لم يكن يعلم الطفل سامي البالغ من العمر خمس سنوات أن خروجه مع والده، الثلاثاء الماضي، سيكون آخر يوم يرى فيه والده قبل أن يدخل في حالة من اللاوعي جراء الحادث المفجع الذي تعرض له والده والذي على أثره فارق الحياة . فبينما كان برفقه والده الذي يعمل سائق باص أجرة إثناء مرورهم بشارع مأرب جوار وزارة التربية والتعليم وفي ذروة زحمة السير وقت الظهيرة كان ورائهم سيارة وكيل محافظة صنعاء ومرافقيه والذي قام احدهم بالصراخ من نافذة السيارة يطالب سائق الباص محمد محمد المجاهد البالغ من العمر22 عاما أن يتنحى جانبا كي تمر سيارة الوكيل فبادرة السائق بالرد كيف لي أن اتنحى وأنت ترى زحمة السيرة فما كان من الأول إلا النزول مباشرة وأتجه نحو سائق الباص وباشره بطلقة ناريه فارق على أثرها الحياة مباشرة. جد الطفل ووالد المجني عليه أفاد بأن حفيده من حينها وهو يعاني من حاله نفسية يرثى لها وما أن يفيق حتى يغمى عليه اثر نوبة الفزع التي تسطر عليه وهو يصرخ أين أبي قتلوا أبي .. مفيدا بأن عدد من المواطنين قاموا بملاحقة سيارة الجناة عقب الحادث إلا أنهم لم يتمكنوا من مجاراتها فباشروا فورا بإبلاغ احد أطقم الشرطة العسكرية الذي كان إفراده منشغلين بحادث مروري بين إحدى السيارات ودراجة ناريه وردوا عليهم بأن مطاردة سيارة الجناة ليس من اختصاصهم . وتابع والد المجني عليه قائلا بأن الداخلية رغم مرور ستة أيام حتى الآن على حادث مقتل أبنه لم تحرك ساكنا ،كما أنه لم يعلم بأن من قتل أبنه هو احد مرافقي وكيل محافظة صنعاء إلا اليوم بعد أن تلقى اتصالا من قسم شرطة هبره يفيده بأنه سيحيل ملف قضية أبنه إلى نيابة شمال الأمانة وأن عليه الحضور إلى القسم حتى يقوم بدفع أجر من سيقوم بنقل الملف إلى النيابة وذلك بعد أن تم التعرف على ان السيارة التي كان يستقلها الجاني هي تابعة لوكيل محافظة صنعاء عبد الاله ابو غانم وذلك من خلال رقم السيارة التي أفاد به شهود العيان للقسم. وأكد والد المجني عليه أنه أمهل الجهات المختصة 48 ساعة للقبض على قاتل ابنه مالم سيلجئ إلى قبيلة آنس الذي ينتمي أليها والذين يتدارسون الآن للقيام بما يلزم تجاه الجاني أذا لم يتم تسليمه إلى العدالة.