة ترحيبا كبيرا من المارة والمواطنين الذين لوحوا بشارات رابعة من داخل شرفات منازلهم، تعبيرا عن تضامنهم مع المطالب المشروعة ورفضا للانقلاب العسكري الدموي. فيما خرجت تظاهرة أخرى من مدينة الروضة بمركز فارسكور عقب صلاة الجمعة شارك فيها أهالي المدينة وحملوا صور الرئيس محمد مرسي وشارات رابعة الصفراء مرددين هتافات تطالب بمحاكمة قادة الانقلاب العسكري وعودة الشرعية. كما انطلقت من أمام مسجد الشرباصي بمدينة دمياط تظاهرة حاشدة لرافضي الانقلاب، رغم سوء الأحوال الجوية، ومع الأمطار والثلوج وشدة البرودة كان الإصرار من المتظاهرين أكبر على إكمال المسيرة وإعلان رفض الانقلاب وممارساته ضد الشباب والطلاب في الجامعات. ورفع المتظاهرون لافتات رابعة وصورًا للدكتور مرسي، وأخرى تطالب بمحاكمة القتلة والسفاحين والانقلابيين، كما ارتفعت الهتافات بمساندة ودعم الحراك الطلابي في الجامعات والمدارس، خصوصا في جامعتي الأزهر والقاهرة، اللتين شهدتا ممارسات غير مسبوقة استهدفت طلاب وطالبات الجامعتين باقتحام الحرم الجامعي والمدن الجامعية بنين وبنات، واعتقال وإصابة وقتل الطلاب والطالبات داخل المدرجات وساحات الجامعة وداخل مدنهم الجامعية. وحاولت مجموعة من البلطجية الاعتداء على المتظاهرين أمام مسجد الشرباصي بالأسلحة النارية والبيضاء ما أوقع بعض المصابين في صفوف المتظاهرين السلميين لكنهم أصروا على استكمال مسيرتهم. وفي حلوان اعتقلت قوات الأمن المصرية 3 سيدات من رافضي الانقلاب، وذلك خلال مشاركتهن بفعاليات مليونية "الطلاب يشعلون الثورة" والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة من عدة مساجد. وقال شهود عيان إن الحرائر اللائي تم اعتقالهن هم نهى محفوظ وعبير نصر وسيدة أخرى لم يتم التعرف هويتها حتى الآن، بحسب الحرية والعدالة. وهاجم بلطجية الانقلاب إحدى المسيرات المؤيدة الشرعية، بمنطقة عزبة البحر بالعوايد شرق الإسكندرية ، مدعمة بقوات من الجيش والشرطة ، وحاولوا تفريق المسيرة بالأسلحة البيضاء والخرطوش. وكان الآلاف من أهالى العوايد قد خرجوا فى مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة للتنديد بالانقلاب العسكرى، والاعتداء على طلاب جامعة الأزهر، ولكن تعرضت المسيرة لهجوم من قبل عشرات البلطجية بمنطقة عزبة البحر، مما أدى إلى وقوع إصابات بجروح قطعية وخرطوش. وتكرر المشهد نفسه في مدينة برج العرب غرب الإسكندرية، بالقرب من مقر الاحتجاز القسرى للرئيس محمد مرسى، حيث هاجمت قوات الجيش والشرطة، مسيرة حاشدة لثوار برج العرب بمنطقة ال800. وأسفر الهجوم عن سقوط عشرات الإصابات بالاختناق والخرطوش جراء استخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش. وفي مدينة الفيوم اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الرافضين للانقلاب بعد اعتداءات الأمن على المسيرة لفضها، ما أدى لمقتل متظاهر. وكان المتظاهرون قد تجمعوا بشارع البوستة أكبر شوارع مدينة الفيوم، للمشاركة في مسيرة "الطلاب يشعلون الثورة" التى دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية، حين اعتدت الشرطة عليهم لتفريقهم، فاندلعت اشتباكات، لقي فيها أحد المتظاهرين مصرعه نتيجة إصابته بطلق ناري. وتشهد حاليًا شوارع المحافظة حالة من الكر والفر بين المتظاهرين الذين تفرقوا في تجمعات بعدة مناطق بالمحافظة ويهتفون ضد الأمن وقوات الجيش التي رافقت الشرطة في فض التظاهرات، وفقا لموقع مصر العربية. كما تشهد مصر مظاهرات ومسيرات احتجاجية بشكل يومي ضد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي، وتصاعدت حدة هذه الاحتجاجات عقب قيام قوات الأمن بارتكاب مجزرة عند فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى.