لست أدري كم تبقى من أعضاء المؤتمر الشعبي العام كأعضاء فعليين، بعد حملة الاستقالات والانسحابات التي شهدها شهر مارس وما تلاه بعد أن أبى عدد من الشرفاء من أعضاء المؤتمر إلا أن يعلنوا براءتهم من الجرائم الدامية التي أرادت الشلة المتنفذة أن ترتكبها باسمهم، لكن ما أعرفه هو أن الكثير ما يزالون يعتقدون أنهم أعضاء في هذا المؤتمر أو أن المؤتمر ما يزال هو الحزب الحاكم فعلا بعد أن انسحب منه أكبر عدد من الشرفاء، وبعد أن شلت قيادته بإصابة أكثر من 83 من قياداته في حادثة جامع النهدين من بينهم رئيس الحزب وأمينين مساعدين ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى الذين هم بدورهم أعضاء في قيادة المؤتمر، وما أنا متيقن منه أن الكثير ممن تبقى من أعضاء المؤتمر الشعبي العام هم ممن يمكن أن نقول أنهم من الشرفاء. ما يعرفه الجميع أن كل الجرائم التي ترتكب في تعزوأبين والحيمة وأرحب وحضرموت والحصبة في العاصمة يفترض أنها تسير تحت قيادة الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل من تبقى في عضوية المؤتمر الشعبي العام، على الأقل في القيادات العليا، مساهمون في اتخاذ القرارات التي بموجبها تم تسليم مدينتي جعار وزنجبار في محافظة أبين، لمن أسموهم بجماعة أنصار الشريعة؟ وهل شارك هؤلاء القياديين في اتخاذ القرارات التي بموجبها تم تسليم مصنع الذخيرة لتلك الجماعة؟ ليتحول المصنع إلى محرقة للمئات من أبناء أبين الأبرياء؟ وما مدى مساهمتهم في قرارات شن الحرب على اللواء 25 ميكانيك، وعلى مواطني أرحب ونهم وتعز والحيمة؟ وهل يشرِّف أعضاء المؤتمر الشعبي العام أن يكونوا شركاء في توجيه فوهات البنادق إلى صدور ورؤوس الشباب المعتصمين سلميا، والذين خرجوا إلى الميادين والساحات لا ينشدون إلا الحرية والكرامة اللتان افتقدوهما منذ ثلث قرن خلا؟ لا يكفي أن يقول قائل من أعضاء المؤتمر الشعبي العام المحترمين، بأنه ليس شريكا في اتخاذ قرارات القتل أو التفريط بالبلد وتسليمها للمجاميع المسلحة، وقصف القرى والمدن، . . . لا يكفي أن يقول أحدهم: نحن بعيدون عن صناعة القرار، لأن عدم النهي عن ارتكاب الجريمة يعتبر مشاركة في ارتكابها وعندما ترتكب الجرائم باسم تجمع من البشر، حزب أو تنظيم أو تكتل فإن المنخرطين في هذا التجمع جميعهم في القيادة والقواعد شركاء في صناعة هذه الجريمة، من علم منهم ومن لم يعلم، من شارك في اتخاذ القرار ومن لم يشارك، إلا أولائك الذين أعلنوا براءتهم من تلك الممارسات وأدانوا ارتكابها، وطالبوا بمعاقبة مرتكبيها. قتل المواطنين وقصف القرى والمدن، . . .الاعتداء على المعتصمين وقتلهم بالرصاص الحي والغازات السامة، ليست مسألة خلاف في الرأي حتى يقال أن هذا كان قرار الأغلبية، أو الأقلية، إنها جرائم لا تسقط بالتقادم، هي جرائم يحرم القانون والعرف والشرع ارتكابها وتحظ جميع الشرائع السماوية والأرضية والقوانين والأعراف المحلية والدولية والإقليمية على الأخذ بالقصاص من مرتكبيها. المطلوب اليوم من شرفاء المؤتمر الشعبي العام، ليس فقط أن يعلنوا براءتهم من تلك الجرائم وشجبها والتنديد بها، بل إعلان انحيازهم إلى الشعب والكشف عن المجرمين الحقيقيين المتسببين في ما يعانيه الشعب اليمني من آلام ومكابدات وحروب، وعدم القبول بدور الكومبارس الذي يستخدمه القتلة في مسرحية مأساوية وقودها دماء وأرواح اليمنيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب. فهل هم فاعلون ما يستحقون بعده أن يطلق عليهم "شرفاء المؤتمر الشعبي العام"؟ برقيات: * تزامن التسريبات القائلة بأن دولة خليجية متورطة في حادث جامع النهدين، عرضت مليار دولار مقابل عدم الإشارة إلى اسمها مع ما قيل أنه توجيهات علي صالح بعدم كشف الأسرار المتصلة بالحادثة يبين أن المليار دولار قد تم استلامه والسؤال هو من قبض المليار وأين سيصرف ؟ * خطيب الجمعة الصالح هدد المعارضين بشي جلودهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، هؤلاء الذين ستشوى جلودهم وتقطع أيديهم وأرجلهم، هم من يدعوهم علي صالح وحزبه للحوار، ترى هل حفلة الشواء ستتم قبل الحوار أم بعده أم أن الشواء سيكون على مدى جلسات حوار متتالية؟ * يقول أبو الطيب المتنبي: كلُّ حلمٍ أتى بغير اقتدارٍ حجَّةٌ لاجئُ إليها اللئامُ ذَلَّ من يغبط الذليلَ بعيشٍ رُبَّ عيشٍ أخفُّ منه الحمامُ