أكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى الدكتورة تمارا ويتس، ضرورة التغيير في اليمن ، وقالت ان ما يحدث في اليمن اليوم غير مرض، وعلى القيادات اليمنية العمل بسرعة لإيجاد الحلول المناسبة لما يجري على الأرض. وقالت ويتس في حوار مع صحيفة " الاقتصادية" السعودية: أن المجتمع الدولي يتكلم بصوت واحد بضرورة التغيير في اليمن، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدعم الديمقراطية في كل البلدان بما فيها اليمن، وأن طريق المستقبل لليمن هو طريقها نحو الديمقراطية.
وأضافت "ما يحدث في اليمن اليوم غير مرض، وعلى القيادات اليمنية العمل بسرعة لإيجاد الحلول المناسبة لما يجري هناك. أمريكا تدعم مطالبات الشعب اليمني بالحرية والديمقراطية، وتسعى للمشاركة في وضع الحلول المناسبة لتحقيق ذلك".
ونفت المسؤولة الأمريكية أن تكون الولاياتالمتحدة قد مولت أيا من الثورات العربية التي حدثت في تونس ومصر وليبيا أو حتى سورية واليمن. وأكدت أن النشاط الأمريكي يقتصر على دعم التحركات الداخلية لتلك الشعوب نحو نيل حقوقها السياسية بصورة حرة، وتحقيق الديمقراطيات التي يتطلعون إليها.
واكدت ويتس أن أمريكا لم تقدم أي تمويل لأي من الثورات العربية التي حدثت خلال عام 2011، مشيرة إلى أن ذلك ليس من سياسة الولاياتالمتحدة أن تقدم أي مساعدات مالية لإحداث تغييرات سياسية في أي بلد في العالم، وقالت : "لم يكن لدينا أي نشاط مادي في العالم العربي لدعم ثوراتهم. ركزنا في دعمنا على تقديم النصائح حول الديمقراطية الجيدة والمساعدات المعنوية التي تأتي في إطار قرارات الأممالمتحدة.
وحول إمكانية تغير الدعم الاقتصادي الأمريكي في العالم العربي بعد الثورات العربية، قالت ويتس ل "الاقتصادية" "التغيير الذي حدث في العالم العربي تم بسواعد شبابه، ونحن لا نريد الاستعجال الآن، علينا أن ننتظر شكل الحكومات والأنظمة السياسية التي ستنتج عن هذا الربيع ثم سنحدد بعدها شكل وحجم الدعم الاقتصادي الذي يمكن أن تقدمه أمريكا لدعم اقتصاد وديمقراطيات تلك الدول".
وفي سؤال ثالث من "الاقتصادية" حول إخفاق أمريكا وأجهزتها الاستخباراتية في توقع وتتبع مسار الثورات العربية، اعترفت ويتس أن ذلك صحيح ولكنها قالت ليس من المطلوب من أمريكا أن تكون على اطلاع بكل ما يحدث في العالم أو ما سيحدث.
وأكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأدنى تمارا ويتس "أن الولاياتالمتحدة تطمح إلى أن تكون شريكا للشعوب العربية في مسيرتها نحو الديمقراطية، مضيفة أن أمريكا تهدف إلى تعزيز هذه الشراكة ودعها لتتقدم بشكل ملموس وفعلي.
وأوضحت ويتس أن البحث عن شراكات في ظل الحياد والحفاظ على المصالح تعد مرتكزات أساسية للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس أوباما في المنطقة وفي العالم. وبينت أنها سياسية تعمل أيضا على الإصغاء للشركاء وتحقيق تطلعاتهم.
وبينت ويتس أن مفاتيح الإصلاح والتغيير السياسي في هذه المنطقة هي التركيبة السكانية والاقتصاد والمجتمعات في العالم العربي، وهذا هو السبب في أن هناك طلباً على الإصلاح المستمر. وأوضحت أن أمريكا لم تخلق هذا الطلب، ولذلك الولاياتالمتحدة ستقوم فقط بالقيام بدعم أولئك الذين يبحثون عن التغيير.
وانتهت ويتس بالرد على سؤال حول نصيحتها للشعوب التي تتطلع لإحداث تغيير في دولها بتأكيد أن ذلك مرده للشعوب وحدها، وقالت "على العرب الذين يتطلعون إلى تحقيق تقدم في مسار الديمقراطية لديهم، عدم انتظارالآخرين للحصول على مساعدة. عليهم البدء بأنفسهم، وعليهم اتخاذ قراراتهم بمعزل عن التأثيرات الخارجية.