عقدت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن مساء أمس اجتماعاً موسعاً ومشتركاً مع أحزاب المعارضة المتحالفة معه في إطار ما يسمى “التحالف الوطني”، كرس لمناقشة تطورات الأحداث المتصاعدة في البلاد في ضوء تعثر مساعي المفاوضات مع أحزاب المعارضة لبدء حوار موسع بهدف بلورة رؤية مشتركة حيال الآلية التنفيذية اللازمة لتطبيق المبادرة الخليجية . وكشفت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي ل”الخليج” أن الاجتماع الموسع الذي رأسه نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بحث بصفة أساسية التفاصيل المتعلقة بالترتيبات الخاصة بنقل السلطة وفق رؤية قدمها الرئيس علي عبدالله صالح للجنة العامة عقب الاجتماع الذي عقده مع أعضاء مجلسي النواب والشورى قبل أيام .
وامتنعت المصادر ذاتها عن كشف تفاصيل رؤية صالح والخاصة بنقل السلطة أو الآلية التي سيتم من خلالها استكمال نقلها، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن كل التفاصيل عقب التوافق بين الحزب الحاكم وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني على اعتماد أو تعديل مضمون الرؤية الرئاسية المقترحة .
وأشارت المصادر إلى أن هادي تلقى رداً نهائياً من أحزاب المعارضة الرئيسة بخصوص طلب الحزب الحاكم إجراء حوار فوري حول الآلية التنفيذية اللازمة لتطبيق المبادرة الخليجية تضمن رفض أحزاب التكتل المعارض بشكل قاطع أي طرح لمقترح الحوار حول الآلية وتمسكها بموقفها المعلن حيال النقل الفوري للسلطة من قبل الرئيس صالح كإجراء سابق لأي حوار حول آليات تطبيق المبادرة الخليجية .
وكان هادي قد عقد صباحاً اجتماعاً استثنائياً للجنة العامة وقادة أحزاب التحالف الوطني، كرس لمناقشة المستجدات الأخيرة المتصلة بالجهود الداخلية والإقليمية والدولية لإيجاد مخرج للوضع القائم والتوقيع على المبادرة الخليجية، التي أكدت الحكومة أول من أمس استعدادها للتوقيع عليها، وملف اليمن أمام مجلس الأمن الدولي .
وشهدت الاجتماعات نقاشات ساخنة، وسط أنباء عن وضع هادي تعقيدات الأزمة بالرفض الحكومي للتوقيع على المبادرة الخليجية ووضع الجميع في صورة التحركات والمواقف الدولية على مختلف المستويات والآراء التي أيدها ممثلو أعضاء مجلس الأمن الدولي إزاء الأزمة والتصورات التي تنبثق عن تلك المواقف والآراء .
وأكدت مصادر رسمية أن هادي شدد على أهمية تحمل المسؤولية الوطنية في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها اليمن في ضوء استمرار هذه الأزمة المعقدة والمواقف المتصلبة التي أدت إلى تعقيدات لا يستطيع الوضع في اليمن تقبلها واستمرارها، حيث بلغت المدى الخطر والمؤسف، بحسب هادي .
وأشارت إلى تأكيدات هادي أن مسؤولية خروج اليمن من هذه الأوضاع يجب أن تكون مسؤولية الجميع في السلطة والمعارضة على حد سواء وتغليب مصلحة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات .
وقرأ الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الدكتور أحمد عبيد بن دغر تقرير المبعوث الأممي إلى اليمن السفير جمال بن عمر وحيثيات تلك المواقف والآراء التي تم تداولها في اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير من قبل جميع سفراء وممثلي الدول الخمس عشرة بالمجلس .
وتقرر أن يواصل النائب اجتماعاته بقادة الحزب الحاكم وحلفائه يوم غد السبت للمزيد من النقاشات وترجمة موقف محدد إزاء ذلك، بحسب مصدر رسمي .