يقوم المخطط الاستعماري الامريكي الشرق الأوسط الكبير، والمصمم لتمزيق المنطقة وبضمنها اليمن كجزأ من بلاد الاسلام، واعادة رسم خارطتها، على بعدين: البعد الأول: تركيز العلمانية ونظامها الرأسمالي الديمقراطي بإلباسها ثوب اسلامي، وهذا الأمر تتكفل القاعدة بتنفيذه بتشويه الإسلام وتنفير الناس من الحكم به، و الاسلامون المعتدلون بالمجئ الى الحكم لاعادة انتاجها وتطبيقها باسم الاسلام. كما جرى في مصر وتونس وليبيا، وقبل ذلك في السودان وتركيا. والبعد الثاني:إعادة تفتيت المنطقة ورسم خارطتها بالفدرلة لتحويلها إلى دويلات على أسس طائفية وإثنية، وهو ما تتكفل بتنفيذه إيران والسعودية باللعب بالمذهبيين والطائفيين، ممن يتخذون من المذهبية دينا وهوية "سنة" أو "شيعة" كانوا! واستخدامهم وقودا وضحايا لهذا المخطط الاجرامي، وسواء بوعي او دون وعي نتيجة لقلة وعيهم السياسي. مؤتمر الحوار في اليمن: خلص مؤتمر الحوار الوطني في اليمن _الذي جرى برعاية امريكية أوروبية وتمويل اقليمي_ إلى اصدار ما سمي(وثيقة بن عمر). والمدقق في ما تضمنته الوثيقة يجد انها تتبلور في ثلاثة أفكار رئيسة: أولها: ضرب وحدة البلاد وبذر بذور الانفصال والتقسيم، باقرار الفدرلة. والتي هي في الحقيقة أسلوب امريكي للتقسيم الناعم اثبت عمليته وفاعليته في العراق والسودان. ثانيها: إقرار العلمانية وحقوق الانسان، وكذا الديمقراطية(الارادة الشعبية)، اساسا لشرعية وبقاء الاتحاد بين الدويلات الفدرالية التي ستصنع على انقاض وحدة اليمن واهله، وهو ما يعني تكريس العلمانية وقيمها ورهن بقاء الاتحاد الفدرالي بمزاج الناس وأهواء من يقودهم من الخونة العملاء للخارج. وهو ما يشكل ضربة قاسية للاسلام ومفاهيمه واحكام الشرعية – تقرير يمن فويس . ثالثها: وضع اليمن واهلها ومقدراتها تحت الوصاية الدولية بشكل أبدي. فهل يعي أبناء الاسلام في اليمن خطورة المؤامرة ومكائد الكفار المستعمرين وعملائهم المحليين، فينبذا الهويات الضيقة والمنحطة، سواء المذهبية الطائفية، أو المناطقية، وكذا الروابط القومية والمناطقية، ويتصدون لوثيقة الخيانة والمؤامرة ويسقطوا العلمانية ونظامها الرأسمالي الديمقراطي الكافرة، ويلتفوا حول إسلامهم، بوصفه: عقيدة توحيد ووحدة ، فكرة نهضة ونظام مجتمع ودولة، ورابطة تجمع ؛ فيحقن بعضهم دماء بعض، ويهبوا لاستئناف الحياة الاسلامية فيتحقق الإنقاذ والنهضة، ويتنزل نصرالله، ونفوز برضوانه وسعادة الدنيا والاخرة وكرامتهما، ونعود كما شاء الله أن نكون أمة في دولة، ودولة في خير أمة أخرجت للناس. ( يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) صدق الله العظيم. المصدر – يمن فويس