السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    دولة الأونلاين    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    تعاميم الأحلام    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    سالم العولقي والمهام الصعبة    يافع تودع أحد أبطالها الصناديد شهيدا في كسر هجوم حوثي    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    لليمنيّين.. عودوا لصوابكم ودعوا الجنوبيين وشأنهم    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    نصف الراتب المتعثر يفاقم معاناة معلمي وأكاديميي اليمن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصيان مدني تعريفه و وسائله و أهدافه
نشر في إخبارية يوم 04 - 04 - 2011

هذه الرسالة إلى كل مواطن يمني حر شريف يرفض الظلم والقهر ويقاوم الإستبداد , أنظروا إلى ماآلت إليه حال بلادنا من فساد وظلم وقهر و قتل فهذا هو الحل الأخير العصيان المدنى .. جربنا المظاهرات والإحتجاجات والحمد لله أتت ثمارها بعد مدة من الكفاح , والآن نجد الإعتصامات والإضرابات فى كل مكان فى اليمن ولكنها تحتاج لمزيد من الترشيد والتوجيه حتى لاتكون كما يقول المثل جعجعة بلا طحين . إنى أخاطب فيكم ظمائركم الحية لان الحياة الكريمة لا يطلبها إلا الاحرار و الشرفاء في بلادنا العزيزة فهلموا أيها الأحرار هلموا ايها الشرفاء ,
هذا لكى نساعد يمننا للقيام من غفوتها كتبت ورتبت مختصر عن العصيان المدنى تعريفه وسائله أهدافه :
عصيان مدني :
العصيان المدني هو تعمُّد مخالفة قوانين وطلبات وأوامر محددة لحكومة أو قوة احتلال بغير اللجوء إلى العنف. وهو أحد الأساليب الأساسية للمقاومة السلمية.
في أكثر أشكاله مسالمة، المعروف بالاسم الهندي "أهيمسا" (بالديفنگاري: अहिंसा) أو "ساتياگراها" (بالسنسكريتية: सत्याग्रह) فإنه يُفسَّر بأنه "تضامن في شكل خلاف محترم".
العصيان المدني هو أحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين غير العادلة، وقد استخدم في حركات مقاومة سلمية عديدة موثّقة؛ في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية، وفي حركات السلام حول العالم.
و بالرغم من اشتراك العصيان المدني مع الإضراب (و خصوصا الإضراب العام) في كونهما وسيلتان تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها، إلا أن الإضراب متعلق بحقوق العمال في مواجهة صاحب العمل (و الذي يمكن أن يكون هو الحكومة).
تمثلت إحدى أبكر تطبيقات العصيان المدني وأوسعها نطاقا في لجوء المصريين إليه ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية .
الهدف :
بعض الناس يستخدمون العصيان المدني شكلاً من أشكال الاحتجاج لإثارة الانتباه إلى ما يعتقدون أنها قوانين وسياسات غير عادلة لا تتفق والدستور، ويأملون أن يحرك عملهم هذا الآخرين، لإصلاح مالا يتفق والعدالة. وأناس آخرون يعدون العصيان المدني مسألة اعتقاد فردي ديني أو أخلاقي. وهم يرفضون إطاعة القوانين التي يعتقدون أنها تنتهك مبادئهم الشخصية.
كان الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثورو (Henry David Thoreau) هو رائد النظرية الحديثة في هذه الممارسة في مقالته المنشورة عام 1849 بعنوان "العصيان المدني" (بالإنجليزية: Civil Disobedience) والتي كان عنوانها الأصلي "مقاومة السلطة المدنية" (بالإنجليزية: Resistance to Civil Government"). وكانت الفكرة الدافعة وراء المقالة هي الاعتماد على الذات وكيف أن الموقف الأخلاقي للفرد يكون سليما إذا كان بوسعه "مفارقة غيره" عند اختلافه معه؛ أي أنه ليس على الفرد محاربة الحكومة، لكن عليه أن لا يدعمها في أي شيء وأن لا يستفيد من دعمها له في أي شيء إن كان معارضا لها. كان لهذه المقالة أثر بالغ في عديد من ممارسي العصيان المدني لاحقا. في هذه المقالة يفسر ثورو أسبابه في رفض دفع الضرائب كفعل احتجاج ضد العبودية وضد الحرب المكسيكية الأمريكية.
كذلك كانت مقالة "منهج العبودية الاختيارية" (بالأوسيتية: Discours de la servitude volontaire) التي وضعها القاضي الفرنسي إتيَن لابوَتي (Etienne de La Boétie)، أحد المصادر المبكرة التي دفعت بفكرة أن الطغاة يحوزون القوة لأن الناس يمنحوها لهم، وأن "هجرَ المجتمعِ الحريةَ يتركه فاسدا مفضلا عبودية المحظيات على حرية من يرفض التسلط ويأبى الخضوع". وبهذا فقد ربط لابوَتي بين النقيضين التسلط والخضوع وهي العلاقة التي سيؤطرها فيما بعد المفكرون اللاسلطويون (الفوضويون). وبالدعوة إلى حل يتمثل في بساطة في رفض دعم الطاغية فإنه يكون أحد أبكر من دعوا إلى العصيان المدني والمقاومة السلمية. كتب لابوَتي المقالة عام 1552 أو 1553 عندما كان لا يزال طالبا في الجامعة في الثانية والعشرين من عمره، وجرى تداولها سرا ولم تطبع حتى 1576 بعد موت لابوَتي عام 1563.
العصيان المدني والعمل المباشر:
وبحسب استجابة الخصم تكون طبيعة النشاط . فقد يكون من الضروري أحياناً أن يأخذ العصيان المدني صورة العمل المباشر الرمزي، بمعنى أن يصبح الهدف هو الوسيلة. ومن الأمثلة على الفعل المباشر الرمزي ما قامت به حركة السلام في السويد عندما قامت بإعاقة جدية لتصدير السلاح في عام 1983، حيث تمكنت مجموعة من النشطاء – رغم ضعفها التنظيمي – من تعطيل سفينة محملة بالسلاح لمدة ساعة، مرسلة برسالة رمزية بضرورة وقف تصدير السلاح كليةً، وفي نفس الوقت فقد حققت هدفها بشكل رمزي ومنعت تصدير السلاح فعلاً في هذا النشاط.
لم يصُغ ثورو مصطلح "العصيان المدني" ولم يستخدمه أبدا، إلا أنه بعد أن نُشرت عام 1849 محاضراتُه التاريخية لعام 1849 بدأ مصطلح "العصيان المدني" يظهر في عديد من الفعاليات والمحاضرات ذات الصلة بالعبودية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذا فحين نُشرت محاضرات ثورو تحت عنوان "العصيان المدني" (بالإنجليزية Civil Disobedience) عام 1866 بعد موته بأربع سنوات كان المصطلح قد راج .
نظريات وأساليب :
عند اللجوء لاستخدام نمط فعال من العصيان المدني قد يتم اللجوء إلى المخالفة العمدية لبعض القوانين، مثل سد الطرق على نحو سلمي أو احتلال منشآت بشكل مخالف للقانون. يمارس المحتجون هذا النوع من الشغب غير العنيف بهدف دفع السلطات إلى اعتقالهم أو حتى مهاجمتهم أو الاعتداء عليهم. وعادة ما يتلقى المحتجون تدريبات مسبقة على كيفية التصرف عند اعتقالهم أو مهاجمتهم بحيث تأتي أفعالهم بمسلك يَنمُّ عن مقاومة ورفض هادئين للسلطة لكن دون تهديد ودون اعتداء ولو حتى بغرض الدفاع عن النفس.
على سبيل المثال، فقد وضع غاندي القواعد التالية:
من خلال ما تقدم فان احسن ما يوصف به العصيان المدني هو انه عبارة عن حوار , حوار مع الخصم من خلال انشطة المقاومة ومحاكمات النشطاء وهو ايضا حوار مع المواطنين يستند على لبتحدي الذي تمثله العقوبات والمناقشة التالية تدور حول موضوعين الموضوع الاول عما هو ممكن وماهو غير ممكن والموضوع الثاني عما هو صحيح وعما هو خطا .
من خلال محاولاتي الاولى في العمل السياسي والحزبي وانا في سن المراهقة تعلمت كيف يتم الفصل بين ماهو صحيح وماهو ممكن ولكن تقاليد ومبادئ اللاعنف تقول عكس ذلك اذ انها مبنية اصلا على العلاقة الوثيقة بين القيم الاخلاقية وانشطة اللاعنف وهي علاقة كما اعتقد يشوبها الكثيلر من التعارض وعدم التجانس .
نسمح لانفسنا احيانا ان يتحكم الاخرون بتصرفاتنا وسلوكنا من خلال رؤيتنا وقناعتنا لما يمكن عمله ولكننا عند التطبيق يتاكد لنا ما اذا كان ذلك ممكنا او ما اذا كان يجب علينا ان نغير هذه القناعات ففي مفاوضات نزع السلاح مثلا يكون من البديهي ان السلطة او الحكومة هي التي تقرر ان الاسلحة يجب نزعها او تدميرها لكن عندما يبدا عمال المصنع نفسه مع نشطاء اخرين بابطال مفعول هذه الاسلحة او نزعها من خلال انشطة العصيان المدني تتغير نظرتنا لما هو ممكن او غير ممكن او من بامكانه فعلا ان يقوم بهذا العمل .
تفسيرنا ورؤيتنا التقليدية لما هو صحيح يتحكمان بسلوكنا الى حد كبير ولمن تطبيق عمل ما قد يؤكد هذه الرؤيا او قد يجعلنا ان نغيرها فاطاعة القانون وعدم تخريب الممتلكات مبدان اخلاقيان متجذران في ثقافتنا ولكن حين يقوم نشطاء البيئة بتفكيك مكائن والات مضرة بالبيئة في الوقت الذي يحمي فيه القانون هذه المعدات اي يحمي الاضرار بالبيئة وتخريب الطبيعة سيكون من المعقد جدا ان نفهم هذا التعارض بين القضيتين . وهكذا نواجه بالضرورة الملحة لزيادة فهمنا للفرق بين ما هو صحيح وما هو خطا.
لاجل مواصلة الحوار حتى لا يظل احد فريقي الحوار صامتا او محاصرا استعمل غاندي طريقة في المقاومة اشبه ما تكون بدرجات السلم . وهذا يعني ان الحملة تبدا اولا بالمفاوضات ثم تتصاعد الى الاحتجاج ثم الى المقاطعة ثم عدم التعاون مع السلطات ثم العصيان المدني . واذا لم يؤت هذا كله اي نتيجة فيجب الا يشعر المشاركون بالياس وانما عليهم ابتكار اسلوب اخر من المقاومة .
ففي مسيرة الملح الشهيرة عندما كسر الهنود قانون الاستعمار البريطاني وبداوا يستخلصون الملح من البحر سال احد الصحفين غاندي ماذا سيعمل لو ان السلطات لم تستجب لذلك اجاب :
" عندئذ ساصعد من الحملة " .
ان استجابة الخصم جزء ضروري في المقاومة بغض النظر عما اذا كانت هذه الاستجابة على شكل تنازلات او ايداع النشطاء في السجن اذ ليس بالضرورة ان تكون هذه الاستجابة نهائية كما يدعي رجال المقاومة المسلحة حيث انها عبارة عن مجرد موقف وهذا الموقف قابل للتغير .. وهكذا حينما نفرض الاستجابة على الخصم انما نجر المجتمع كله من مسؤولين ومواطنين الى حوار مكثف .
من الضروري جدا ان يستمر هذا الحوار والا يتوقف بسبب توقف المقاومة بمستوى معين او يتم تجاهله ورغم ان اصوات هذا الحوار قد تم تسكيتها من قبل الخصم , ي بقى الاذكياء والاقوياء هم في النهاية ممن يواصلون صعود السلم بخطوات اوسع . هناك نقطة مهمة لا بد لي من ذكرها وهي ان بعض النشطاء غير المتهيبين من السلطة قد يفسدوا الفرصة في استمرار الحوار وذلك من خلال حماسهم في دفع المقاومة الى الامام بشكل اسرع مما يجب وهكذا يجد النشطاء نفسهم محاصرين انما يعود ذلك الى هذا التسرع في تصعيد المقاومة ولذلك فان بعض الانشطة غير الناجمة يعود سبب فشلها الى الشعور بالاحباط لدى النشطاء ونفاذ صبرهم وتغلبهم ذلك على المحاولة المخلصة لانشاء جسور اتصال مع الخصم .
احيانا يبدو ان العصيان المدني الذي يقود الى عقوبات طويلة اقل اثارة للجدل من انشطة المقاومة التي تقود الى غرامات قليلة . هناك سببان لذلك فعندما يكون الخطر اقل بالنسبة للمشاركين يتركز الاهتمام على طبيعة النشاط نفسه بينما في الا نشطة الاقوى التي تكون فيها العقوبات اقسى يتركز الاهتمام على استجابة وموقف السلطات ويتزايد تساؤل المواطنين عن هذا الموقف – طبعا مع افتراض ان النشاط المعني يمتلك المقومات الاخلاقية والاستمرارية . اما اذا لا تكون هناك نتائج قانونية مهمة يعمد النشطاء الى اثارة واستفزاز الخصم لاضفاء صفة الاقوى على موقفهم من موقف الخصم ولكنني اعتقد ان هناك اساليب اخرى لبذء حوار افضل بكثير من اثارة واستفزاز الخصم .
اخلاقيات منهج العصيان المدني .
العصيان المدني لا يضع احدا فوق القانون حتى عندما يكسر او يتجاهل نشطاؤه هذا القانون . فالمشاركون في اي نشاط للعصيان المدني لا يتسللون او يتهربون من عواقب او نتائج انشطتهم فالعصيان المدني هو عمل سياسي يواجه القانون ويطالب باستيعاب اكثر وممارسة افضل لمفهوم العدالة ولكن هذا الادعاء ليس اننا اصبنا كبد الحقيقة وانما هو نقطة البداية في حوار يؤمل منه الوصول الى قناعات واتفاق حيث هناك الكثيلر من مواطن النجاح في هذا الادعاء وخاصة فيما يتعلق بالحقوق المشروعة في الاضراب وحرية الاديان والمعتقدات.
في بعض الاحيان يصبح من الضروري ان تضع نفسك فوق القانون وعندما ستختار طريقة اخرى غير العصيان المدني ربما تكون اكثر فعالية , فعندما يتعرض اللاجئ في بلد ما للاضطهاد والانهار القسري مثلا عندئذ يصبح العصيان المدني غير مناسب لهذه الحالة . كذلك لا يمكن اعتبار اخفاء اللاجئين عملية انسانية لها نتائج سياسية الا حينما يعرض اللاجئون قضيتهم ويناقشوها بصورة علنية مع الجمهور عندئذ فقط يمكن اعتبار هذا النشاط جزء من العصيان المدني .
ماالذي يعطينا الحق لكسر القانون ؟
مطالبة الشخص بحقه في تلبية نداء الضمير قد يؤدي الى كثير من المشاكل اذ يعتمد ذلك على كيفية تعريفنا لهذا المفهوم فاذا كان ذلك يعني اقتناع في شخص بهذا المفهوم يصبح عندئذ تبريرا لاي عمل او نشاط يقتنع الشخص به بغض النظر عن طبيعة اهدافه والوسائل لتحقيقه . يبدا ثوراو مناقشة للضمير والطريقة التي يمكن معها معرفة المسؤليات الاساسية للشخص تجاه الاخرين وعدم احقيته بالحاق اي اساءة او اي شكل من اشكال الظلم بهم . في كتابه " فالد " يؤكد ثوراو على حقوق الحيوان وحقوق الطبيعة ايضا وبهذا فانه يرسي القواعد الاساسية لامكانية عمل اي نشاط للعصيان المدني في حدود فهمنا لما هو صحيح حقا كما يعتقد ان نشطاء العصيان المدني مسؤولون امام الحقوق حينما يعتقدون ان ما يعملون يضمن هذه الحقوق . كما يعتقد ان الضمير هو خارج حدود الاقتناع الشخصي للفرد . يمكن تفسير اراء ثوراو هذه على انها افكار ضمن " المعرفة العامة " لما هو صحيح وما هو خطا .
يعتقد غاندي ان الحقيقة مطلقة لكنه يدعي ان فهمنا للحقيقة قابل للتغيير . ليس هناك من معرفة مطلقة مما هو صحيح . الضمير هو حصيلة لخبرات الشخص ويتقرر في ضوء موقف تاريخي وقد يكون العصيان المدني تفسيرا متطرفا لقيم واخلاقيات المجتمع الحالي وهذه الاخلاقيات والقيم تختبر اثناء محاكمة النشطاء بمدى علاقتها لوجهة نظر الخصم ومواقفه . وبما ان انشطة العصيان المدني تتم بوضح النهار وامام الجمهور فانها تصبح تحديا للاخرين ليشاركوا في هذا الحوار . وهذا ما يمنع النشطاء من تطوير مفاهيم اخلاقية خاصة بهم تؤدي بهم الى الانعزال .
لا يكون العصيان المدني موثرا وفعالا الا عند ما يبدو للاخرين اخلاقيا ولذلك فهو غير موثر ولا فعال عندما يستعمل لاغراض غير اخلاقية او بصورة ادق لاغراض يراها الاخرون غير صحيحة . من الطبيعي ان هناك اشكالا من العصيان المدني فعندما يضع بعض النشطاء العقبات امام امكانية اجراء حوار مع الخصم انما هم في الحقيقة يعززون موقفه ويزيدون من قوته وهذا ما نسميه باحوار السلبي اذ ان امكانية تفهم المواطنين للموقف المعني او اعطاء راي معين تقل بينما يزداد الدعم للخصم . اما اذا كان الامر بالعكس وكان الخصم هو البادئ في قطع الحوار لاسباب تكتيكية فسيزيد ذلك من امكانية خلق حوار بين النشطاء من جهة وبين المواطنين الاخرين من جهة اخرى . وهذا التطور شائع في هكذا موقف . . اذ حينما يشعر الخصم ان السكوت يقلل من قوته ومن تاثيره تزداد فرص استئناف الحوار المثمر بين الطرفين وهكذا فان سكوت الخصم يعتبر عنصرا اساسيا في هذا الحوار ولكن ذلك يجب الا يفهم بانه حوار سلبي ينتج عن قطع الحوار من قبل نشطاء المقاومة انفسهم .
وهكذا يتضح مما تقدم كيف ينسج العصيان المدني المنهجية مع الاخلاقيات الى درجة يصعب معها فصل احدهم عن الاخر .
يعتقد غاندي ان كلمة ساتياكراها مكملة لمفهوم كبدا اللاعنف فكلمة ساتيا تعني الحقيقة وهي تاتي اصلا من كلمة " سات " التي تعني وجود . " اكراها " تعني التمسك ب " وهو يستعملها كمرادف ل " قوة " وبذلك فان الكلمة تعني بالكامل " قوة الحقيقة " . يعتقد غاندي انه طالما لا يعرف احد ما تعنيه الحقيقة بالضبط فليس لاحد الحق في ان يفرض الحقيقة على احد بالقوة . كذلك تستعمل " ساتياكراها " بدلا من الصبر وبما ان الصبر تعبيرا عن تحمل ومعاناة طوعية للشخص فالعصيان المدني اذن هو جزء من " الساتياكراها " .
هناك استعمالات لمعنى او تعبير اللاعنف في عصرنا الحالي : بدون عنف ، او مقاومة ضد العنف . من المهم جدا ان يعلن مسبقا ان النشاط الفلاني سيجري بدون عنف اذ سيعطي المشاركين والبوليس على حد سواء شعورا بالامان . والعنف هنا يمكن ان يعرف بانه اي عمل ممكن ان يؤدي الى اضرار نفسية او جسدية وبضمنها اثارة حالة من الهلع . اذ يمكن للبوليس ان يستفز او يحرض على العنف عندما يندفع المشاركون في مظاهرة ما نحوهم ويطلقوا صيحات وعبارات استفزازية عليهم .
الانسان بطبعه ليس كاملا او مثاليا ومن الصعب ان يكون خاليا تماما من العنف . حتى فيما يتعلق بالعصيان المدني فنحن مثلا نستعمل السيارات والقطارات للتنقل والسفر ولكننا بهذا نسهم في دعم الشركات التي تتاجر بالاسلحة وبالتالي فنحن ندعم اضطهاد الكثير من شعوب العالم الثالث . وبسبب ذلك يبدو اكثر منطقيا لو استعملنا اللاعنف لمحاربة العنف نفسه وبهذا فاننا ندفع بالمقاومة للعمل في جبهتين جبهة محاربة الظلم وعدم المساواة في المجتمع وكذلك جبهة محاربة العنف داخل انفسنا وهذا ما نقره للحركة النسوية للمساواة مع الرجل بانتقادها لتقاليد حركة اللاعنف في السبعينيات اذ ترى هذه الحركة ان المقاومة هي نضال جماعي متبادل حتى بين افراد مجموعة المقاومة نفسها . وهذا اكثر فائدة من توخي طهارة وصفاء النفس قبل الاقدام على اي نشاط كما كان يفعل مارتن لوثر كنغ . المتحمسون لطهارة وصفاء النفس انما يخلقون بهذا طبقات روحية داخل المقاومة يستثني فيها اولئك الذين لا يشعرون بشكل خاص انهم يمتلكون هذه الطهارة وصفاء النفس في داخلهم . ان المقاومة تتطلب بدلا من ذلك ان يشعر المشارك انه امام موقف يثير فينا الياس والخوف وربما الانزعاج والمزاج العكر . وقد يكون مبررا القول بان المقاومة يسبقها وجع في المعدة اكثر من طهارة وصفاء النفس .
يمكن ان ينظر الى اللاعنف من وجهة نظر اخلاقية ايضا فالبعض يفترض ان كل شخص له قيمة غير محدودة ولهذا فان كل شخص له قيمة غير محدودة ولهذا فان قيمة شخص واحد تساوي قيمة شخصين او الف شخص ولكن الكثير ممن يعتقد عكس ذلك اي ان قيمة شخصين هي اكبر من قيمة شخص واحد ولهذا فانه يمكن ان نضحي بشخص واحد ولهذا فانه يمكن ان نضحي بشخص واحد في سبيل انقاذ شخصين وهذا الافتراض مبني على ان قيمة الانسان محدودة وغير مطلقة رغم ان هذه القيمة عالية جدا في نظر اصحاب هذا الراي . اذ يعتقد هؤلاء ان تحديد قيمة الانسان بهذا الشكل يمكن ان تبرر تضحية انسان واحد في سبيل سلامة وامن مجتمع كامل .
ليس من المهم ان يكون اي من هذين الاسلوبين ، العملي او الاخلاقي صحيحا فمبدا اللاعف هو حالة من حالات العصيان المدني ولهذا يجب ان ننظر اليه على انه تحديا اخلاقيا جديرا بالثقة ولكن هذه الثقة تكاد تبدو مستحيلة اذ هددت حركة المقاومة باستعمال العنف احيانا مما يخلق عند الناس حالة ذهنية من الهلع لا يستوعبوا معها هذا التحدي الاخلاقي وبهذا يصبح العصيان مصدرا للخوف بدلا من الثقة . اذ كان العصيان مصحوبا بالعنف فانه بذلك سيعزز قوة الخصم . وهكذا فان بعض الخبراء في الدفاع عن المجتمع الذين يؤمنون بانه من الممكن استعمال العنف مع المقاومة انما هم لا يفهمون معنى حركة العصيان المدني اذ كيف يقدم النشطاء قد قدحا من القهوة الى البوليس بعد ان قدموا له قطعة مسممة من الكيك في نشاط سابق.
من المستهدف من حركة العصيان؟
الجمهور هو المستهدف
إن المقاومة يجب أن توجه خطابها إلى المواطنين المذعنين. و يعتقد ‘ثوراو' أن المواطنين هم الذين يشكلون ويصنعون الجزء الأهم في جماعة العصيان المدني. كما يري أن أكبر الداعمين للأنظمة الجائرة والذين يمثلون أخطر وأكبر المعوقات أمام حركة المقاومة هم أولئك الذين يعترضون ثم يذعنون ويقدمون للنظم الولاء والدعم في النهاية.وينبغي ألا تنشغل حركة العصيان المدني بتوجيه خطابها إلى الحاكم أوالنظام، وتغفل عن اختيار خطاب مناسب للجماهير، يدعوهم للمشاركة في العصيان، ويحرضهم عليه، ويربط مستقبلهم بنجاحه. طالما أنها قررت المقاومة … وليس الاحتجاج .
لقد أوضح المهاتما غاندي – الذي قاد النضال ضد الاستعمار البريطاني في الهند – بشكل لا يقبل الشك أن العصيان يقوض من سلطة الدولة إلى حد بعيد، إذ يقول ‘لو أن الرجل يشعر أنه ليس من الرجولة أن يطيع القوانين الجائرة فلن يستطيع أي طاغية أن يستعبده ‘.
وتكمن المشكلة الحقيقية في إذعان أكثر المواطنين وكونهم ضمن شريحة المجتمع المطيعة، وحين يستطيع ناشطى العصيان المدني تحفيز الآخرين علي تحدي القوانين والتعليمات الجائرة عن طريق استثمار النتائج والعواقب المترتبة على الممارسة الحقيقية لأنشطة العصيان المدني، فإنهم ينجحون في مساعدة الجمهور كي يتغلب على كسر حاجز الخوف من العقوبات الشخصية .
إن العصيان المدني ينبغي أن ينظرله كوحدة متكاملة، حيث تكون العقوبة بنفس أهمية الأنشطة. إن العقوبات أو بالأحرى التغلب على الخوف من العقوبة هو أساس رئيسي في مبدأ العصيان المدني .
إن العصيان المدني لا يهدف فحسب إلى التأثير في الرأي العام؛ ولكنه يتجاوز ذلك ليصبح طريقة لتحفيز المواطنين على العصيان. والفعل أو النشاط وحده لا يكفي لتحقيق هذا الهدف. ولكن امتزاج عنصر الأنشطة بعنصر العقوبات يحدث الحافز القوي للعصيان والتغلب على الخوف من العقوبات .
لذلك فاكتساب الجماهير يتم من خلال تقديم النموذج، الذي يرفض الانصياع للأوامر، وكلما صمد هذا النموذج أمام العقوبات كلما ازداد عدد المنضمين للعصيان. وعادة ما يكون دور حركات العصيان هو إشعال فتيل المقاومة وتقديم النموذج ليتبعها الأحرار .
يقول جون راؤول في كتابه ‘نظرية العدالة ‘:
‘ليس من الصعب أن! تبرر حالة العصيان المدني في نظام غير عادل لا يتبع رأي الأغلبية، ولكن حينما يكون النظام عادلاً إلى حد ما تبرز مشكلة ألا وهي أن من يقوم بالعصيان المدني يصبح من الأقلية وتغدو عملية العصيان المدني وكأنها موجهة ضد رأي الأغلبية في المجتمع ‘.
لذلك تستفيد حركات العصيان من الظلم والتسلط، وتوظفهما في عملية التحريض، وكلما ازداد الظلم كلما كان ذلك في صالح حركات العصيان، وكلما زادت الجرائم المعلنة للنظام كلما كان ذلك سبيلاً إلى اجتذاب الجماهير. لذلك تستفيد حركات العصيان من أخطاء النظام، وتوظفها بشكل دقيق لجذب المزيد من الأحرار، ولتسقط شرعيته وهيبته .
وسائل العصيان لا تعرف السرية
تبعاً لقواعد العصيان المدني فإن المشاركين لا يتعمدون إخفاء وسائل أنشطتهم عن السلطة . لذا فان السرية فى العمل وتوخى الحدر هو الامر المنطقى والواقعى. .. فإن كتابة شعار سياسي أو رسالة ما على حائط أو جدار ما تحت جنح الظلام يعتبر نوعاً من أنواع الاحتجاج، و مقاومة ( في ظروف معينة) رغم أن ذلك قدلايترتب عنه نتائج ! سياسية مرضية !
ولذلك ينبغي لحركات العصيان أن تعي هذه النقطة جيداً.. أن المواطنين هم المستهدف الرئيسي للعصيان، أن يرى الناس أفراداً من الشعب يمارسون العصيان جهاراً…ويتحملون عواقبه .. والأعمال التي تتم في جنح الظلام لا تشجع الآخرين على أن يقوموا بنفس العمل.. لذلك قد لا تعد عصياناً.. فالعصيان هو رفض للنظام وكسر لقانون أو وضع ما جائر دون تخفي .
وتكون مهارة الحركة في أن يستثمر جهازها الإعلامي( يشمل الوسائل الاعلامية المتاحة تلفزيون راديو اداعة انترنت… الخ )هذه الأنشطةالسرية، وكلما زاد القمع وبدأ التحرش بالمشاركين، كلما كان ذلك مؤشراً على نجاح العصيان. وحينها يستفيد الجهاز الإعلامي المقاوم من كل تحرش، أو صدام، أو كلمة نابية، أو فلتة لسان، أو عمل لا أخلاقي، أو مقتل لأحد المقاومين ليمتلك ورقة رابحة ودليلاً دامغاً على أن الشعب قرر العصيان. وإذا فوت الجهاز الإعلامي هذه الأحداث يكون قد فرط في أداة قوية من أدوات نجاح العصيان. إن قوة النشاط في فقه العصيان قد تكمن في العقوبة التي ستوجه إلى المقاومين!، والتي سيستثمرها إعلام المقاومة .
المقاومة والاحتجاج
يورد بير هيرنجرين حكاية له مع أخيه الصغير وهو طفل: ‘من الدروس الأولى التي تعلمتها في العصيان المدني كان عند ولادة أخي الصغير … ولقد كنت مفتوناً بإصراره البريء على تنفيذ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء، وعندما لا يرغب في عمل شئ فإنه ببساطة يرفض ولا يساوم على هذا الرفض وهو ما كان مغايراً تماماً لما كنت عليه حيث أنني كنت ابناً مطيعاً جداً .
ولا أقصد بهذا أنني لم أكن أحتج (protest) فلقد كنت أصيح بشكل عنيف وأصرخ وأجادل، ولكن عندما ينتهي هذا الاحتجاج والصراخ فإنني أنصاع في نهاية الأمر. كان هذا هو التباين بيني وبين أخي والذي ساعدني كثيراً في أن أفهم بوضوح الاختلاف بين مفهوم المقاومة (resistance) ومفهوم الاحتجاج (protest).'
وتتسم كلمة المقاومة اليوم بالنمطية وذلك لأن كل أشكال الاحتجاج – وللأسف – أصبحت فجأة تسمى مقاومة .
إن الاحتجاج قد يكون مجرد تعبير عن موقف إزاء قانون ما، أو موقف ما، ثم العودة والإذعان. أما المقاومة فتسعى إلى إلغاء! القرار، أو تحدي القانون. إنها ترفض الإذعان أو الطاعة .
إن المقاومة في جوهرها هي العصيان. وقد يكون الاحتجاج أكثر قبولاً في بعض الحالات إلا أن تأثيره ليس كتأثير المقاومة (رغم أن الاحتجاج بالنسبة لنظام دكتاتوري يُعتمد شكلاً من أشكال المقاومة لأنه عمل غير مشروع في نظر الديكتاتورية شأنه شأن المقاومة
العصيان المدني بقلم بير هرنكرين Per Herngren
من كتاب Path of Resistance
أصوله الفكرية :
وعندما تقوم حركة ما بإيواء مجموعة من المشردين ممن لا مأوى لهم فإنها بذلك تسلط الضوء على قضية المشردين، وفي نفس الوقت تحقق هدفاً من أهدافها ألا وهو إيجاد مأوى لهؤلاء المشردين. وعندما ينام عدد من النشطاء على شريط سكة حديد معترضين سير قطار محمل بأغذية مسرطنة، فهم إنما يمنعون ذلك بأجسادهم، كما يعبرون عن ضرر هذه الأغذية وعن رفضهم لها.
ويجب الإشارة هنا إلى أن العمل المباشر لا يحظر الاستعمال الرمزي للقوة. فلقد قامت مجموعة من النشطاء المسيحيين بربط أنفسهم بالسلاسل، ومن ثم ربطوا هذه السلاسل بأبواب قواعد عسكرية معروفة في بريطانيا. وهم لا يعنون بذلك أن يحققوا هدفاً باستخدام قوة السلاسل؛ وإنما يريدون أن تصل رسائلهم إلى الرأي العام البريطاني والعالمي.
المصطلح :
منهج اخلاقيات العصيان المدني :
مبدا اللاعنف
ليس الطريقة والاخلاقيات والمنهجية هي التي تتصل بعضها ببعض فقط اذ ان العصيان له ايضا علاقه مباشرة مع الطاعة والاذعان . فالعصيان المدني لا يتجاهل اطلاقا ما يكافح ضده . فالعصيان يستلزم اولا وجود حالة من الطاعة والاذعان اذ لا يمكن فهم الطاعة والاذعان اذا لم يكن هناك من يعصي ويتمرد وهكذا بالنسبة الى مبدا اللاعنف فله علاقة مباشرة بالعنف . اللاعنف هو عبارة عن رفض وتحدي ومواجهة . لذلك في الانظمة الديمقراطية الغربية لا نستطيع اعتبار توزيع النشرات والقيام بمظاهرة شكلا من اشكال اللاعف لانه ذلك لا يستلزم عنفا وفي نفس السياق لا نستطيع فهم العنف اذ لم يكن هناك من لا يمارس اللاعنف . قبل كل شئ لنرى ماهي المواقف التي يمكن ممارسة اللاعنف فيها وهي بتقديري ثلاث مواقف : اولا في انشطة العصيان المدني حيث يتوقع الناشطون ان يقبض عليهم ويودعوا السجن . ثانيا في وصف وايجاد الطرق السلمية للدفاع عن النفس تجاه العنف . وثالثا محاولة الشخص في تقليل العنف في منظمته الخاصة .
اللاعف . . لماذا ؟
هناك اسلوبان مختلفان لمناقشة مبدا اللاعنف : احدهما عملي والاخر اخلاقي . جينيه شارب ، الخبير في حركة شمال امريكا للمقاومة يقول ببساطة ان اللاعنف اكثر تاثيرا من العنف فالعنف يقود الى مزيد من العنف بينما اللاعنف يتصدى الى العنف . صحيح ان المقاومة ستتحمل خسارات حتى في الارواح ولكن هذه الخسارات ستكون اكثر بكثير لو ان العنف استعمل بدلا من ذلك . الراي الذي يعتبر اللاعنف اكثر اشكال المقاومة تاثيرا في مجتمعنا يتقبل احيانا استعمال العنف من قبل حركة العصابات المسلحة او العنف العسكري عندما يحيل البلد من قبل قوات غازية اجنبية .
المصادر ويكيبيديا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.