ساد الهدوء الحذر مدينة تعز منذ مساء اليوم السبت بعد قصف عنيف وسماع أصوات انفجارات مدوية، بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة، بينما اتهمت أحزاب اللقاء المشترك قوات صالح بمحاولة إفشال تنفيذ اتفاق نقل السلطة من خلال تصعيد العنف. وقال سكان إن أصوات الانفجارات والقصف هدأت في المدينة منذ الساعة السابعة مساء اليوم. وذكر مصدر في لجنة التهدئة ل«المصدر أونلاين» أن اللجنة اجتمعت اليوم مع السلطة المحلية وأقرت وقفاً شاملاً لإطلاق النار ابتداءً من الساعة الثانية مساءً. غير ان الاتفاق لم يلبث طويلاً حتى تجدد القصف. وقال شهود ل«المصدر أونلاين» إن قوات صالح قصفت في السادسة مساء اليوم حي الحصب، حيث دوت أصوات انفجارين عنيفين، مضيفين ان النيران اشتعلت في أحد المباني في الحي ذته. وقال مصدر في لجنة التهدئة مفضلاً عدم ذكر اسمه ان الاجتماع أقر سحب الوحدات العسكرية والمسلحين بشكل متزامن ابتداءً من الساعة السادسة صباح يوم غد الأحد. وأشار المصدر إلى ان الاجتماع ناقش الأوضاع الإنسانية التي تعيشه المدينة، خاصة السكان في منطقة الحصب التي تتركز أعمال العنف فيها، حيث تعاني الأسر هناك من نقص الغذاء. وأصبحت منطقة الحصب شبه مغلقة منذ ثلاثة أيام حيث تحاول قوات صالح التوغل في المنطقة، غير أنها واجهت مقاومة شرسة من المسلحين الموالين للثورة. ولقي شخصان حتفهما اليوم في قصف قوات صالح المستمر للمدينة ليرتفع عدد الضحايا منذ 72 ساعة إلى أكثر من 18 شهيداً بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى. من جهتها، باركت أحزاب اللقاء المشترك في تعز التهدئة، لكنها أكدت على ضرورة إعلان لجنة التهدئة لجنة الشؤون العسكرية التي نصت عليها الآلية التنفيذية للقاء المشترك، وقالت إن الآلية ستكون «الأقدر والوسيلة الأقوى لإنهاء عسكرة الحياة المدنية وحفظ الأمن والاستقرار وإزالة الاستحداثات العسكرية والمظاهر المسلحة». وأكدت في بيان لها اليوم السبت انها تضع نصب أعينها «تجنيب المحافظة (تعز) أي مخاطر تستهدف أمنها وسلامتها وتحرص كل الحرص على أمن واستقرار أبناء المحافظة وصون دماء هم, وان تكون مدينة تعز بالذات مدينة خالية من السلاح». ودعت أحزاب المشترك في تعز مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي وسفراء الاتحاد الأوروبي إلى «القيام بمسئولياتهم تجاه تنفيذ هذه الآلية ورفض كل الممارسات غير المسؤولية التي يحاول فيها بقايا النظام عرقلة تشكيل اللجنة العسكرية وبهدف إفشال المبادرة».
ولم يعرف حتى الآن سبب تأخير اللجنة العسكرية التي ستشرف على إنهاء الانقسام الحاصل في الجيش وإعادة هيكلته، لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت أمس عن مصادر سياسية ان علي عبدالله صالح يقف وراء تأخير إعلانها.
من جهته، دعا المجلس الثوري لتكتل شباب الثورة في تعز نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يدير المرحلة الانتقالية باليمن إلى تحمل مسئولياته في إيقاف العنف بتعز وسرعة تشكيل اللجنة العسكرية المعنية بترتيب الوضع العسكري وإزالة الآثار السلبية لعسكرة المدن. كما دعا المجلس في بيان صادر عنه اليوم السبت المجتمع الدولي للخروج عن الصمت عن ما يجري في تعز وتحمل مسؤولياته الإنسانية. وطالب سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الخليج إلى النزول والإقامة في تعز مع رئيس الحكومة المكلف محمد سالم باسندوة لضمان إيقاف العنف في المدينة. وحمل البيان دول الخليج ومجلس الأمن مسؤولية إنها هذه «الانتهاكات كونهما الراعيين والمراقبين لتنفيذ المبادرة آليتها»، مشيرا ان ما يحدث في تعز من دمار و«عنف ممنهج» ضد أبناءها في «مسلسل الإجرام الذي ينفذه قيران والعوبلي وضبعان ويعينهم وللأسف عدد من أبناء تعز الذين أستحوذ عليهم الشيطان وألهتهم أطماعهم فقبلوا أن يكونوا مطايا يركب عليها الحاقدون على تعز والأعداء للتغير لتنفيذ مآربهم في الانتقام من أبناء تعز». حسب تعبيره.