لم تفق العاصمة المؤقتة عدن من فاجعتها التي حدثت قبل أقل من أسبوع حتى شهدت فاجعة جديدة ، أكثر من خمسين جندياً سقطوا صباح الأمس في تفجير انتحاري استهدافهم اثناء اصطفافهم أمام منزل قائد القوات الخاصة. ما يثير الاستغراب أن أداة العملية كانت نفس الأداة التي تسببت بالفاجعة الماضية ، انتحاري يستهدف الجنود اثناء استلام رواتبهم، مما يشير إلى أن الحس الأمني لدى الجنود الذين سقطوا وقادة الأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات غائب تماما ، لا الجنود أخذوا الاحتياط اللازم ، ولا قادة الأجهزة الأمنية وضعوا الحماية اللازمة ، ولا قادة المخابرات احبطوا العملية قبل وقوعها. أحد الناجون من التفجير الإرهابي أكد أن الانتحاري الجبان كان يحث الجنود قبل ارتكاب جريمته البشعة على التفرق خوفاً من انتحاري يستهدفهم ، يبدو أنه شعر بالذنب والاشفاق على الجنود ، ويريد أن يوقع عدد قليل من الضحايا. ثمة أسباب عديدة تجعل المجازر الدموية تجتاح العاصمة المؤقتة عدن أهمها. أولاً: عدم محاسبة المسؤولين المقصرين في مهامهم الأمني واكتفاء الحكومة بإرسال التعازي والمواساة واصدر الإدانات وتحميل المخلوع المسؤولية . ثانياً: غياب تقيم الأجهزة الأمنية بشكل مستمر ومعرفة أين يمكن الخلل داخل الجهاز الأمني أضف إلى ذلك أن هناك أطراف تعمل بشكل غير مباشر في أحداث الفراغ الأمني داخل العاصمة المؤقتة عدن. لا جدال بأن ممثلين المخلوع في داعش هم من خططوا ونفذوا العملية لكن السؤال أين هي الأجهزة الأمنية ؟لماذا لا تحبط العمليات الإرهابية ؟لن تتوقف العمليات الإرهابية عن اجتياح العاصمة عدن ما لم يتم مراجعة أداء الجهاز الأمني ومحاسبة المسئولين المقصرين في تحمل مسؤولياتهم. نتمنى أن تكون هذه العملية آخر العمليات الإرهابية في عدن وأن تغادر أخبار الموت وتنعم بالحياة الطبيعية التي تنعم بالأمن والأمان والاستقرار.