أعلنت شركة MTN يمن عن جائزة لأفضل المبادرات الشبابية، وأغفلت أن تطلق اسماً لهذه الجائزة ناهيك عن ماهية الجائزة نفسها. ومن خلال صفحة الشركة على الفيس بوك تارة تقول إن الجائزة "جائزة MTN يمن لأفضل مبادرة / مؤسسة شبابية" وأخرى تقول " جائزة MTN للعمل التطوعي" وتأتي هذه التسميات خلال أسطر منشورات الشركة، وليس كعنوان رئيس. ومنذ 5 نوفمبر؛ لحظة الإعلان عن الجائزة التي تم الإعلان عنها من خلال صفحة الشركة على الفيس بوك؛ لم تضع الشركة أي معايير لمن يستحق الفوز، باستثناء عمل (اعجاب) بصفحة الشركة لغرض الدخول إلى "التطبيق الخاص بالتقدم للجائزة". التطبيق ذاته، يحوي ثمانية أسئلة، يبدأ باسم المبادرة ثم وصف عملها فالقضايا التي تعمل عليها، والأسئلة الأخرى خاصة بمعلومات للتواصل عن الجهة، ويتم الإجابة على كل سؤال ب(255) حرف فقط. (225) حرف لا يكفي لتُقدم به الجهة نبذة عنها، ولا يكفي للشركة المعلنة عن المسابقة أن تتعرف على الجهة المتقدمة لنيل الجائزة التي رصدت مبلغاً يصل إلى خمسة مليون ريال يمني، أو ربما لا يصل؛ فالشركة لم تحدد بعد نوع الجائزة. في أول إعلان للجائزة تقول الشركة: يسرّ MTN أن تدعوكم لدعم مؤسساتكم أو مبادراتكم الشبابية وذلك بالمشاركة في "جائزة MTN يمن لأفضل المبادرات والمؤسسات الشبابية" المتمثلة بمبلغ نقدي يصل الى 5 ملايين، وفي ثاني إعلان نشرته بعد خمسة أيام قالت: إذا كنت تمثل مؤسسة/ مبادرة شبابية، اضغط على الرابط ادناه، واتبع التعليمات الموجودة في هذه الصورة وانتهز فرصة للحصول على جائزة تصل إلى 5 مليون ريال. في الإعلان الأول حددت إن الجائزة (مبلغ نقدي) وفي الثاني لم تحدد أي شيء بل قالت (جائزة) ناهيك عن مقدمة خطاب الإعلان الأول الذي قال (تدعوكم لدعم) ثم (وذلك بالمشاركة) فكيف سيقوم المتقدمين بدعم أنفسهم، أم أن عملية الدعم ستكون من جانب المتقدمين -كما وضحت المقدمة- وسيحظى بها الطرف المُعلن فقط. دعوناً أيضاً نقرأ الإعلان الثالث الذي نشر في 18 نوفمبر -أي بعد ثمانية أيام- فقد قالت فيه: نحيطكم علما بأن يوم الخميس 21/11/2013 هو آخر يوم لتقديم طلبات المشاركة في "جائزة MTN يمن لأفضل مبادرة / مؤسسة شبابية، ثم أضافت بعد فقرتين: ولتوضيح التساؤلات التي وصلتنا حول طبيعة العمل "المؤسسي" الذي يجب أن تكون عليه الجهة المتقدمة لنيل جائزة MTN للعمل التطوعي. إلى آخر الإعلان. حوى هذا الإعلان أمور معضلة أولها وأهمها أنها أطلقت اسمين للجائزة، الأول، "جائزة MTN يمن لأفضل مبادرة / مؤسسة شبابية، والثاني، جائزة MTN للعمل التطوعي، المعضلة الثانية أن وقت نشر الإعلان لم يكن مبني على خطة مدروسة، فالإعلان الأول نشر في تاريخ 5 من الشهر الحالي، والثاني في تاريخ 10 والثالث في 18 وكإن الخطة التسويقية الإلكترونية لهذه الجائزة الضخمة لم تكن مدروسة أو أن الجائزة ليست إلا مجرد ابتداع لغرض التسويق. أما المعضلة الأهم -التي تحقق النتائج الافتراضية السابقة- أن الشركة أعلنت خلاله معايير التقدم للجائزة، أي أن المعايير لم يتم الإعلان عنها إلا قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة وبعد ثمانية عشر يوماً من الإعلان عن الجائزة التي تعد كبيرة جداَ ولم يتم التسويق الإلكتروني لها في رسائل الشركة التي يتم ارسالها إلى عملائها في عموم الجمهورية -على الأقل أنا لم تصلني. هذه المسألة قد تكون خلل من إدارة التسويق -سواء خلل سلبي أو ذكاء- أما الخلل السلبي فهو عدم استخدام الإمكانيات المتاحة للترويج للجائزة، وأما الذكي فيحتمل عديد من الخيارات وأغلبها تصب في استخفاف عقول اليمنيين الذين يقدمون من خلال مبادراتهم أعمال تنموية لا تهدف للربح بعكس الشركة التي تحاول من خلال هذه الجائزة أن تربح المعجبين بالصفحة دون أن تلجأ للإعلانات الممولة التي يتيحها الفيس بوك لكل المستخدمين. معضلة أخرى في هذا الإعلان أنه وضع نقاط سبع كمعايير، ونسى أنه لا يتيح للمشاركين سوى 255 حرف لكل سؤال، كما نسي أن يضع أسئلة أخرى تحقق هذه المعايير التي كان آخرها "أن تلتزم الصفحة بالعمل الذي يعود بالنفع للمجتمع" يقصد بالصفحة "الصفحة الرسمية على الفيس بوك للجهة المتقدمة لنيل الجائزة" وهذا المعيار غير الجيد يتجاهل أعمال المبادرات التي لا يتم الترويج لها لأسباب عديدة أهمها عدم توفر شبكة الانترنت في بعض المناطق كسقطرى مثلاً، إلا إذا كانت هذه المناطق غير داخلة ضمن المسابقة التي تم الإعلان عليها عبر التواصل الاجتماعي فقط. الإعلان الرابع كان في 20 -أي بعد يومين من آخر إعلان- وجاء فيه: سارع بالتقديم وعزز فرصة حصول مبادرتك/ مؤسستك على جوائز نقدية تصل الى 5 مليون ريال. يؤكد هذا الإعلان ما استنتجناه حول ماهية الجائزة فقد وصفها ب(جوائز نقدية) وليس كما قال في الإعلانين الأول الثاني حيث قال في الأول (مبلغ نقدي) وفي الثاني (جائزة). لا أعتقد أن ما حدث مجرد لخطبة وعدم تنظيم في إدارة الجوائز، فالمدة التي تم خلالها الإعلان عن الجائزة وعدم استخدام أي أدوات أخرى للترويج تؤكد ألا وجود لأي جائزة، وما يعزز هذه القناعة أن المبلغ المرصود لها كبير والغريب إنه سيتم انفاقه بسهولة وسرعة، فخلال الأسبوع القادم -كما أوضحت جميع الإعلانات- سيتم خلاله التصويت للمشاركين، ومن سيحصل على أكبر عدد من الإعجابات "اللايكات" سيكون الفائز. الفائز بحسب اللايكات، هذا يعني أن المعايير التي تم وضعها ستقوم الشركة بتجاهلها، أي أنها تضع شروطاً وقوانين ثم لا تجد آلية مناسبة لتحقيقها فتُقدم على انتهاكها بكل سهولة تحت مسميات مختلفة. لا أقول بهذا أن الشركة ليس من حقها أن تعمل على التسويق الإلكتروني لصفحتها على الفيس بوك، ولكني لا أقبل أن أكون أحد المغفلين في هذه المسرحية التي بدأت وستنتهي خلال شهر واحد وستقوم بإنفاق (خمسة مليون ريال) دون أن تنفق (15 دولار) على إعلان ممول أو أي إعلان آخر. مصادر من داخل الشركة أكدت أن مالك الكوسا مدير أول العلاقات العامة والإعلام في الشركة، غير راضٍ عن أداء العاملين في التسويق والعلاقات العامة بشكل خاص، وأفترض أن هذه الجائزة أتت من أجل رفع تقرير آخر العام للمركز الرئيس للشركة بأن فرعهم اليمني أدى دوره في المسئولية الاجتماعية وقام بدعم الأنشطة التنموية المختلفة. لا أعتقد أن مالك الكوسا سيوافق على استمرار هذا الاستخفاف بعقولنا، وفي كل الأحوال يبقى ما ذكرته من استنتاجات مجرد تحليل قابل للصواب والخطأ، ولكن ومن أجل احترام الشباب وبسبب كل الأخطاء التي ذكرتها؛ يتوجب على الشركة أن تعتذر عن كل شيء وأن تكون المسابقة متاحة لكل المبادرات في اليمن، الريف والحضر، وحتى تلك المدن التي لا تملك سوى وسيلة تواصل واحدة وهي الهاتف النقال. الإعلان الأول:
منشور by MTN Yemen. الإعلان الثاني: انقر هنا الإعلان الثالث:
منشور by MTN Yemen. الإعلان الرابع: منشور by MTN Yemen.