أسعار الإنسان العربي تهبط أسعار الإنسان العربي هذه الأيام أو قلْ الشهور أو قلْ السنوات لأسباب عديدة بعضها يرتبط ببورصة الإنسان العالمية الدولية التي تعمى أحياناً عن قتل الأطفال في فلسطين وبعضها الآخر يرتبط ببورصة الحكام في العراق وفي سوريا وفي دول أخرى عديدة. والحق عندي أن سعر الإنسان العربي الذي هان على أخيه بل على نفسه حد الهوان كان يمكن أن يرتفع أو على الأقل يستقر لو أنه رفع من قيمته وظل متمسكاً بقيم العروبة والإسلام. في فلسطين وحتى الآن لم يصدر أي استنكار أو بيان عن قتل أو حرق الطفل الفلسطيني عمداً على يد الصهاينة! ومنذ مقتل الطفل محمد الدرة والشيخ أحمد ياسين ومئات بل وآلاف آخرين سقطت أسعار الإنسان الفلسطيني من بورصة البشر بل من ضمير البشر! وفي العراق أصبح قتل العشرات بل المئات خبراً عادياً قد لا يستحق النشر من فرط عدد الضحايا الذين يسقطون كل يوم وساعة. وفي سوريا عشنا عامين نحصي عدد الضحايا والمشردين والنازحين حتى مللنا من العد، فيما كان أوباما يفكر ويفكر والجامعة العربية تفكر وتفكر قبل أن يستقر الوضع أو الرأي على بقاء "الإنسان" الحاكم هناك! وفي اليمن وفي السودان وفي مصر ولبنان شيء من هذا مع فوارق الظروف والأسباب والحيثيات لكنه يحدث كل يوم! والحاصل أن بورصة الإنسان العربي لم تعد بالأهمية التي يراقب بها العالم بورصة سوق المال! ولان للإنسان في عالمنا العربي الآن شركات ومؤسسات بمسميات تختلف عنها في سوق المال، فقد اختفت من شاشة البورصة الشركة الصومالية الراعية حتى بات الناس يسألون ليس عن عدد الأموات هناك وإنما عن عدد الاحياء! أخشى والحال كذلك أن يستمر حجب الشركات العربية أو منعها من التداول إن هي استمرت في الهبوط بسعر الإنسان فيها إلى هذا الحد المؤسف والمفجع! سيقول لك البعض إنه السلاح القادم من الغرب، وسيقول لك آخرون إنها المصالح الغربية والفتن الدولية، وقد يقول آخرون إنها المؤامرة الكونية على العرب.. كل ذلك قد يكون صحيحاً في جانب منه لكن الأصح أن الإنسان العربي هان على نفسه، منذ أن أصبح مقتل الفلسطيني أمراً عادياً بل مرحباً به عند البعض حتى في فلسطين نفسها، ومقتل العراقي امراً عادياً بل ومطلوباً ليس في الدول غير العربية وإنما في العراق نفسه! وكذا السوري واللبناني واليمني والمصري.. ويا هوان الهوان!