(وكالات) - حذّر روبرت زوليك رئيس البنك الدولي أكثر أمم الأرض ثراء من نسيان حاجات البلدان الفقيرة فيما ينتقل الاهتمام من التضخم إلى الركود. ويقول زوليك في هذا الشأن "أنا قلق من أن تغيب عن أنظارنا الحاجة إلى إنقاذ البشر وسط كل هذا الاهتمام بالإنقاذ المالي". وبحسب ما يقوله رئيس البنك الدولي، ستطال آثار الأزمة المالية البلدان النامية دافعة بالعديد منها إلى "هاوية السقوط" معلقا في هذا الخصوص "حين تهبط صادرات الدول النامية إلى الدول المتقدمة، ستبدأ بالحد من استثماراتها في القطاعات المصدرة. وقد يتبع ذلك انهيار عدد من الشركات... ناهيك عن أن هذه البلدان لديها ديون عالية ولا تحظى بالكثير من المساعدة". وهبطت أسعار النفط والأغذية لكن ذلك لم يحقق أي انفراج في الوضع بما أن بعض البلدان لا تزال تعاني عجزا حادا ويلزم فترة من الزمن قبل أن تتمكن الشركات من عكس هبوط الأسعار على المستهلك. ويضيف في هذا الصدد "لا يزال هناك الكثير من المحن في هذه البلدان". ولهذا السبب أعد البنك رزمة تمويل سريعة بقيمة 1.2 مليار دولار. وقد سبق أن خصص البنك الدولي 850 مليون دولار من هذا المبلغ لكنه يحتاج إلى مزيد من الدعم من الدول الغنية. لذا خلال اجتماع مجموعة الدول السبع الكبرى في نهاية هذا الأسبوع، سيحض زوليك الدول الغنية على المشاركة في التمويل. وهو يقول في هذا الشأن "جزء من الرسالة الموجهة إلى مجموعة الدول السبع الكبرى مفادها أنه في الوقت الذي يفترض فيه أن تنسق تحركها بشكل أفضل وتعمل معا للدفع قدما بعجلة الاقتصاد ولدعم القوى الاقتصادية الصاعدة، ينبغي ألا تغيب عن أنظارها البلدان القابعة في الأسفل". هبوط النفط.. وسجلت أسعار النفط في المبادلات الإلكترونية في آسيا انخفضا في سعر برميل النفط برنت تسليم نوفمبر/تشرين الثاني إلى ما دون 80 دولارا ليصل إلى 79 دولارا وثمانية سنتات. وتراجعت أسعار النفط العالمية خمسة دولارات للبرميل الجمعة لتسجل أدنى مستوياتها منذ عام 2007 تحت وطأة توقعات بأن الطلب العالمي على النفط سينخفض إذا دفعت الأزمة المالية الاقتصاد العالمي إلى الكساد. وفي الساعة 0929 بتوقيت جرينتش انخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف لعقود التسليم في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 5.19 دولار الى 81.40 دولار للبرميل، وسجل الخام الأمريكي الخفيف أدنى مستوى له عند 81.13 دولار للبرميل. وعلى صعيد سلة خامات أوبك القياسية ارتفع متوسط أسعارها الخميس الى 78.25 دولار للبرميل من 77.38 دولار الأربعاء. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام هي، هي خام صحارى الجزائري، وجيراسول الأنجولي، وميناس الإندونيسي، والإيراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام بي.سي.إف 17 من فنزويلا، وأورينت من الإكوادور. وكالة الطاقة تخفض التوقعات لنمو الطلب وخفضت وكالة الطاقة الدولية الجمعة توقعاتها لنمو الطلب على النفط لبقية عام 2008 والعام القادم 2009 إلى أدنى معدلاته منذ 15 عاما مشيرة إلى الضعف الاقتصادي و"أزمة سيولة متصاعدة". وفي تقرير شهري قلصت الوكالة توقعاتها للنمو في 2008 بمقدار 250 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع تقريرها الشهري السابق إلى 440 ألف برميل يوميا، ويعني ذلك معدل نمو بنسبة 0.5 % هو الادنى من حيث النسبة المئوية منذ عام 1993 . لكن الوكالة حذرت من التركيز أكثر من اللازم على الطلب وقالت إن الأزمة الائتمانية تؤثر أيضا على الاستثمارات في زيادة الإنتاج النفطي، وأوضحت أن الإنتاج العالمي انخفض بالفعل بأكثر من مليون برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول 2008 وان ذلك يرجع جزئيا إلى التعطل بسبب العواصف. ويرى ديفيد فيف رئيس قسم الاسواق وصناعة النفط في وكالة الطاقة الدولية ان الرسالة الاساسية هي ان التعديلات النزولية في ارقام الطلب تتماشى مع التكهنات الاقتصادية الاضعف. وأردف "لكننا فقدنا أيضا كثيرا من النفط فيما يتعلق بالعرض في الشهور القليلة الماضية." ومن المتوقع أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط إلى 86.5 مليون برميل يوميا في 2008 . كما خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب لعام 2009 بمقدار 190 ألف برميل يوميا إلى 690 ألف برميل يوميا. وحتى الآن خفضت الوكالة حوالي نصف مليون برميل يوميا من تقديراتها للطلب العالمي في 2008 و400 ألف برميل يوميا من تقديراتها لعام 2009 . وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الضعف الاقتصادي العالمي يحدث أكبر أثر له في الدول المتقدمة بينما تظهر الاقتصادات النامية درجة من المرونة. وأضافت "رغم أن التباطؤ خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية محتمل أيضا فليس من المؤكد بأي حال أن يختنق النمو تماما، ولم نشهد بعد دليلا لا لبس فيه على تباطؤ حاد في الصين في حين أن نمو الطلب في الشرق الاوسط ما زال قويا." وأوضحت أن نقص الائتمان يتحول بسرعة إلى عائق آخر في خط طويل من عوائق الاستثمار في الصناعة. وتلاشى تقريبا نمو إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك إلى متوسط لا يتجاوز 150 ألف برميل يوميا. وأفادت الوكالة أن قرار أوبك في سبتمبر/ أيلول بالموافقة على الالتزام الصارم بأهداف الإنتاج ادى حتى الآن إلى تقلص إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا ليصل إلى 32.3 مليون برميل يوميا في سبتمبر. ودعت المنظمة إلى عقد اجتماع طاريء يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا لتقييم سوق النفط في ضوء الاضطراب المالي العالمي.