وقوات القذافي تقصف الزاوية بعنف بعد معارك عنيفة مع قوات القذافي، أعلن الثوار الليبيون تمكّنهم من صد الهجوم التي شنته تلك القوات على مدينة مصراته. وقال شاهد إن المواجهات بين الجانبين دارت على مدخلي المدينة الغربي والجنوبي، فيما تعرضت مدينة الزاوية لقصف عنيف من قبل القوات الموالية للقذافي، وأعلن الثوار الليبيون انسحابهم من بلدة بن جواد الواقعة إلى الشرق من سرت بعد معارك عنيفة. وفيما احتفل أنصار القذافي في العاصمة طرابلس باستعادة بعض المدن من سيطرة الثوار، نفى شهود عيان سقوط تلك المدن بيد القوات الموالية للقذافي، وهو ما أكدته بعض وكالات الأنباء العالمية. أما في (الزاوية)، فقد ذكرت الأنباء الواردة أن قوات القذافي تحاول اجتياح المدينة، مدججة بدبابات وأسلحة رشاشة، وذكر شهود عيان إن قصفاً عنيفاً وعشوائياً تتعرض له المدينة. وكانت (الزاوية) شهدت بالأمس السبت معارك وصفت بأنها الأعنف حتى الآن حيث قصفت القوات التابعة للقذافي المدينة بالدبابات لكنها فشلت في دخولها أمام دفاعات الثوار. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن طبيب أن القوات التابعة للقذافي ارتكبت (مجزرة) في الزاوية. وتضاربت الأنباء الواردة حول مسار عمليات القتال، وكذلك حول أسباب إطلاق النار الذي شهدته منطقة العزيزية في العاصمة طرابلس حيث مقر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. فمن فجر اليوم الأحد، بدأ التلفزيون الحكومي بث أنباء عن استرجاع كتائب تابعة للحكومة في طرابلس السيطرة على مدن الزاوية ومصراته وراس لانوف، وهو ما نفاه شهود عيان، حيث أكدوا أن هذه المدن جميعها لاتزال تحت سيطرة الثوار، وهو ما أكدته لاحقاً وكالات الأنباء العالمية. وكان التلفزيون الحكومي الليبي نقل عن مصدر عسكري قوله إن القوات الحكومية في طريقها إلى بنغازي أكبر معقل للثوار، وفي غضون ذلك نقلت وكالة أنباء رويترز عن مصادر في المعارضة الليبية أن قوات تابعة للقذافي هاجمت اليوم محتجين في بلدة بن جواد شرق ليبيا. لكن شهوداً عيان أكدوا أن القوات الموالية للعقيد القذافي المتمركزة في محيط الكلية الجوية خارج مدينة مصراته شرق العاصمة طرابلس انسحبت خارج المدينة، بينما أعاد بعضها التمركز بين مصراته ومدينة زْليطِن القريبة من العاصمة طرابلس، وهو ما يؤشر بحسب الشهود إلى إمكانية اندلاع معركة كبيرة على مشارف العاصمة. وأفادت مصادر الثوار باحتمال قيامهم بشن هجوم كاسح لاقتحام مدينة طرابلس، وذلك بعد التحامهم مع عناصر من المنطقة الشرقية. من جهة أخرى، أجبرت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي المعارضة المسلحة اليوم الأحد على التقهقر من المناطق المحيطة ببلدة بن جواد الواقعة بين راس لانوف التي تسيطر عليها المعارضة وسرت مسقط رأس القذافي التي توجه المعارضة أنظارها إليها الآن. ووصلت عشرات المركبات المزودة بالأسلحة الآلية الثقيلة من الغرب إلى راس لانوف حيث كان المقاتلون المعارضون قد ذكروا في وقت سابق أن الموالين للقذافي في بن جواد الواقعة على بعد 160 كيلومترا من سرت شنوا هجوما في وقت سابق. وخلال القتال قال محتجون ليبيون انهم أسقطوا طائرة هليكوبتر. وقال ثلاثة من المعارضين المسلحين لوكالة (رويترز) إنهم شاهدوا الطائرة الهليكوبتر وهي تسقط في البحر. ولم يتسن الحصول على الفور على مزيد من التفاصيل. وقال مقاتل مصاب عائد من راس لانوف إن الموالين للقذافي هاجموهم بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. وعندما سئل ماذا رأى أجاب بكلمة واحدة هي (الموت). وقال مقاتلون آخرون في راس لانوف إنهم تلقوا أنباء الهجوم من على الجبهة بالهاتف. وقال خميس الليبي عضو المعارضة المسلحة (بعض الناس أبلغونا أن قوات القذافي في بن جواد. رصاص القناصة أصاب بعض المحتجين). وقال منصور ميلود وهو مقاتل آخر (معهم قذائف صاروخية وبنادق آلية… وقع هجوم على بن جواد). ولم يتضح على الفور ما إذا كان هذا هجوما منسقا أم عملية كر وفر على المعارضين. وقالت الحكومة يوم الأحد إنها طردت المحتجين الذين سيطروا على شرق ليبيا منذ أكثر من أسبوع ليتراجعوا إلى بنغازي معقلهم بالشرق. لكن الواضح أن المحتجين مازالوا يسيطرون على بنغازي وبلدة راس لانوف النفطية المهمة التي سيطروا عليها ليل الجمعة. وقال شاهد في راس لانوف (جميعهم هنا من المعارضة). وقصفت طائرة مقاتلة راس لانوف يوم الأحد لكن لم يصب أحد بسوء. وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس يوم الأحد إن بلاده لها فريق دبلوماسي صغير في مدينة بنغازي بليبيا. وأحجم عن التعقيب على تقرير مفاده أن محتجين ليبيين خطفوا أفراد وحدة من القوات الخاصة البريطانية. وقال أحد قادة المعارضة المسلحة في وقت سابق إن قواته تحركت من بن جواد غربا وتسيطر على بلدة النوفلية على بعد 120 كيلومترا من سرت إذ ينتظرون دعوة من المواطنين في سرت قبل التقدم. وقال العقيد بشير عبد القادر لوكالة (رويترز) إن السيطرة على سرت ليست صعبة وأضاف أنه يعتقد أن 70 في المئة من المواطنين هناك مع المعارضة المسلحة غير أنهم طلبوا من المعارضة عدم الذهاب إلى هناك خوفا من المعارك العنيفة. وقال إن المعارضة ستنتظر إلى أن تتلقى اتصالا من سرت لإبلاغها حين يكون الناس هناك مستعدين. وقال العقيد عبد القادر الذي تحدث خلال مؤتمر صحفي في راس لانوف بوقت سابق إن هناك نحو ثمانية آلاف من مقاتلي المقاومة بين راس لانوف والنوفلية وأن قوات القذافي تعزز بلدة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي. وقال عبد القادر إن إخوانهم موجودون في سرت وأنهم لن يقبلوا بهذا الوضع وتابع أنهم يعرفون أن القذافي (قاتل) وسرق أموالهم وسيقفون في صفهم نافيا أحدث تصريحات الحكومة الليبية بأنها تسيطر على راس لانوف. وأضاف أن الكثير من الناس في سرت يؤيدون المعارضة المسلحة ومستعدون للانضمام لها. وقال إن المعارضة أسقطت طائرة في راس لانوف وطائرة هليكوبتر في النوفلية. وقال عبد القادر عن قوات المعارضة المسلحة إنها ليست جيشا منظما ولا تستخدم أساليب الجيش وأن أساليبها ثورية إذ لا يضع أفراد قوات المعارضة الموت في اعتبارهم مثلما تفعل القوات المنظمة. وقال إن هذه طبيعة الثورات الشعبية فلا يمكن السيطرة عليها مشيرا إلى أن عشرة في المئة فقط من القوات من القوات النظامية. وقال إنه في ثاني أكبر مدينة بشرق ليبيا حيث اندلعت الانتفاضة قال العقيد الأمين عبد الوهاب عضو المجلس العسكري لمنطقة بنغازي أن المجلس تلقى اتصالا من أعضاء بقبيلة القذاذفة التي ينتمي لها القذافي في سرت ويريدون التفاوض وأضاف أنه لن تكون هناك مفاوضات مشيرا إلى إن أفراد القبيلة سألوهم عما يريدونه وكان ردهم هو أنهم يريدون إسقاط القذافي. وقال عبد الوهاب إن جنودا ينتمون لقبائل الفرجان أعدموا لرفضهم قتال المعارضة المسلحة. وأضاف أن قبيلة الفرجان في سرت انضمت للعصيان بسبب الأعمال الوحشية هذه لكن المشكلة هي أنهم غير مسلحين وقال إن النظام زود قبيلة القذاذفة فقط بالسلاح. وتابع أن القذافي ربما يكون له أكثر من 20 ألف مقاتل في سرت مشيرا إلى أن المدينة بها قوات الساعدي ابن القذافي التي تضم أربعة ألوية علاوة على أبناء القبيلة. وقال إن قائد الكتبية التي يمثل القذاذفة 90 بالمئة منها هو عبد الله مسعود ابن عم القذافي. قوات موالية للقذافي تهاجم بلدة مصراتة الليبية وقال أحد سكان بلدة مصراتة الليبية اليوم الأحد إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تستخدم نيران المدفعية والدبابات في هجوم على البلدة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة. وأضاف الشاهد ويدعى محمد (قتال شرس للغاية يدور الآن عند المدخل الغربي للبلدة. اندلع القتال قبل نحو ساعة بعد هجوم شنته ألوية تابعة -لابن القذافي- خميس). واستطرد (يدمرون كل شيء يجدونه. يستخدمون نيران مدفعية ودبابات. الثوار يبذلون قصارى جهدهم لمنعهم من الوصول إلى وسط البلدة). محتجون ليبيون يصدون هجوما على الزاوية وقال متحدث باسم المحتجين الليبيين اليوم الأحد إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي شنت هجوما جديدا على بلدة الزاوية التي يسيطر عليها المحتجون والواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة لكن المحتجين صدوا الهجوم. وقال يوسف شاقان المتحدث باسم المحتجين (هذا الصباح كان هناك هجوم جديد أكبر من هجوم الأمس. نشب قتال لمدة ساعة ونصف الساعة… قتل شخصان من جانبنا وأصيب كثيرون… الوضع هاديء الآن).