واصلت العقود الآجلة لخام برنت والخام الخفيف خسائرها لتتجاوز 3 دولارات في تعاملات متقلبة. وتراجعت عقود مزيج برنت تسليم أكتوبر إلى 112.69 دولارا للبرميل وسجلت في وقت سابق من الجلسة 114.58 دولارا للبرميل. وفي بورصة نيويورك التجارية تراجعت عقود الخام الخفيف تسليم أكتوبر إلى 86.93 دولارا للبرميل متحركة في نطاق بين 86.28 دولارا و88.99 دولارا. وانخفض سعر سلة خامات نفط البلدان المصدرة للبترول أوبك إلى 111.21 دولارا للبرميل من 111.40 دولارا في الجلسة السابقة. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام هي مزيج صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الاكوادور.
واستقر سعر الخام القياسى المعروف بخام غرب تكساس الوسيط عند 88.81 دولارا للبرميل فى اليوم الأخير من شهر أغسطس، ليخسر 6.08 دولارات أو ما نسبته 6.41 فى المائة مقارنة ببداية الشهر. وفى لندن، بلغ سعر خام برنت فى نهاية هذا الشهر 114.85 دولارا للبرميل، بانخفاض 1.96 دولار أو ما نسبته 1.68 فى المائة بعد ارتفاع بلغت نسبته 4.4 فى المائة فى يوليو.
صادرات أوبك
وقالت مؤسسة أويل موفمنتس الاستشارية البريطانية التي تتابع شحنات النفط المستقبلية إن الصادرات المنقولة بحرا من منظمة أوبك -مع استبعاد أنجولا والاكوادور ستزيد بمقدار 50 ألف برميل يوميا في الاسابيع الاربعة حتى 17 سبتمبر.
وأضافت المؤسسة في أحدث تقديراتها الاسبوعية أن متوسط صادرات المنظمة سيرتفع إلى 22.59 مليون برميل يوميا من 21.54 مليون برميل يوميا في الاسابيع الاربعة المنتهية في 20 أغسطس. وفشلت منظمة أوبك في الاتفاق على زيادة الانتاج في يونيو.
لكن السعودية أكبر مصدر في المنظمة قالت انها ستوفر كل احتياجات المستوردين وقامت بزيادة انتاجها. ومازال انتاج أوبك أقل من مستواه قبل عام بسبب انقطاع الامدادات الليبية جراء الانتفاضة الشعبية ضد حكم معمر القذافي.
لكن مدير عام الشركه الوطنية للنفط في إيران أحمد قلعة باني أكد ان حجم صادرات النفط في البلاد ارتفع إلى حوالي 50 ألف برميل يومياً، مؤكداً ان هذه المسيرة ستتواصل في المستقبل. وقال باني انه نظراً لترشيد الدعم الحكومي وانخفاض استهلاك المشتقات النفطية في البلاد، فمن المتوقع أن تشهد مبيعات النفط الخام الإيراني ارتفاعاً في المستقبل.
وأشار إلى الإنتاج المبكر للنفط في بعض الحقول النفطية منها يادآوران وأزادكان وازدياد الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في إيران. وقال: في الوقت الحاضر شهد حجم الإنتاج في حقل مسجد سليمان النفطي ارتفاعاً بحيث سيزداد حجم إنتاج النفط الخام ما بين 40 إلى 50 ألف برميل يومياً حتى نهايه العام الإيران. وأردف: في الوقت الراهن نحن نصنع أكثر من 60% من المعدات التي تحتاجها منشآت النفط والغاز في البلاد"، متوقعاً أن تصل هذه النسبة خلال الأعوام الثلاثه المقبلة 90%.
وبلغ انتاج النفط في روسيا أكبر منتج له في العالم مستوى قياسيا جديدا في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في شهر أغسطس الماضي ليسجل 10.28 ملايين برميل يوميا بالمقارنة مع 10.26 ملايين برميل يوميا في يوليو الماضي. وهبط انتاج روسيا من الغاز الطبيعي 6.1 بالمئة إلى 45.42 مليار متر مكعب في أغسطس من 48.40 مليار متر مكعب في يوليو.
تغيرات متواصلة
وقال المحللون إنه بعد شهر اغسطس الذى شهد تقلبات، ستظل أسعار النفط الخام تشهد تغيرات، نظرا للافتقار للثقة بعد خفض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة للمرة الأولى على الاطلاق، وظهور تهديد باحتمال حدوث ركود اقتصادى مضاعف، واستمرار أزمة الديون الأوروبية، وحالة عدم اليقين فى ليبيا فى عهد ما بعد القذافى.
الافتقار للثقة
هبطت أسعار النفط الخام بشدة يوم 8 أغسطس، وهو أول أيام التداول بعد أن قامت وكالة استاندرد اند بورزز للتصنيف الائتمانى بخفض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة للمرة الأولى فى التاريخ يوم 5 أغسطس. وعلى عكس المنتظر ، فإن أذون الخزانة الأميركية، التى كان من المفترض أن تباع كلها نتيجة خفض التصنيف الائتمانى،ارتفع سعرها.
وواصل عائدها انخفاضه حيث مازالت تعتبر أحد الاستثمارات الاكثر امانا. ويعتقد الكثير من المحللين انه بعد حالة الذعر الاولية، كانت العاقبة الوحيدة لخفض التصنيف الائتمانى على الاسواق المالية هى إعادة تقييم المخاطر. ولهذا السبب ظلت أسهم الخزانة الأميركية أكثر أمانا، فيما كان هناك اقبال على التخلص بالبيع من أسهم النفط الخام.
عدم يقين
وقال مارك زاندى كبير خبراء الاقتصاد فى مؤسسة "موديز اناليتكس" إن خفض التصنيف الائتمانى لن يكون له فى حدث ذاته تأثير اقتصادى ملحوظ، وأن ما سيلحق به الضرر هو الثقة المتزعزعة بالفعل فى الاسواق المالية. وأشار رايموند كاربون رئيس شركة السمسرة النفطية بارامونت اوبشنز إلى ان ما تفتقر الاسواق إليه بعد الخفض غير المسبوق للتصنيف الائتمانى هو الثقة أو الدافع لاستعادة الثقة.
وهذا ما سيزيد من حدة حالة عدم اليقين إزاء اسعار النفط الخام. وفي اغسطس، اصدرت الولاياتالمتحدة سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة، وهو ما أشار إلى احتمال حدوث ركود اقتصادى مضاعف. ومن بين جميع البيانات المخيبة للآمال، كان للنمو الاقتصادى المتباطىء ومعدل البطالة المرتفع أعظم تأثير على أسواق النفط الخام. وذكر كاربون ان بنك الاحتياطى الفيدرالى قد ينشط سوق النفط الخام إذا ما تبنى المزيد من السياسات التحفيزية. ولكن إذا لم يكن على قدر توقعات السوق، ستشهد أسعار النفط الخام جولة أخرى من صدمات الانحدار.
أزمة الديون
وقال هارى تشيلينجويريان رئيس استراتيجية سوق السلع فى بنك "بى ان بى باريبا" إنه يراقب عن كثب أزمة الديون الأوروبية التى يعتقد انها قد تكون حاسمة بالنسبة لاسعار النفط. وذكر تحليل صدر عن بنك "بى ان بى باريبا" انه بالاضافة إلى وجود تأثير سلبي على جانب الطلب، سيؤدي وضع الديون الأوروبية الآخذ فى التدهور إلى يورو أكثر ضعفا وبالتالي دولار اقوى، وهو ما سيؤدي إلى هبوط أسعار النفط الخام الذى تتم التعاملات عليه بالدولار.