بعد الأجواء الإيجابية والمثمرة التي سادت خلال الأيام الأخيرة في مشاورات الكويت اليمنية، والتي أسفرت عن أول جلسة حوار مباشر بين الأطراف، عادت المفاوضات لتشهد نكسة جديدة، بعد أكبر خرق للهدنة، باحتلال الانقلابيين فجر أمس ل"معسكر العمالقة" في عمران، والاستيلاء على أسلحته الثقيلة وقتل عدد من الجنود. ورداً على هذا الخرق، قرر وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تعليق المحادثات المباشرة مع الوفد المشترك بين الحوثيين وصالح، لتعود الأطراف إلى التفاوض غير المباشر.
من جهته، استقبل وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، أمس، نظيره اليمني رئيس الوفد الحكومي، عبدالملك المخلافي، الذي أكد أن "القرار جاء نتيجة استمرار الخروقات العسكرية والسيطرة على معسكر العمالقة، واستغلال الهدنة وتوقف الطيران واستمرار الانقلابيين في ارتكاب الخروقات في كل مكان، وهم بصدد إشعال حرب شاملة، فتعز تقصف، والبيوت يتم تفجيرها، وهذا إرهاب حقيقي".
وأضاف المخلافي: "قررنا تعليق مشاوراتنا إلى أن نجد حلاً، بضمانات، وأن ينسحب كل أفراد الميليشيات من داخل المعسكر، وأن يكون وقف إطلاق النار شاملاً وحقيقياً"، معرباً عن شكره للكويت "على ما تقوم به من جهد، ومن دور إيجابي وصبر وتحمل في سبيل إنجاح المفاوضات".
من جانبه، أكد الشيخ صباح الخالد أن "الكويت تقف مع المرجعيات المعلنة والمتفق عليها والمتمثلة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وأن مبدأ الشرعية لا نقاش حوله"، مشدداً على أن "الكويت ستبذل كل جهد لإنجاح المشاورات".