اعتبر رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارضة بالجزائر حسين آيت أحمد أن الثورات التي تجتاح المنطقة العربية وبالخصوص التونسية والمصرية، أعطت دفعا قويا للتاريخ، داعيا إلى تغيير سلمي في الجزائر وتجنب دوامة العنف. وقال آيت أحمد، وهو أحد زعماء ثورة التحرير الجزائرية الكبرى (1954-1962) ومن أشد وأقدم المعارضين لنظام الحكم في بلاده، إن الجزائر ليست بمعزل عما يحدث بالبلاد العربية من ثورات، وإن الشعوب العربية ومنها الشعب الجزائري لا تزال تقاتل من أجل الديمقراطية. وأوضح في رسالة وجهها في ذكرى اغتيال أحد كوادره (علي مسيلي عام 1987) نشرت بالجزائر اليوم الاثنين أن الانشغال العميق للجزائريين، اليوم، يكمن في تقديم أولوية إطلاق آلية لنقاش وطني تطرح فيه انشغالات المواطنين اليومية. وقال آيت أحمد الموجود بمنفاه الاختياري في سويسرا إن النقاش حتمية لا مفر منها، بشرط أن يضع الجزائريون الثقة في أنفسهم وبينهم، الأمر الذي يعزز إعادة بناء الروابط الاجتماعية والسياسية في البلاد، معتبرا أن المهمة شاقة وطويلة لكن "حتما، الجزائريون سوف يجدون أنفسهم بعد ذلك أحرارا". تحذير وأكد رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارضة أن الثورات التي يشهدها العالم العربي "أعطت دفعا قويا للتاريخ" داعيا إلى إحداث التغيير في الجزائر سلميا دون تكلفة غالية، محذرا من انزلاقات محتملة باسم "عدوى الديمقراطية" التي تؤدي إلى "تصرف غير مسؤول تماما". ودعا آيت أحمد الجزائريين إلى الكفاح من أجل بناء قوى سياسية متوازنة، وبدءا من القاعدة بدلا من الانزلاق نحو الاضطرابات والعنف لأن "دم الجزائريين هدر كثيرا، ومن المفارقة أن يعود الجزائريون إلى سنوات الدم والدمار". وحذر السياسي الجزائري مما وصفها ب"النخب الزائفة" ومن مصادرة حق الشعب في الاختيار الحر عبر تزوير الانتخابات، مبرزا أن من بين نتائج الغلق السياسي في بلاده تحول "حائط الخوف في أعماق المجتمع (الجزائري) إلى جدار الملل والاشمئزاز"