شن الثوار الليبيون هجوما على أحد المواقع الثلاثة التابعة لكتائب معمر القذافي في مدينة بني وليد. وتبادل الثوار القصف المدفعي مع كتائب القذافي عند مشارف بلدة هراوة القريبة من مدينة سرت، في الوقت الذي قصفت فيه طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعض الأهداف المتقدمة حول سرت لتمكين الثوار من دخول المدينة التي لا تزال في قبضة كتائب القذافي. فقد شن الثوار الليبيون هجوما على أحد المواقع الثلاثة التابعة لكتائب القذافي في مدينة بني وليد، حيث تمركزت قوات الثوار على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة التي تصاعدت منها سحب الدخان، وشوهد عدد من العربات المدمرة التابعة لكتائب القذافي.
في هذه الأثناء يواصل الثوار تجمعهم عند مشارف مدينة بني وليد تمهيدا لاقتحامها الذي يتطلب حسب تقديرات القادة العسكريين للثوار يوما أو يومين.
وقال الثوار إن الموالين للقذافي دُفعوا للتقهقر إلى وسط البلدة. وأضاف أحدهم أن قواتهم أصبحت على مدخل بني وليد.
ويعتقد الثوار أن واحدا أو اثنين من أبناء القذافي متحصن في البلدة، بل وأشار بعض مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي إلى أن القذافي قد يكون هناك.
وفرض الثوار حصارا على البلدة منذ أيام وقالوا إنهم سيهاجمونها يوم أمس السبت إذا لم تستسلم. وقال الثوار إنهم وصلوا إلى بعد 500 متر من قلب بني وليد أمس السبت ولكنهم انسحبوا فجأة.
وقال شهود إن طائرات حلف الناتو قصفت سبع مرات على الأقل مواقع لقوات القذافي حول البلدة.
وأعلن الناتو أن طائراته دمرت منصة إطلاق صواريخ وأصابت أهدافا أخرى في بني وليد أثناء غارات أمس ولكنه رفض التعليق على تقارير عن طلعات أخرى لطائرات الحلف في المنطقة اليوم الأحد.
الكلمة للسلاح وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أكد أن الكلمة أصبحت للسلاح بعد أن فشلت المفاوضات لتسليم المناطق -التي لا تزال خاضعة لكتائب القذافي- من دون إراقة دماء.
وقال "الليلة الفائتة انتهت المهلة. لقد مددناها أكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق أمام حل سلمي"، مضيفا أن "الوضع بات الآن في أيدي المقاتلين الثوار".
وقال مراسل الجزيرة نعيم العشيبي من مشارف بني وليد إن الثوار يتوافدون على محيط المدينة، وإن القتال لم يتوقف طوال اليوم.
وأوضح المراسل أن الثوار سيطروا على بعض المعسكرات وأبطلوا مفعول بعض صواريخ غراد، وأشار إلى سقوط قتيلين من بين الثوار وجرح 15، وذلك قبل أن يتراجعوا إلى وادي دينار امتثالا لأوامر يعتقدون أنها جاءت في إطار التنسيق مع الناتو.
وقال القائد العسكري للثوار في المنطقة الجنوبية محمد بشير إن الثوار يتقدمون على مشارف المدينة الجنوبية، وإنهم وصلوا إلى نقاط متقدمة في محيطها. وأشار إلى أن الخطة لم تكن تهدف أصلاً إلى التوغل في المدينة والاستيلاء عليها الآن.
وأفاد مسؤول المفاوضات عن الثوار عبد الله كنشيل في وقت سابق للصحفيين في مركز على بعد نحو 20 كلم من بني وليد بأن خلايا نائمة من الثوار تحركت داخل المدينة واشتبكت مع عناصر مسلحة موالية للقذافي في شوارعها.
وأوضح كنشيل أن ما يجري ليس هجوما شاملا، بل محاولة للقضاء على القناصة والمواقع التي تنطلق منها الصواريخ.
وأضاف أن "الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد أحد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة".
لكن كنشيل أوضح "أن الثوار تراجعوا بعد ذلك لأسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الأرض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الأطلسي القيام بها".
قصف سرت هذا وقد تبادل الثوار الليبيون القصف المدفعي مع كتائب القذافي عند مشارف بلدة هراوة القريبة من مدينة سرت.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف لم ينقطع طوال اليوم، وإن كتائب القذافي قصفت بقوة مناطق الثوار بصواريخ غراد، وإن الثوار ردوا عليها بمدافع الهاون. ومع ذلك ما زال الثوار يتحدثون عن إعطاء فرصة للحوار.
وأشار المراسل إلى أن الثوار يتقدمون إلى سرت على المحور الشمالي والغربي كذلك، وقال إن الحصار على المدينة أصبح مطبقا، ولفت إلى أن الناتو قصف أمس السبت معدات للكتائب قرب المدينة.
ويقوم الثوار بعمليات تمشيط للقرى التي سيطروا عليها حول سرت، ويجرون اتصالات مع سكانها لتثبيت الأمن فيها وبحث سبل إعادة الحياة الطبيعية تدريجيا إليها.
وشاركت طائرات حلف الناتو في المعارك بقصف بعض الأهداف المتقدمة حول سرت لتمكين الثوار من دخول المدينة التي لا تزال في قبضة كتائب القذافي