شهدت ولاية صحار العُمانية تصعيدا جديدا مساء أمس حينما اصطدم مئات المتظاهرين المطالبين بوظائف وتحسين الأجور مع قوات الأمن، ونقلت وكالة رويترز أن شخصا توفي متأثرا بجراحه بعدما أصيب بعيار مطاطي. وأفاد شهود عيان أن المحتجين قذفوا الأمن بالحجارة والذي رد بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم، مشيرين إلى أن الشرطة استخدمت خراطيم المياه لإنهاء الاحتجاجات التي جاءت بعد ثلاثة أيام من حملة ضد المحتجين لمحاولة إخلاء ساحة رئيسية في صحار اعتصم فيها نحو مائة شخص لأسابيع. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي أن شابا يبلغ من العمر 25 عاما أصيب في الاشتباكات لفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله إلى المستشفى. غير أن مصادر طبية بمستشفى صحار قالت للوكالة الألمانية إن الشاب لم يمت وأنه أصيب بجروح خطيرة، غير أن والده الذي يدعى خليفة سالم العلوي أكد لرويترز مقتله متأثرا بإصابته في الرأس، مضيفا أن جثة نجله "ستبقى في المشرحة إلى أن تحقق الحكومة في الحادث". إطلاق معتقلين وطالب المتظاهرون بالإفراج عن معتقلين احتجزتهم قوات الأمن بعد أن فضت اعتصاما في دوار الكرة الأرضية بوسط مدينة صحار فجر الثلاثاء الماضي. ووفق شهود فإن قوات الأمن أطلقت الرصاص المطاطي باتجاه المتظاهرين واستخدمت المياه الساخنة والهراوات لتفريقهم. وأبلغ نشطاء رويترز أن ثمانية مصابين نقلوا إلى المستشفى أحدهم كان في حالة خطيرة. وفي العاصمة مسقط تجمع نحو 150 شخصا أمام مجلس الشورى (الغرفة المنتخبة بالبرلمان) في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، لكن لم يكن هناك وجود أمني ملحوظ وفق ما نقلته رويترز عن شاهد عيان. وذكر منظمون للوكالة أنهم في انتظار وصول مزيد من المحتجين من صحار، وأنهم يعتزمون تنظيم مسيرة إلى مقر الحكومة اليوم السبت. وتركز مطالب العُمانيين على تحسين الأجور وتوفير وظائف وإنهاء الفساد في الدولة، في حين طالب كثيرون أيضا بمحاسبة الحكومة على اعتقال مئات المحتجين في صحار. وقدمت دول الخليج الغنية برنامج مساعدات يبلغ حجمه عشرين مليار دولار لعُمان والبحرين في إجراء من شأنه أن يتيح للبلدين توفير فرص عمل وتحديث البنية التحتية والإسكان. وأمر سلطان عُمان قابوس بن سعيد بزيادة الرواتب في خطوة لتهدئة الاحتجاجات، لكن المتظاهرين والعمال واصلوا تنظيم اعتصامات بما في ذلك في مصفاتين للنفط بالسلطنة قبل نحو أسبوعين.