الأربعاء , 2 أغسطس 2006 م أي خزي وأي عار وأي هوان وأي إذلال أكثر من هذا الذي تعيشه الأمتان العربية والإسلامية..؟ من أجل أسر ثلاثة جنود صهاينة تشن حرب إبادة شاملة ضد الشعبين الفلسطينيواللبناني.. أسر ثلاثة جنود محاربين من قبل المقاومة يعد في نظر أمريكا عملاً إرهابياً، وقتل المئات وهدم المنازل وتجريف الأراضي وارتكاب المذابح والمجازر الوحشية في غزة وجنين بفلسطين وبيروت والبقاع والجنوب اللبناني أمر مشروع ودفاع عن النفس. هكذا ترى أمريكا راعية النظام العالمي الجديد ومعها كوفي عنان أمين عام الأممالمتحدة والدول الأوربية.. بينما خطف أحمد سعدات ورفاقه من السجن في أريحا والذي كان قد تم إيداعهم فيه باتفاق دولي وتحت حماية دولية عمل مشروع ووجود أكثر من عشرة آلاف سجين فلسطيني بينهم لبنانيون وأردنيون لا يعني ذلك شيئاً لأمريكا ودعاة حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والأمم«المتحدة ضد العرب والمسلمين» ومجلس «الحرب» الدولي. ليس ذلك ما يحزننا فذلك أمر طبيعي أن تكون أمريكا وبعض الدول الأجنبية إن لم يكن جميعها في صف الكيان الصهيوني، لكن ما يحزننا هو حال الأمتين العربية والإسلامية وموقف قادتها مما يدور في فلسطينولبنان، فلولا الموقف المتخاذل والصمت الرهيب للأنظمة العربية وعجزها عن اتخاذ أي موقف تجاه العدوان الهمجي الصهيوني لما تمادت أمريكا إلى هذا الحد الذي وصل إلى حد إرسال المعونات الحربية للكيان الصهيوني واستخدام حق الفيتو ضد أي مشروع إدانة من مجلس الأمن لما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطينولبنان. ولم تكتفِ الإدارة الأمريكية بذلك بل أرسلت وزيرة خارجيتها إلى المنطقة لتعلن وبكل صراحة أن الحرب الشاملة التي يشنها الكيان الصهيوني أمر مشروع ولا بد منه من أجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي تتضح معالمه اليوم بجلاء في لبنانوفلسطينوالعراق. ما يحزننا ويجعل قلوبنا تنزف دماً هو تلك المواقف المتذبذبة وذلك الانبطاح لمعظم الأنظمة العربية التي نزعت الأقنعة عنها وظهرت بوجوهها الحقيقية.. والذي أحزننا أكثر هو ما صدر من بعض من يسمون أنفسهم «علماء» من فتاوى تجرم المقاومة اللبنانية ضد العدوان الصهيوني.. وما يحز في نفوسنا أكثر من هذا كله أن نساء المسلمين عقمت من أن ينجبن معتصماً آخر لا لينصر امرأة مسلمة لطمت في عمورية من قبل جندي روماني، بل لينصر آلاف النساء والشيوخ والأطفال الذين يذبحون علي أيدي قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطينولبنان والأمريكي في العراق وأفغانستان. إننا بحاجة إلى معتصم آخر ولبطل مثل صلاح الدين.. فهل نأمل أن تنجب امرأة مسلمة واحداً مثل هؤلاء يعيد للأمة كرامتها..؟ - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين