المتابع للتصريحات الأخيرة للقيادي المنشق عن المليشيات الحوثية علي البخيتي، يعرف جلياً حجم التناقض ين ما أوردته عن أحداث الانقلاب في صنعاء، وبين الشهادات التي أوردها السفير السعودي محمد آل جابر في برنامج تحت الصفر على ام بي سي، والتي قدم فيها أصدق الشهادات للحظات الأخيرة لإعلان الانقلاب ودخول اليمن في نفق مظلم، حتى أن البخيتي كان يومها لا يزال بشكل أو بآخر في صف المليشيات، وأحد مهندسي الإنقلاب على الجمهورية. ما أدره البخيتي من شهادات عن الرئيس هادي إبان الإنقلاب، قال أن رئيس الجمهورية قبل بما أسماه ‘‘وجه السيد‘‘ غير أن النقيض من ذلك بدى في تصريحات السفير السعودي محمد آل جابر الذي وصف رئيس الجمهورية ب‘‘الشجاع‘‘ عندما رفض مطالب المليشيات الحوثية بتعيين نائب للرئيس يكون منهم لتنفيذ التفاف سهل على الجمهورية وتمرير الانقلاب بصبغة قانونية، الا أن الرئيس رفض هذا العرض اطلاقاً ما وأخضع من قبل المليشيات الحوثية للإقامة الجبرية حتى خلص منها مُتجها الى عدن.
ولا يبدو أن البخيتي أورد شيئاً من مصداقية في حديثه بهذا الخصوص، اندفع الرجل فجأة لامتداح الرئيس الراحل في ما أسماه الحفاظ على الجمهورية، وزعم أن بقاءه في صنعاء كان من أجل هذا الهدف، بينما الأمر المؤكد أن الرئيس الراحل كان المنظم لعملية الانقلاب على الدولة والسلطة الشرعية وفاتح الطريق للمليشيات الحوثية الى العاصمة صنعاء، وهو أحد من قبلوا ب‘‘وجه السيد‘‘ للخروج من مأزق الموق الذي ظل يلاحقه حتى اصطاده في آخر المطاف بصنعاء. يؤمل اليمنيون اليوم على الرئيس هادي وليس على تصريحات البخيتي، فالأول هو الوحيد الذي ظل صامداً امام الانقلاب وما يزال وجه الشرعية اليمنية داخلياً وخارجياً، أما الأخير فلم يكن يوماً في اتجاه واحد وثابت الهدف، وأطل مراراً مناصر للرئيس الراحل ثم مهاجماً له، ثم في صف المليشيات الحوثية التي يهاجمها اليوم.
يورد البختي شهادة لنفسه قال أنه حصل عليها من نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر تنبئ بخلاصة من المليشيات نحو هدفٍ أسمى، والشهادة حصل عليها من شقيقه محمد البخيتي، الذي ما يزال في صف المليشيات الحوثية في مهمة تبادل الأدوار بينهم.
وما ذكره البخيتي في سياق حديثه عن رئيس الجمهورية لن يعدو كالعادة من كونه لعبة ساخرة يصنعها البخيتي مثل كل مرة يحاول أن ينال فيها من شخصية معينة.
