ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا بهذا البيت الشعري المقتبس من قصيدة الشاعر اليمني الحميري عمر بن معد كرب الزبيدي فارس فرسان قبيلته وسيد قومه، الخص حزني وعزائي بالأستاذ السياسي والصحفي المرموق الأستاذ عرفات مدابش وكيل وزارة الاعلام، عرفات الذي عرفته عن بعد ولم التقي به شخصيا بسبب الاضطرابات والأزمات التي تعصف باليمن ودول المنطقة. عرفات مدابش كان مثالا رائعا للصحفي الحر، للصفاء، للنقاء، للطهارة، للمصداقية، للموضوعية، للحيادية عنوانا كبيرا يتلألأ في سماء اليمن الملبد بغيوم النزعات العنصرية والسلالية والطائفية والمناطقية وغيرها من الامراض الاجتماعية كالأحقاد والضغائن والحسد والغيرة والانانية، التي اجتاحت الوسط الصحفي والإعلامي في الآونة الأخيرة، لكن عرفات مدابش بقي هو المعدن الأصيل والذهب الصافي النقي الذي لم يتلوث بتلك الامراض الخبيثة. لم أكن على اتصال مباشر بالأستاذ الراحل عرفات مدابش ولكن كنت وما أزال على تواصل مستمر مع الأستاذ وائل حزام صديق المرحوم وشريكه في العمل الصحفي، وقد عبرت له ذات مرة عن الميزة الصحفية التي يتميز بها موقع التغيير نت بل وينفرد فعلا بالوفاء للمهنة الصحفية، وهذه شهادة عملية وسلوكية لصاحب الموقع الأستاذ المرحوم عرفات مدابش. كنت قد كتب مقالا صحفيا عن السمات الصحفية لموقع التغيير نت ولم أكن اعرف يومها ان الأستاذ الفقيد عرفات هو صاحب الموقع، ولو كنت اعرف ذلك لكتبت عنه في تلك اللحظة، لان الحق أحق بان يقال وان يوصل الى الجميع كونه شيء مقدس كما يقول أحد الفلاسفة " الحق شيء مقدس يجب ان نعرفه، وان نعرفه للآخرين" هذا هو حال الفقيد عرفات شخص رائع نبيل مترفع عن الضغائن والاحقاد مخلص لوطنه ولمهنته الصحفية، وهذه حقائق لا يعرفها الكثيرين عن عرفات ولكن لأننا نعرف هذه الحقائق فمن وجبنا ان نعرفها للآخرين. لقد رحل عنا عرفات مدابش بجسده فقط، اما روحه فهي باقية تتجسد في سلوكيات ونهج الصحفي المهني المخلص الأستاذ وائل حزام، الذي يعمل بكل مهنية وحيادية ووفاء للوطن وللرسالة الصحفية الإعلامية الحرة والصادقة، وفي الختام لا يسعنا الا ان نقول رحم الله فقيدنا العظيم الأستاذ عرفات وتغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته، وانا لله وانا اليه راجعون.