ساد اليوم هدوء نسبي مشوب بالحذر أرجاء تعز بعد أن توصلت لجنة التهدئة المكلفة بوقف إطلاق النار إلى اتفاق ينص على سحب الوحدات العسكرية بكافة آلياتها الثقيلة مقابل انسحاب المسلحين من جميع المواقع التي يتمركزون فيها بصورة متزامنة , وقد فوضت اللجنة بوضع آلية مزمنة لتنفيذ بنود الاتفاق, بحيث يبلغ الطرفان بهذه الآلية .
إلى ذلك شهد ليل أمس اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الثورة وأكدت مصادر أهلية أن مدرعة للحرس العائلي قامت بالتجول في الشوارع المؤدية لمستشفى الثورة العام مستهدفة منازل المواطنين بالمعدلات , وأسفر ذلك عن حدوث تماس كهربائي في الأسلاك استمر لفترة طويلة ما استدعى قطع التيار الكهربائي عن المنطقة منعاً لحدوث كارثة محققة .
وفجر اليوم فارقت الطفلة رهف خالد اليوسفي ( شهر ونصف ) متأثرة بأدخنة القذائف التي استهدفت حي الحصب صادرة من الثكنة العسكرية المتمركزة في جبل الحبيل, فيما استشهدت المواطنة فوزية عبدالله عبده جراء إصابتها بطلقة "معدل" استقرت في الكتف حيث لم يتمكن أهلها من إسعافها بسبب الحصار الخانق الذي تضربه قوات اللواء 33 على حي بير باشا .
على صعيد متصل أصدرت أحزاب اللقاء المشترك بتعز أمس بياناً حول أحداث تعز أوضحت فيه حرصها على "تجنيب تعز أي مخاطر تستهدف أمنها وسلامتها " كما أكدت على حرصها في " أن تكون مدينة تعز خالية من السلاح " وأكد البيان على " الأهمية القصوى لإعلان اللجنة العسكرية التي نصت عليها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، حيث ستكون هى الآلية الأقدر والوسيلة الأقوى لإنهاء عسكرة الحياة المدنية وحفظ الأمن والاستقرار وإزالة الاستحداثات العسكرية والمظاهر المسلحة . "
وأهاب البيان "مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي وسفراء الاتحاد الاوروبي القيام بمسئولياتهم تجاه تنفيذ هذه الآلية ورفض كل الممارسات غير المسؤولة التي يحاول فيها بقايا النظام عرقلة تشكيل اللجنة العسكرية بهدف إفشال المبادرة ."
على صعيد مختلف خرجت مسيرات حاشدة صباح اليوم شوارع المدينة , أكدت على سلمية الثورة ورفضها عسكرة المدينة , فيما طالبت بتقديم علي صالح وأركان حكمه إلى المحاكمة العادلة .