يرى محللون يمنيون أن مرحلة جديدة بدأت في اليمن بعد توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية، وأن أهم أهداف الثورة أنجز برحيل صالح من المشهد السياسي، بينما أبدى شباب الثورة غضبهم من منح الرئيس وأعوانه ضمانات من الملاحقة، وأكدوا أن ثورتهم ستستمر وسيلاحقون القتلة، وسيمضون في بناء الدولة المدنية، على حد قولهم. وشهد الشارع اليمني تفاؤلا كبيرا وواسعا في أعقاب توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بالرياض.
وقال الناشط بساحة التغيير في صنعاء وليد العماري للجزيرة نت "إن الثورة قامت لإسقاط نظام صالح، ولبناء دولة مدنية ديمقراطية، ولن يسمح شباب الثورة ببقاء الفاسدين في السلطة أو مشاركتهم في الحكومة الجديدة، أو بقاء الذين شاركوا تخطيطا وتنفيذا في قتل شباب الثورة".
وأكد العماري أن شباب الثورة سيمضي في الاعتصام بساحة التغيير، ويستمر بالفعل الثوري لإسقاط الضمانات والحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية لصالح وأعوانه، وقال "لن نتنازل عن دماء الشهداء ولا حصانة للقتلة، وسنلاحقهم محليا ودوليا".
وبشأن موقفهم من نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي - الذي سيتولى أمور البلاد في الأشهر الثلاثة القادمة، وتنتهي بإجراء انتخابات رئاسية جديدة- اعتبر الناشط اليمني أنه "شريك لنظام صالح في ارتكاب المجازر بحق المتظاهرين"، وقال إن عليه أن يحدد موقفه من جرائم القتل بحق شاب الثورة، وأن يعلن استعداده للمساءلة القضائية وأن يقدم القتلة للعدالة.
من جانبه قال المحلل السياسي حسين اللسواس للجزيرة نت إنه يتعين على الشباب في ساحات الحرية والتغيير، مواكبة الواقع الناشئ عن توقيع المبادرة الخليجية بصورة تكفل حماية ثورتهم وعدم تعرض أهدافها للوأد أو التغييب، مشيرا إلى أن هذا لن يتحقق إلا عبر البدء في ترتيب الأوراق وتوحيد الصفوف وعدم السماح بتوقيع المبادرة وما ينشأ عنها بالتأثير على مجرى العمل الثوري.
وأشار إلى أن قطاعا واسعا من الثوار لا يرون في التوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لها نصرا ثوريا، "فالنصر الحقيقي بالنسبة للثوار سيكون عندما تتحقق غايتان، الأولى تتمثل في نجاح لجنة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية في تحرير الجيش والأمن من قبضة القوى التوريثية المهيمنة، والثانية في الخروج النهائي لصالح وأولاده من السلطة.
وبما أن اتفاق نقل السلطة سيمضي قدما -يقول اللسواس- فإن "تيار الصقور في حزب المؤتمر الموالي لأبناء صالح لن يدخر جهدا في محاولة لتعطيل الاتفاق ووضع العراقيل في طريق تنفيذه، وبما أن الشيطان دائما يكمن في التفاصيل فسيجد الصقور ذرائع عديدة لتعطيل عملية التنفيذ، مثل تشكيل الحكومة الائتلافية وإعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية والإعداد للانتخابات الرئاسية، بهدف إعاقة أي تقدم حقيقي في تنفيذ الاتفاق".