قتل خمسة أشخاص على الأقل برصاص قوات الأمن السورية التي اقتحمت مدينة درعا جنوبي البلاد فجر اليوم وسط إطلاق كثيف للنيران مدعومة بمدرعات ودبابات، بينما أفاد شهود عيان في ضاحيتي دوما والمعضمية قرب دمشق بأن قوات الأمن شنت حملة دهم واعتقالات واسعة بعد اقتحامها للضاحيتين. في الأثناء أعلن مصدر أمني أردني أن السلطات السورية أغلقت اليوم الحدود البرية مع بلاده. وقال مراسل الجزيرة في عمان حسن الشوبكي إن شهود عيان أكدوا له إغلاق الحدود البرية مع سوريا، بينما رفض المسؤولون الأردنيون التعليق. وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم مقتل خمسة أشخاص على الأقل، برصاص قوات الأمن التي اقتحمت درعا فجر اليوم. وقال شاهد العيان "لقد شاهدتهم بأم عيني، كانوا في سيارة عندما استهدفهم رصاص الأمن" مؤكدا أن المساجد تدعو الناس لتقديم المساعدة للجرحى، في حين تفرض قوات الأمن حظرا للتجوال بالمدينة، وتطلق النار على كل من يتجرأ بالخروج من منزله. قوات الأمن السورية ردت بالرصاص الحي على المطالبين بالإصلاح (الجزيرة) ونقلت الوكالة عن نشطاء تأكيدهم أنه تم الدفع بنحو ثلاثة ألف رجل أمن مدعومين بمدرعات عسكرية لمدينة درعا، مؤكدين صعوبة إحصاء عدد جثث القتلى، التي يتعذر على السكان سحبها بسبب القناصة الذين يترصدون ببنادقهم كل من يخرج للشارع. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد آخر تأكيده بأنه شاهد بنفسه جثتين قرب المسجد العمري، دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منهما وسحبهما. وكان شاهد عيان قد أكد للجزيرة أن مدينة درعا تتعرض لقصف كثيف من القوات السورية مستمر منذ ساعات الفجر، مؤكدا أن جميع خطوط الاتصال والكهرباء قطعت عن المدينة، وأن العديد من سكانها يستخدمون أرقام هواتف أردنية، مشيرا إلى حالة حظر التجوال المفروضة على السكان. وقال شاهد آخر إن من يعرفون بالشبيحة ورجال أمن قد احتلوا أحد المساجد المطلة على الحدود الأردنية، بينما اعتلى آخرون المسجد العمري ووجهوا سلاحهم ضد كل من يسير بالشوارع. وفي إزرع القريبة من مدينة درعا جنوبي سوريا ناشد بعض سكان البلدة التي تشهد مظاهرات تطالب بالإصلاح، جامعة الدول العربية والأمم المتحدة توفيرَ الحماية لهم. دوما والمعضمية وفي دوما والمعضمية القريبتين من العاصمة دمشق، قال شهود عيان إن قوات أمن ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد داهموا الضاحيتين فجر اليوم، وقاموا بحملات دهم واعتقالات، وسط إطلاق رصاص كثيف على المدنيين. رجال أمن وشبيحة يتعرضون للمتظاهرين السوريين (الجزيرة) وأكد شاهد للجزيرة أنه شاهد رجال الأمن وهم يقتحمون منازل ويعتقلون عددا من سكانها. وقال ناشط لرويترز "هناك مصابون، أصيب الكثيرون، الأمن يكرر نفس النمط في كل الأماكن التي تشهد انتفاضات مطالبة بالديمقراطية، يريدون إخماد الثورة باستخدام أقصى درجات الوحشية"، في حين لجأت السلطات لقطع الاتصالات والكهرباء. قتلى جبلة من جهة أخرى ذكرت منظمة المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن عدد الذين قُتلوا أمس عندما اقتحمت قوات الأمن مدينة جبلة الساحلية قد ارتفع إلى 13. وكانت منظمة سواسية الحقوقية السورية قد ذكرت بوقت سابق أن تسعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن ومِن طرف مَن يُسمون في سوريا بالشبيحة في جبلة. أمّا المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية فقالت إنّ قوّات الأمن المتمركزة في عدة مناطق اعتقلت عشرات من النشطاء بينهم الكاتب منصور العلي في حمص، كما اقتحمت بيت الطبيب زكريا العقاد بعد مقابلة أجرتها معه الجزيرة. مظاهرات واعتقالات وقد شهدت عدة مناطق في سوريا أمس الأحد مظاهرات احتجاج ضد النظام السوري. ودعا طلبة جامعتي دمشق ودرعا اليوم إلى إضراب في كل جامعات سوريا، وأن يظل مستمرا إلى أن يتوقف التعامل القاسي مع الاحتجاجات السلمية، ويُطلَق سراح معتقلي الرأي. وشهدت مدينة معرة النعمان في إدلب مظاهرة سلمية ضخمة تطالب بالحرية. أكثر من 340 سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا (الجزيرة) وارتفع -وفق أرقام ناشطين ومنظمات حقوقية دولية بينها منظمة العفو- إلى 340 على الأقل عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل خمسة أسابيع. وسقط ثلث هذا العدد تقريبا الجمعة والسبت الماضيين. ويضاف إلى القتلى عشرات المفقودين الذين يعتقد بأنهم معتقلون لدى الأمن. تنديد المثقفين بدورهم أصدر الكتاب السوريون بيانا اليوم نددوا فيه بحملة القمع الدامية ضد المحتجين، في إشارة إلى الغضب المتصاعد في صفوف النخبة المثقفة السورية. وقال البيان الذي وقع عليه 102 كاتب وصحفي سوري في المنفى "نحن الكتاب والصحفيين السوريين نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين". ودعا البيان المثقفين السوريين "الذين لم يكسروا بعد قيود الخوف" إلى إعلان موقف واضح من الممارسات "القمعية" للنظام السوري.